Ok
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.
Aller au contenu
" تشكل مهمة بناء حزب البروليتاريا الماركسي ــ اللينيني المهمة المركزية الحاسمة المطروحة على الماركسيين ــ اللينينيين في المرحلة الراهنة، من أجل قيادة النضال الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين و الجماهير الكادحة و القوى الوطنية، لدك الحكم القائم و سيدته الإمبريالية. إن مهمة بناء الحزب هي إذن المهمة المركزية الراهنة لكل الماركسيين ــ اللينينيين : فهي البوصلة التي يجب أن ترشدهم في صياغة مهامهم الأخرى. تلك هي نقطة الانطلاق الضرورية الأولى في تحديد الخط السياسي بالنسبة للماركسيين ــ اللينينيين المغاربة.".
" من أجل خط ماركسي ــ لينيني لحزب البروليتاريا المغربي ".
الرد الشعبي على المؤامرة الإمبريالية
و الرجعية في المنطقة
1978
المنظمة الماركسية- اللينينية المغربية "إلى الأمام"
1 ــ التدخل العسكري الإمبريالي الفرنسي و أهدافه
إن التدخل العسكري الفرنسي في صراع الصحراء الغربية بدون أن يغير المعطيات الأساسية للوضعية، فإنه مع ذلك له تأثير مباشر من حيث الزيادة في خطورة هذه الوضعية من جهة، و من جهة أخرى زيادة خطورة توسيع الحرب في كل المنطقة.
يحدث هذا التدخل العسكري حسب أرقى أنماط الغزوات الاستعمارية في الماضي، فالذريعة نفسها التي تم الاستناد إليها تعد جزءا من ترسانة أصبحت كلاسيكية.
بالنسبة للأهداف الحقيقية لمثل هذا التدخل فإن أي تمويه للإمبريالية أو الدعاية لعملائها في الرباط و نواكشوط لا يمكن إخفاؤها.
فإذا طارت الامبريالية الفرنسية لنجدة ولد دادة و الحسن الثاني، فلأن محمييهما هم في كامل الانحلال و التعفن، لأن نظام ولد دادة مهدد بالسقوط بين عشية و ضحاها لحد لا يمكنه أن يضمن الحد الأدنى من متابعة استغلال معدن الحديد الثمين في الزويرات، و أيضا لأن القوة العسكرية الملكية تورطت بدون رجعة في حرب الصحراء الغربية، و لأنه في الأخير رغم كل حماسهم المفرط فالأنظمة الرجعية لولد دادة و الحسن الثاني، قد ظهرا عاجزين لوحدهما عن تأمين تطبيق الخطة الامبريالية المسطرة في اتفاقيات مدريد.
2 ــ الخطة الامبريالية-الرجعية في الصحراء الغربية في إطار الاستراتيجية العامة للامبريالية
انبنى هذا المخطط على أساس إمكانية تحقيق بديل منسجم للحضور الاستعماري الفرنكاوي في الصحراء الغربية، بإقامة تكتل مغربي- موريتاني يقسم فيما بينه عن طريقه الصحراء الغربية، و يكون على رأسها النظام المحلي ذلك القادر على ضمان حماية المصالح الاستراتيجية الامبريالية في المنطقة : النظام الكمبرادوري للحسن الثاني. و قد جاءت اتفاقيات مدريد لمأسسة هذه الوضعية.
بفضل هاته الاتفاقيات تكون الامبريالية قد ضمنت :
1- ان تتوفر لها ركيزة رجعية "قوية" بإمكانها أن تشكل ثقلا مضادا للأنظمة التقدمية العربية و الإفريقية و توظيفها كقاعدة للاعتداء ضد حركات التحرر في المنطقة.
2- أن تبقى الموارد الواسعة – المعروفة- و المحتمل وجودها في الصحراء الغربية تحت مراقبتها (فوسفاط، حديد و بترول، سواحل غنية بالأسماك).
زد على ذلك فإن هاته الأطماع تدخل في إطار مخطط أوسع للإمبريالية. هذا المخطط الذي تمت بلورته بعد الهزائم المدوية في الهند الصينية هدفه تفادي هزائم جديدة على نطاق واسع في إفريقيا و العالم العربي.
إنه يستند أولا على قوة الامبريالية على المستوى الاقتصادي و العسكري و قدرتها على الضغط و الاعتداء، و في المقام الثاني يستند على الركائز الرجعية المحلية في الشرق الأوسط و إفريقيا.
بهذه الطريقة تحاول الامبريالية حصر إفريقيا من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي و من البحر المتوسط إلى رأس الرجاء الصالح داخل قوقعة حقيقية، و العمل بنفس الطريقة في الشرق الأوسط. ما هو جديد نسبيا في هذه الاستراتيجية هو إدماج قوي للمنطقتين الإفريقية و العربية.
قبل ذلك لعبت إسرائيل في الماضي حصان طروادة الامبريالية العالمية في إفريقيا انطلاقا من محور بريتوريا – تل أبيب، و اليوم ما زال هذا المحور مستمرا، لكن تدخل الامبريالية على صعيد القارة الإفريقية يستعمل أوراقا جديدة : بترودولار الأنظمة الرجعية العربية (غير الإفريقية) و جيوش الأنظمة الرجعية العربية- الإفريقية (المغرب، مصر، السودان) و في الخلفية (المعقل) العنصري لجنوب إفريقيا. و أحسن صورة لهذا الدور الإفريقي لهذا التحالف المقدس يقدمها التدخل في الزايير : اللوجستيك فرنسي، جنود مغاربة، طيارون مصريون، تمويل سعودي.
إن هذا التحالف المقدس، هو أكثر نشاطا في العالم العربي و الشرق الأوسط، هذا التنسيق، حيث المكونات الأساسية فيه هي القوة العسكرية الصهيونية و القوة العسكرية و المالية للعربية السعودية و إيران، قد سمح بتهييئ عودة قوية للإمبريالية في منطقة، حيث الأهمية الاستراتيجية لا تحتاج إلى توضيح.
إن هدف الامبريالية يتمثل في إيقاف المد الثوري الذي يهدد العالم العربي :
1- بخنق البؤرتين الأكثر خطورة على مصالحها: الثورة الفلسطينية و الثورة العمانية.
2- لتصفية الأنظمة التقدمية القائمة عن طريق القوة و المؤامرة أو الارتشاء.
3- لتقوية انزلاق اليمين الرجعي للأنظمة البرجوازية لتصبح بدورها أدوات فعالة لمواجهة الحركة الشعبية.
خارج التقلبات و التفاصيل، فهذا المخطط الذي يتم تطبيقه الآن، هو عمليا كذلك مع تأسيس كتلة إسرائيل – الأنظمة الرجعية العربية في مرحلتها العليا.
إن الزيارة المشهورة التي قام بها السادات لبيغين، رغم جانبها الاستعراضي، ليس إلا عنصرا رمزيا لسيرورة بدأت تتحرك منذ 1967.
فبعد انهزام الأنظمة البرجوازية أمام العدوان الصهيوني، كان انقلاب الأنظمة الرجعية و البورجوازية ضد المقاومة الفلسطينية (عمان) و الحركة الوطنية اللبنانية وانتهاء بالاستسلام و التحالف المعلن مع إسرائيل. ففي هذا السياق العربي – الإفريقي يجب وضع المخطط الذي يستهدف الغرب العربي و شعوبه.
3 ــ مقاومة الشعب الصحراوي تفشل المخطط الامبريالي الرجعي
و في نفس الوقت، فإن صمود المقاومة العمانية أفشل جيدا مخططات الامبريالية في منطقة الخليج، و كما هو الحال بالنسبة لمقاومة الشعب الفلسطيني الشرسة أزالت القناع و أحبطت المؤامرات المحاكة ضده. كما أن مقاومة الشعب الصحراوي، التي لم يكن لها أي اعتبار عند الموقعين على اتفاقيات مدريد و حامييهم، قد أفشلت خططهم تماما.
إن هذا الشعب الذي كان يعتقد أنه سيكون صيدا سهلا لجيش الحسن الثاني، قد واجه الأمر بمقاومة بلغت درجة جعلت الامبريالية الفرنسية تسرع إلى نجدة محمييها.
بطبيعة الحال، و كالعادة، يعزى الفشل دائما إلى قوة خارجية.
فجبهة البوليزاريو ليست إلا جماعة من المرتزقة يؤطرها الجيش الجزائري. هذه الحجة التافهة و المهترئة لم تعد تقنع سوى الشوفينيين المتطرفين و أنصار سياسة النعامة.
بالنسبة لمجموع الشعب و القوى التقدمية في العالم، و بالنسبة للشعبين الشقيقين المغربي و الموريتاني، رغم الدعاية المسمومة للرجعية و الشوفينيين، فإن الصراع في الصحراء الغربية ليس صراعا بين الدول : المغرب و موريتانيا من جهة، و الجزائر من جهة أخرى. إن الأمر ليس كذلك، بل الأمر يتعلق باعتداء نظامين رجعيين ضد شعب و مقاومة شرعية لهذا الشعب.
إن جبهة البوليزاريو بعد هذا الاعتداء و بعده، قد ظهرت كانبثاق و تعبير عن إرادة كفاح مستقل للشعب الصحراوي ضد السيطرة الاستعمارية الفرنكاوية، و في نفس الوقت ضد السيطرة الرجعية المغربية – الموريتانية.
إذا كانت هناك حاجة اليوم إلى توضيح كيف أن كفاح الشعب الصحراوي هو ذو خاصية تقدمية مضادة للإمبريالية، فإن تدخل الامبريالية الفرنسية إلى جانب الحسن الثاني و ولد دادة يتكلف بتقديم هذا التوضيح. و يجب على القوى التي تدعي الكفاح المعادي للإمبريالية في المغرب أن تتبنى هذه الحقائق.
فلا يمكن ادعاء النضال الثوري و قلب ظهر المجن للآفاق الثورية المفتوحة، من خلال تطور نضال الشعب الصحراوي، و من خلال احتضار نظام ولد دادة و تعميق أزمة النظام الكمبرادوري للحسن الثاني، و صعود نضالات الجماهير الشعبية في المغرب و تجديرها.
4 ــ أزمة نظامي ولد دادة و الحسن الثاني :
ليس من الضروري التحدث بإسهاب حول وضعية النظام الموريتاني، لأنه لا أحد اليوم يدعي أن هذا الأخير يتوفر لديه أدنى دعم من الشعب الموريتاني الذي يرفض أن يؤدي ثمن حرب غير عادلة و قاتلة ضد الشعب الصحراوي الذي تربطه معه روابط الأخوة.
إن نظام ولد دادة، هو عمليا مسنود بالإمبريالية الفرنسية، و موضوع تحت الوصاية الإدارية و العسكرية الشديدة للحسن الثاني.
في بلادنا، فإن تحمل عواقب الحرب تزايد الإحساس به أكثر فأكثر، فالشعب المغربي يؤدي بدوره ثمن حرب لا يرغب فيها و لا تتلاءم مع طموحاته في الوحدة و في الأخوة مع باقي شعوب الغرب العربي الذي تربطه معه ماضي من النضال المشترك ضد الاستعمار و روابط الأوضاع الراهنة حيث يواجه في نضاله من أجل تغيير جدري نفس الأعداء الذين يواجههم الشعب الصحراوي و الشعب الموريطاني.
لقد تمت التضحية بمئات من أبناء شعبنا في حرب قامت من أجل توسيع و تدعيم سيطرة العدو واستغلاله، زيادة على ذلك ف "الحملة من أجل استرجاع الصحراء" أصبحت ذريعة ديماغوجية كبرى من أجل ابتزاز الطبقات الكادحة لتمويل الحرب، و تفرض عليها سياسة اقتصادية ذات طبيعة رجعية تتفاقم أكثر فأكثر.
5 ــ الاستغلال الشرس للشعب المغربي
لقد أصبح المغرب مملكة المضاربات و الأعمال المربحة جدا، سواء بالنسبة للكمبرادوريين النهمين أو الاحتكارات الامبريالية و بترودولار الإمارات و العربية السعودية. هذه السياسة الرجعية تؤدي إلى اغتناء فاحش لأقلية من أصحاب المال و المعمرين الجدد و تفقير للطبقة العاملة. فحسب الإحصائيات الرسمية اليوم في المغرب، فإن 20% الأكثر فقرا من السكان تقتسم أقل من 7% من الناتج الوطني، بينما 20% من الأكثر غنى تملك 65%.
في مغرب التضخم و نقص المواد الأساسية، فالطبقة الكمبرادورية تتعاطى لمصاريف كمالية، و البذخ الصارخ للطغاة الرجعيين مقابل الفقر و المجاعة للأكثر حرمانا الذي لا يوازيه إلا شراهة و تبذير الاستغلاليين و محظوظي النظام.
إن الإحصائيات الرسمية حول استهلاك الأسر تشير إلى أن 10% من الأكثر غنى تستولي على 25%، بينما 90% من الأكثر فقرا تتقاسم 33%.
إن وضعية مثل هذه تترجم تصاعد و احتداد الصراع الطبقي في بلادنا.
فخارج هذه الفئات العليا و المتوسطة للبرجوازية المحلية التي تستفيد من فتات هذه السياسات الرجعية، حيث يقوم نظام الحسن الثاني لأسباب تكتيكية بمراعاة جانبها، فإن باقي الشعب المغربي : الطبقة العاملة و جماهير الفلاحين و التجار الصغار و الصناع و جماهير الشباب تتحمل ثقل هذه السياسات.
6 ــ احتداد الصراع الطبقي:
إن احتداد الصراع الطبقي هذا تتم ترجمته من جهة، من خلال تعميم القمع السياسي و بمزيد من تصلب النظام الرجعي و الباطرونا تجاه المطالب العمالية، و من خلال تسريع سياسة نزع أراضي صغار الفلاحين لصالح الملكية الرأسمالية الكبيرة للكومبرادور و وكلائهم و لصالح الاحتكارات الزراعية – الصناعية، و من خلال انتقاء عنيف و كثيف ابتداء من باب المدرسة.
إن احتداد الصراع الطبقي هذا، يترجم بالمقابل بجواب شعبي يتوسع و يتجدر في أشكاله أكثر فأكثر.
إن الطبقة العاملة، خصوصا خلال الثلاث سنوات الأخيرة ناضلت بكل شراسة ضد تدهور قوتها الشرائية، و ضد التسريح، و من أجل انتزاع حقوق نقابية.
فحسب المصادر الرسمية نفسها، فإن عدد أيام الإضرابات تضاعفت ما بين 1974 و 1976 ( من 190 ألف سنة 1974 إلى 360 ألف سنة 1976).
لقد كان جواب الطبقة العاملة نضاليا على النداء الديماغوجي "السلم الاجتماعي" الذي أطلقه الحسن الثاني. لقد مست هذه الإضرابات كل القطاعات (صناعة التعدين، الصناعات الغذائية، النقل، البريد، الأبناك). و الفلاحون ضحايا سياسة موجهة كليا نحو تلبية حاجات السوق الرأسمالية العالمية يدافعون بضراوة عن حقوقهم المشروعة، من انتفاضة أولاد خليفة إلى انتفاضة قبائل ولالدة، ولاد بوشعيب، أولاد عقب من منطقة تمارة ( قرب العاصمة الرباط). لقد كانت السنوات الأخيرة في البوادي المغربية حافلة بالنضالات.
بالتأكيد، ففي البوادي أكثر من المدن، كان الجهاز الإداري و البوليسي حاضرا في كل مكان و كان لا يرحم، فكل انتفاضة يقوم بها الفلاحون يتمخض عنها قتلى و العديد من الجرحى. لكن، لا النير القمعي الذي يثقل على الفلاحين و لا التهديد و لا العنف الرجعي بكل أشكاله يوقف الفلاحين الذين قرروا النضال خطوة خطوة من أجل حقوقهم المشروعة، و نفس الشيء بالنسبة لكل طبقات شعبنا : الموظفون الصغار، المدرسون، التلاميذ و الطلبة.
و تقدم الشبيبة المدرسية خصوصا نموذجا عن كفاحية لم يسبق الطعن فيها، و هذا ليس غريبا في بلد حيث أكثر من نصف سكانه سنهم أقل من 20 سنة، و حيث أن 1,5 مليون من الأطفال ما بين 7 إلى 13 سنة يرمى بهم خارج المدرسة. و حيث تعيش نسبة الأميين الأكثر ارتفاعا في العالم ( أكثر من 80%).
في كل سنة، يقوم النظام الرجعي بتعميق الطابع الظلامي و اللاديموقراطي لسياسته في مجال التعليم. تعليم متدهور لأبناء الطبقات الكادحة، و مدارس البعثة الفرنسية و المدارس الخاصة لأصحاب الامتيازات ( 20% من عدد التلاميذ مسجلون في القطاع الخاص)، أكثر من ثلثي التلاميذ المسجلين في الابتدائي لا يلجون الثانوي.
هناك معدلات مالتوسية لاجتياز الامتحانات و البكالوريا، لقد أصبحت المدارس في المغرب خزانا موجها لتضخيم صفوف العاطلين و تدفق الهجرة، كما أن الوضعية في الجامعة ليست أحسن حالا ف 45085 طالب مغربي يخضعون لنظام امتحان البكالوريا بدون تأطير(1387مدرس) و بدون وسائل بيداغوجية كافية تقود في أكثر الأحيان إلى طريق مسدود، منتجة في المستقبل العاطلين حاملي الشهادات، فكل ما يمكن أن يساهم في تكوين الطلبة على الفكر النقدي فهو محظور، و كل تعليم حامل لمضمون إيديولوجي واضح يعهد به إلى رجعيين بالضرورة، يتم جلبهم في أكثر الأحيان لهذا الغرض من الشرق الأوسط، فجواب الطلبة، ردا على هذه الوضعية، كما بالنسبة لرفاقهم تلاميذ الثانويات، مقاومة جريئة، و هذا رغم المنع الذي ضرب "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" سنة 1973 و اعتقال مسؤوليه. و تشهد نضالات ماي – يونيو الأخيرة، التي كلفت قتيلين و مئات من المعتقلين من الحركة الطلابية، على قوة النضالات في الجامعة و تعلق الطلبة الثابت بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب و توجهه التقدمي.
7 ــ القمع السياسي :
إن تطور الصراع الطبقي و احتداده في بلادنا يترجمه أيضا اشتداد القمع السياسي، فالجهاز البوليسي للنظام الرجعي و العصابات الفاشية المدفوعة الأجر تلاحق و تطارد و دون توان المناضلين الماركسيين – اللينينيين و التقدميين المنبثقين من تطور و تجدر الحركة الجماهيرية في بلادنا. فقد انضاف عبد اللطيف زروال، عمر بن جلون، بعد المهدي بن بركة و عمر دهكون إلى الأسماء العديدة لشهداء نضال الشعب المغربي ضد دكتاتورية نظام الحسن الثاني. من جهة أخرى، خضع المئات للتعذيب و الاعتقال في السجون و المراكز "الخاصة" للنظام. لكن داخل السجون نفسها، فقد تم العمل على إسماع صوت هؤلاء الثوريين للتعبير عن إيمانهم الراسخ بانتصار الشعب المغربي ضد قامعيه، و إن الإضراب الأخير عن الطعام الذي أطلقه معتقلو القنيطرة لبرهان جديد على هذا الإصرار.
8 ــ ديماغوجية النظام و دور الأحزاب البرجوازية:
إن تصاعد النضالات الشعبية هذا، و تجدرها المرتبط بأزمة النظام الرجعي الغارق في حرب الصحراء الغربية، يمثل الخاصية الرئيسية لتطور الصراع الطبقي في بلادنا، فالعمليات الديماغوجية للنظام "الانفتاح"، "الانتخابات") لا يمكن أن تغطي على ما هو أساسي في حياة بلادنا و إخفائه. إن هاته المناورات موجهة بالأساس إلى الرأي العام بالخارج، و تهدي لقيادات الأحزاب البرجوازية نصف هامش للعمل السياسي، فقيادات هذه الأحزاب أصبحت لسان حال فئات من البرجوازية التي تجني فتات النظام الكمبرادوري، لا تتطلع إلا إلى التعاون مهما كان تافها، فقيادة حزب الاستقلال انتدبت كبار قادتها إلى الحكومة، و حزب التقدم و الاشتراكية يرى كل شيء ورديا لأن أمينه العام يقيم في البرلمان، أما الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فهو كل هذا مجتمعا، فهو أحد المحركين الرئيسيين للتحالف الجاري مع الحسن الثاني و ضحيته، على مستوى قيادته و قائده الرئيسي بوعبيد التزام تام بالتعاون، و على مستوى قاعدة الحزب فيسود اللايقين و التخبط وسط جزء كبير من المناضلين.
إن اغتيال عمر بن جلون، و القمع اليومي، و أيضا تطورات الأوضاع في الصحراء الغربية، هي هنا لتبين للمناضلين الشعبين "لقاعدة الاتحاد الاشتراكي" ان الخط الذي انخرط فيه الحزب لا يجيب على تطلعات الشعب المغربي، و لا يسمح بمواجهة العدو الرجعي و الامبريالي، و لكن بالعكس، ومن الضروري اليوم أن هذا الوعي الذي بدأ يستيقظ تتم ترجمته إلى أفعال.
9 ــ آفاق النضال في المغرب و في الغرب العربي
إن الكفاحية المتنامية للجماهير الشعبية بالمغرب، و تطور نضال تحرر الشعب الصحراوي، و رفض الشعب الموريتاني لوضعية من نوعية استعمارية من جهة، و من جهة أخرى عجز نظام الحسن الثاني و انهيار نظام ولد دادة، فكل هذه الشروط هي بشكل واضح ملائمة للقوى الثورية للشعوب الثلاثة في الغرب العربي، و من تمة مسألة وحدة عمل هذه القوى الثورية على صعيد الغرب العربي مسألة أساسية و مستعجلة في بلادنا.
فالظروف قد اجتمعت لانطلاقة جديدة للنضالات الشعبية، صحيح، أنه يوجد قمع و عراقيل من كل الأشكال، و لكن الذي يجب أن يحتل الصدارة هو الطاقة الثورية لشعبنا التي هي عظيمة و التي لا يمكن للقمع أن يطفئها.
و أيضا فمهمة الماركسيين اللينينيين هي الاندماج بعمق شديد بالجماهير، و عليهم أن يكونون حاضرين بكل نشاط في نضالاتها، و ان يخلقوا الظروف لتكون نضالاتهم منظمة و موجهة، فعبر هذا الكفاح و من خلاله تتصلب الأنوية الطليعية للبروليتاريا المرتكزة على وحدة الطبقة العاملة و الفلاحين.
إن تطور الصراع الطبقي في بلادنا، يمكن أن يسمح اليوم بتجميع في جبهة واسعة نضال القوى المنخرطة بجرأة في الصراع ضد الرجعية و الامبريالية، و من واجب الحركة الماركسية – اللينينية العمل أيضا في هذا الاتجاه.
فالمسألة في هذه المرحلة، هو عزل العدو الرئيسي و إضعافه بكل القدر الممكن و مواجهته بكل القوى المناضلة التي تتطلع إلى تغيير جدري.
إن برنامج النضال المباشر في الوقت الحاضر واضح و يمكن إرجاعه بالأساس إلى ما يلي:
1- النضال من أجل تلبية مطالب الشعب المغربي في مجال الحريات الديموقراطية (على رأسها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و الاعتراف بشرعية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب)، و في مجال الأوضاع المادية و المعنوية (الأجور، الشغل، الصحة، الضرائب، السكن ...)، و في مجال التعليم ( من أجل تعليم شعبي ديموقراطي و معرب).
2- النضال ضد بقايا الاستعمار ( سبتة – مليلية و الجزر الجعفرية)
ضد كل أشكال الأحواض الامبريالية و الصهيونية في بلادنا ( قواعد، تنظيم، خبراء، مصالح اقتصادية)، و ضد كل أشكال استعمال بلادنا كقاعدة للاعتداء ضد شعوب أخرى عربية أو إفريقية.
إن برنامج النضال، لكي نكون منطقيين، يجب أيضا أن يتضمن في الظروف الحالية:
1- النضال ضد انخراط الجيش الملكي في الصحراء الغربية، و دعم النضال المشروع للشعب الصحراوي من أجل تحرره.
2- النضال ضد سياسة الحسن الثاني الحربية التي تعمل على محاولة إثارة حرب بين الشعبين الشقيقين المغربي و الجزائري، و تهديد مكتسباته ( الشعب الجزائري ) ضد الامبريالية.
إن كل غموض حول هاتين النقطتين الأخيرتين، لا يمكن، و يجب أن نقولها بكل وضوح، إلا أن يكون في خدمة لعبة الرجعية و الامبريالية.
و على العكس من ذلك، إذا التفت القوى الموحدة حول هذا البرنامج بما فيه النقطتين الأخيرتين، سيشكل ذلك وحده هزيمة ثقيلة بالنسبة للعدو، لأن هذه الوحدة ستفتح أفقا نضاليا جليا و واضحا، و ستفتح الطريق نحو وحدة نضال أوسع، و لأجلها لن يتوقف الماركسيون اللينينيون عن النضال، على اعتبار وحدة نضال كل القوى الثورية في الغرب العربي على قاعدة برنامج يأخذ بعين الاعتبار، في نفس الوقت، البعد الإقليمي للنضال ضد نفس الأعداء، و البعد الوطني لنضال كل شعب حسب ظروفه الخاصة.
إن كل شيء يدعو إلى وحدة النضال : الروابط التي نسجت عبر التاريخ بين الشعوب المغربية و الموريتانية و الصحراوية ضرورات الوضع الحالي و أفق النضال المستقبلي الذي سيخلص الغرب العربي من كل أشكال السيطرة و الوجود الامبريالي والرجعي.
إن نضال شعوب الغرب العربي نفسه يجب أن يدخل في إطار نضال شعوب المغرب العربي و كل الأمة العربية ضد السيطرة الامبريالية و الرجعية و الصهيونية، و على التضامن في الكفاح و بالأخص مع نضال الشعب الفلسطيني و العماني من أجل التحرر.
Ok
En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.