بلاشفة منظمة "إلى الأمام" الماركسية – اللينينية
المحترفون الثوريون لمنظمة "إلى الأمام"
(1972 – 1976)
وليد الزرقطوني
المحاور:
تقديم
I- الحياة اليومية والاجتماعية لأعضاء الجهاز السري المركزي (المحترفون الثوريون)
تقديم
القواعد الأساسية التي تنظم عمل التنظيم المركزي
II- هوية أبرز المحترفين الثوريين لمنظمة "إلى الأمام"
1-النواة الأساسية لمنظمة المحترفين الثوريين الأماميين
2-لائحة أعضاء التنظيم المركزي للمنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام"(المحترفون الثوريون) (1972-1976)
ملحق
في أسفل هذه الصفحة، يوجد رابط هذه الكراسة بصيغة بدف.
ــــــــــــ ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
تقديم:
إن الحديث عن بلاشفة منظمة "إلى الأمام" هو بالضرورة حديث عن ظروف و سياق ظهورهم على مسرح النضال الثوري المغربي، نضال جديد كل الجدة عما سبقه من أشكال وأساليب النضال، الذي عرفه المغرب.
لقد كانت انتفاضة 23 مارس 1965 بالمغرب، الشرارة الأولى، التي شكلت خلفية تاريخية لظهور جيل جديد، بدأ يستوعب دروس الخيانة التاريخية في إكس ليبان، و يرفض الخطوط السياسية الإصلاحية و التحريفية المتواطئة مع النظام الكمبرادوري و المتهادنة مع ثالوث الرجعية العربية و الصهيونية و الامبريالية، جيل بدأ يبحث عن أسلحته الفكرية و السياسية من خلال استقرائه لدروس الثورات العالمية في روسيا و الصين و الفيتنام و فلسطين، و يستلهم معارك الشعوب من أجل التحرر الوطني و الديموقراطية و الاشتراكية.
لقد كان العالم يومها يمور بالأفكار الثورية وما تولده من آمال لدى الطبقة العاملة والشباب الثوري و شعوب العالم. لقد كان الاتجاه العام هو الثورة وريح الشرق الثورية تهب على العالم و تحقق انتصارات هنا و هناك في مختلف بقاع العالم.
و قد بدأ هذا الجيل، و يسمى جيل ما بعد الاستقلال الشكلي، الذي شكل أبناء العمال و الفلاحين و الكادحين أغلبيته، يصل إلى الجامعات، ابتداء من 1968 ليشكل القاعدة الاجتماعية الأساسية لظهور اليسار الثوري الجديد، الذي بدأ يؤسس لظهور تيار ماركسي – لينيني ثوري، ليلتحق به العديد من الطلبة و التلاميذ و الأساتذة و المثقفين و بعض العمال و الفلاحين. وهكذا ستتشكل الأنوية الأولى للحركة الماركسية – اللينينية المغربية من خلال تنظيمين هما: تنظيم "أ" سيصبح فيما بعد منظمة "إلى الأمام"، و تنظيم "ب" الذي سيصبح منظمة "23 مارس".
و تحت شعار "لا إصلاح لا رجعية، قيادة ثورية" خاض التيار الثوري الجديد معاركه داخل الجامعة و الثانوية لينتقل إلى حلبة النضال النقابي، و معارك الشوارع معمما أساليب النضال الجماهيري في مواجهة سياسات النظام الرجعية على كل المستويات، الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية.
هكذا، عرفت سنوات 70، 71 و 72 امتدادا هائلا لنضال الحركة الجماهيرية، ساهمت فيه كل القطاعات، من عمال و فلاحين و أساتذة و طلبة و تلاميذ. و ساهمت تلك النضالات في تعميق الأزمة الاقتصادية و السياسية للنظام الكمبرادوري، الذي انفجرت أزمته عبر صراع دموي بين أجنحة مختلفة من النظام من خلال مناسبتين، الأولى انقلاب 10 يوليوز 1971 و الثانية من خلال 16 غشت 1972.
و أمام احتداد تناقضاته، و اشتداد أزمته، لجأ النظام إلى سياسات قمعية غير مسبوقة، مدعومة من الدول الامبريالية، التي ستساهم في تطوير الأجهزة القمعية للنظام، من خلال خلق أجهزة جديدة، و تطوير أخرى قائمة، فانهالت عصا القمع على اليسار الثوري الماركسي – اللينيني، و عرفت سنة 1972 إحدى أكبر الحملات التي قادها النظام من أجل اجتثاث اليسار الماركسي – اللينيني المغربي، و انطلقت الحملة انطلاقا من يناير 72، و استمرت إلى حدود بداية صيف 72، و خلال هذه الحملة سقط العديد من قادة و مؤسسي منظمة "إلى الأمام" ( حوالي نصف أعضاء اللجنة الوطنية و الكتابة الوطنية و مجموعة من الأطر و الرفاق) و أصبح العديد من الأطر و الرفاق مطاردين في كل مكان، و مبحوث عنهم من طرف مختلف الأجهزة القمعية، و قامت إذاعة النظام ببث لوائح أسماء المتابعين.
بعد ضربات القمع خلال سنة 1972، انكمشت المنظمة لفترة وجيزة لجمع أشلائها و إعادة بناء نفسها، و بعد نقاشات و مراجعات للتجربة، فردية و جماعية، صدرت وثيقة "10 أشهر من كفاح التنظيم، نقد و نقد ذاتي"، لتقدم أرضية جديدة تساهم في إعادة بناء المنظمة تحت شعار: "من أجل منظمة ثورية طليعية، صلبة و راسخة جماهيريا، قادرة على مواجهة العواصف الجماهيرية المقبلة و قيادتها".
لقد كانت الوثيقة (صدرت في 20 نونبر 1972) عبارة عن نقد ذاتي، قدمته اللجنة الوطنية، تمحور حول مسألة بناء الحزب الثوري و الهيكلة التنظيمية، و قد قام تصور الوثيقة على:
- نقد اللامركزية كمبدأ تنظيمي، باعتباره انعكاسا للخط، و مفهوم القيادة، كتنسيق سياسي، يتميز بشكل رئيسي بالعفوية:
* عفوية حركة الجماهير في بناء تنظيمها الثوري.
* عفوية الحركة الجماهيرية في بناء استراتيجيتها الثورية، و هو ما اصطلح على تسميته ب "مفهوم الانطلاقة الثورية".
و قد تميز خط العفوية هذا، في ممارسة التنظيم، و في ممارسة الرفاق اليومية، بأسلوب الخطابة و التحريض الفوقي في مواجهة البيروقراطية النقابية، و في مواجهة القوى الإصلاحية، و قد أدى ذلك إلى سيادة أسلوب المناشير غير المرتبط بعمل قاعدي (مناشير تدعو العمال و الجماهير إلى بناء تنظيماتها الثورية السرية، و من بينها "اللجان العمالية السرية") و بالصراعات الفوقية ضد البيروقراطية النقابية.
و خلال الفترة الممتدة من 1970 – 1972 تم الدفع "بمفهوم الانطلاقة الثورية" حتى النهاية، من خلال الدعوة إلى تشتيت التنظيم عبر قطاعات الجماهير، اعتقادا بأن ذلك سيؤدي إلى قلب البنية البورجوازية الصغيرة السائدة داخل التنظيم و التجذر داخل الجماهير، و قد تجلى هذا المنظور في وثيقة "استراتيجية الثورة و استراتيجية التنظيم"، الذي رغم بعض إيجابياته ظل قاصرا عن فهم دور التنظيم في مرحلة تقدم حركة الجماهير العفوية، و بناء الأداة الثورية، و إهمال دور الطليعة في تركيز و بلورة المواقع و الفصائل المتقدمة في حركة الجماهير في كل مرحلة، و ذلك من خلال اندماج الطليعة بحركة الجماهير العفوية، و على رأسها الطبقة العاملة بمختلف الأساليب، و ممارستها لعمل سياسي و تنظيمي يومي و طويل النفس داخل هذه الحركة و في مواقع متقدمة أولا، و كذلك دور التركيز و البلورة في مرحلة بناء الأداة الثورية، الذي يتطلب تنظيما مركزيا متينا قادرا على إنجاز هذه المهمة، و ذو قيادة صلبة.
لقد تشكل خط العفوية المتميز باللامركزية المفرطة كرد فعل ضد البيروقراطية المفرطة، التي كانت تميز الحزب الشيوعي المغربي ("حزب التحرر و الاشتراكية")، الذي كان ينتمي إليه جزء هام من مؤسسي منظمة "إلى الأمام" قبل انفصالهم عن هذا الحزب التحريفي، فتم التركيز على قطب واحد من جدلية الحزب – الجماهير، و تم إهمال الدور الطليعي للتنظيم، الذي يتدعم و يتماسك كمنظمة للمحترفين الثوريين، من خلال ترسخه و تجدره داخل الكفاح الجماهيري.
و على قاعدة هذه الأرضية النقدية وضع النص أعلاه المحاور السبعة الرئيسية للانطلاقة الجديدة للمنظمة، و هي:
1) بناء منظمة ثورية مهيكلة من المحترفين الثوريين، منظمة الشيوعيين، اللذين ينظمون و يكرسون حياتهم و عملهم اليومي للثورة، ينبثقون من النضال الجماهيري و يشكلون طليعته.
2) إنشاء منظمة ثورية تستند على الدور الطليعي للبروليتاريا في الخط و الممارسة، تضع مهمة التجذر داخل الطبقة العاملة في مقدمة كل المهام، منظمة تسترشد بالماركسية – اللينينية لتحليل الواقع الملموس للبلاد.
3) تقوم المنظمة الثورية و تستند على مبدأ المركزية الديموقراطية، الذي ينبني على وحدة الإرادة و الفكر و الممارسة الجماعية.
4) يجب أن تكون المنظمة الثورية صلبة و متينة و قادرة على بناء الخط السياسي، و ضمان تطبيقه في كل مرحلة، و تطوير ممارسة التنظيم.
5) منظمة ثورية يلتزم أفرادها بالانضباط الصارم على كل المستويات، و ممارسة النقد و النقد الذاتي.
6) منظمة تكون ذات خط سياسي سديد، انطلاقا من الاستيعاب الدائم لخصائص الوضع ببلادنا، وعلى استعمال المنهج الماركسي – اللينيني في تحديد هذا الخط، و بالاستناد على تطوير حركة الجماهير الثورية.
7) منظمة ثورية تؤمن و تساهم بصفة فعالة في وحدة الماركسيين – اللينينيين، من أجل منظمة ماركسية – لينينية موحدة تسير نحو بناء الحزب الثوري.
و قد ذكرت الوثيقة بالمهام التي حددتها الندوة الوطنية (انعقدت الندوة الوطنية الأولى يومي 31 دجنبر 1971 و فاتح يناير 1972)، و هي:
1) التجذر داخل الطبقة العاملة، و تكوين أطر بروليتارية.
2) إنجاز مهمة التوحيد بين فصائل الحملم.
3) إعداد الاستراتيجية الثورية (مهمة أنجزت في يونيو 1972).
4) إصدار جريدة مركزية.
I-الحياة اليومية والاجتماعية لأعضاء الجهاز السري المركزي
(المحترفون الثوريون)
تقديم:
في الفترة الممتدة من خريف 1972 (خاصة بعد صدور وثيقة "عشرة أشهر من كفاح التنظيم، نقد و نقد ذاتي" ، التي تصادف بداية التأسيس للتنظيم المركزي لمنظمة "إلى الأمام") و إلى حدود ربيع 1976، كان كل عضو في التنظيم المركزي لمنظمة "إلى الأمام" يعتبر محترفا ثوريا، تنسحب عليه كل المواصفات المطلوبة لعضوية خلايا و لجان التنظيم المركزي، حتى و إن لم يكن متابعا فلا علاقة للتعريف بالسرية، و في الواقع تشاء المصادفة أن يكون في لحظة ما، لحظة تأسيس التنظيم المركزي للمنظمة، أغلب أعضائه متابعون من طرف الأجهزة القمعية المختلفة، و قد ساعد هذا على الخلط بين السرية و مفهوم الاحتراف الثوري، و الحال أن الواقع فرض وجود أغلب المحترفين الثوريين في حالة المتابعة و المطاردة البوليسية المستمرة.
إن نظام حياة المحترفين الثوريين كان يخضع لمجموعة من القواعد لا يمكن خرقها في أي حال من الأحوال، و عند حصول ذلك، يخضع صاحبها للمحاسبة الصارمة، التي تتوج بنقد و نقد ذاتي، يسمح بعده للمناضل الثوري باستئناف عمله الثوري داخل التنظيم المركزي.
القواعد الأساسية التي تنظم عمل التنظيم المركزي
البند الأول: المصاريف والحياة اليومية (أكل، شرب، سكن، تنقل ...)
- بالنسبة للسكن: تشرف الكتابة الوطنية مباشرة على إيجاد السكن للملتحق الجديد بالاحتراف الثوري، أو تنسيق انتقاله إلى سكن آخر في حالة تغيير الأمكنة عند الضرورة. إن هذه الأعمال لا تقوم بها الكتابة الوطنية مباشرة، بل عن طريق أحد الرفاق في المنظمة المركزية، الذي يتوفر على معارف في هذا الاتجاه، و بالنسبة للفترة الممتدة من 1972 إلى 1974، كان الرفيق عبد الله زعزاع هو المسؤول عن هذه المهمة، و يتم كراء السكن من طرف الرفاق الساكنين أنفسهم، أو أحدهم، عن طريق استعمال بطاقة مزورة.
- بالنسبة للأكل و الشرب: يتوصل أعضاء التنظيم المركزي بقدر من المال يستخدمونه لتوفير الأكل و الشرب، و أحيانا، التنقل داخل نفس المدينة، و يسلم القدر المحدد إلى الرفيق مباشرة، و بشكل انفرادي، من خلال انتمائه لإحدى الخلايا أو الإطارات التنظيمية. و بشكل عام، لا يتعدى القدر المخصص في أحسن الأحوال بضعة دراهم في اليوم ليتقلص في مراحل الجذب إلى 50 سنتيم، و قد تدوم مدة طويلة، و قد عرفت بعض فترات 1974 العيش ب 50 سنتيم، تتضمن الأكل و الشرب و التنقل (الأوطوبيس).
البند الثاني:
التنقل: سواء تعلق الأمر بنقل رفاق وافدين من مدن أخرى، أو تعلق الأمر بالتنقل عبر الأحياء و الشوارع المختلفة للمدينة، يلجأ التنظيم المركزي إلى استعمال الدراجات النارية من نوع "بوجو"، أو في بعض الأحيان، كان التنظيم المركزي يتوفر على دراجة نارية من نوع "ياماها" (دراجة نارية يابانية) بالنسبة لنقل الرفاق، الآتون من مناطق ومدن مختلفة، إلى المقرات السرية، لعقد ندوات، نظرا لسرعتها و لفعاليتها في نقل الرفاق، مع السهر على عدم معرفتهم لمكان اللقاء. أما بالنسبة للسفر عبر المدن، فتمول الكتابة الوطنية أو اللجان المحلية سفر الرفيق، حيث يلجأ إلى استعمال القطار إذا كان ممكنا، أو الحافلة.
و عندما يتعلق الأمر بنقل رفيق مبحوث عنه، و يحتل موقعا هاما في التنظيم، يتم اللجوء في بعض الأحيان إلى استعمال سيارات بعض الأجانب من أساتذة و غيرهم، تقدميين أو ماركسيين – لينينيين متطوعين (في هذه الحالة، كان هناك فرنسيون و فرنسيات، و كذلك كنديون، يقومون بعملهم في إطار مبادئ التضامن الأممي). و تشرف الكتابة أو اللجنة المحلية على تمويل هذه الأسفار، التي تدخل في إطار إنجاز مهام خاصة من مالية التنظيم المخصصة لذلك.
البند الثالث:
اختيار أماكن السكن:
قبل كراء أي منزل، يتم التأكد من توفره على الشروط الأمنية (الموقع، تفاصيل البيت، كموقع باب الدخول، توفره على مخرج آخر للفرار أو الهروب عند الضرورة، مثل النوافذ و الأسطح المجاورة، البعد أو القرب من الإدارات الأمنية أو غيرها (مقاطعات ...).
بعدما تتوفر كل الشروط الأساسية المطلوبة، و بعدما يكون أحد الرفاق قد زار المنطقة، و بعد تقرير الرفيق، يتم الدخول في إجراءات الكراء باسم أحد الرفاق، و ليس بالضرورة من يسكن البيت. هكذا، يتم الانتقال إلى البيت الجديد من طرف رفيق قديم أو جديد، حسب المهام و المتطلبات و الظروف، فمن عليه مثلا الإقامة و إنجاز المهام بشكل عادي، فهو يتوفر على المفاتيح، و يدخل و يخرج كأيها الناس، و بالتالي يعرف عنوان المكان. والعكس صحيح بالنسبة للمقيم مؤقتا لسبب أو آخر.
و بالنسبة للمقيمين المؤقتين لأسباب أمنية، تعود إلى الاعتقالات أو المتابعات، فالمقيم في البيت يتم نقله إليه دون أن يستطيع التعرف على مكانه و عنوانه، لأنه ينقل بعينين مغمضتين و يغادره بنفس الطريقة، و في حالة الاعتقال لا يستطيع التعرف عليه.
بشكل عام، تؤدي الكتابة الوطنية أو اللجنة المحلية ثمن الكراء من المالية الوطنية أو المحلية، و بالنسبة للرفاق اللذين يتحملون مسؤولية كبيرة، كالكتابة الوطنية، فإنهم يقيمون في منازل فردية مجهولة لبعضهم البعض.
البند الرابع:
المواعيد:
كانت المنظمة تعمل بنظام الموعدين، إذ يحدد موعد رئيسي في الخامسة مساءا مثلا، و عند حلول الموعد يلتزم الرفيقان بالحضور دون الوقوف في المكان، و بدون أن يثيرا الانتباه (لا يكون اللقاء بين أكثر من رفيقين في موعد واحد)، و إذا تأخر أحد الرفيقين عن الموعد، يعود الرفيق الأول بعد خمس دقائق، و يسمى ذلك ب "موعد الاستدراك"، و إذا لم يأت الرفيق الثاني، فسيتحمل مسؤولية ذلك وطنيا و محليا، و قد يصل الأمر إلى التوقيف و تجميد العضوية و المطالبة بنقد ذاتي قبل استئناف عمله مجددا في المنظمة، فقد كان التعامل في هذا المجال شديد الصرامة.
أحيانا، يتم موعد بين شخصين لا يعرفان بعضهما، فيتم اللجوء أولا، إلى استعمال علامة مميزة (لكي يتم التعرف على أحدهما أو على بعضهما البعض)، ثم يتم التوجه إلى المعني، فيسأله سؤالا محددا متفق عليه مسبقا، فيجيب الثاني جوابا متفق عليه مسبقا، و غالبا ما يكون السؤال و الجواب غير عاديين، لا يأتي بهما إنسان عادي.
و أحيانا، عند التنقل إلى مدينة أخرى، و يكون على الرفيق أن يتوجه إلى مكان محدد دون سابق معرفة به، فيتم استعمال خطاطة للأماكن التي سينتقل إليها الرفيق للوصول إلى المكان المحدد، بالاعتماد على ذاته أساسا، و غالبا ما يتم حفظ الخطاطة حرصا على الجانب الأمني.
البند الخامس:
المفاتيح:
اهتمت المنظمة بهذه المسألة اهتماما كبيرا نظرا لخطورتها على التنظيم، فمن يحمل ثلاثة مفاتيح سيخضع للتعذيب حول ثلاثة مفاتيح، ومن يحمل مفتاحا واحدا يخضع للتعذيب حول مفتاح واحد، فكلما زادت مفاتيحك زاد تعذيبك، ونظرا لتراكم التجارب في هذا المجال، فقد أخضعت المنظمة الرفاق لمبدأ أساسي، و هو عدم حمل أكثر من مفتاح واحد.
البند السادس:
الأسماء المستعارة:
يحمل كل الرفاق أسماء مستعارة، و عليهم تغييرها كلما تغير الإطار التنظيمي، بمعنى أن الرفيق يحمل اسما في هذا الإطار التنظيمي، و اسما آخر في إطار آخر، و عموما، يكون على الرفيق نسيان اسمه الحقيقي، و عدم النطق به في أي مكان. و كان العديد من الرفاق قد بدأوا ينسون أسماءهم الحقيقية بالفعل، و لا يتذكرونها إلا بصعوبة، من كثرة استعمال أسماء مستعارة في أماكن و أزمنة مختلفة. إن الإدلاء بالاسم الحقيقي كان يعتبر خطيئة كبرى، قد تصنف فيما يسمى بالممارسات اللبرالية، التي يحاسب عليها الرفيق.
البند السابع:
استعمال البطائق:
إن استعمال البطائق المزورة كان بندا أساسيا من بنود الحرص على أمن المنظمة والرفاق، و كانت المنظمة تقتني بطائق مختلفة، إما أنه لم يتم استعمالها من قبل (فارغة) فيتم ملِؤها و تزوير الخاتم، الذي يوضع فوق الصورة، أو أنه يتم اقتناؤها بوسائل خاصة، فتنزع منها الصور الأصلية، و توضع محلها صور رفاق، و يختم ذلك بالطابع المزور. أما استعمال الطوابع، فقد كان يشرف عليه بعض الرفاق، اللذين تخصصوا في هذا المجال، ومن أبرزهم مصطفى التمسماني الخلوقي، الذي كان يختم البطائق بوسائل بدائية أو احترافية مستمدة من تجارب أخرى، و لعل أشهر استعمال هو البطاطس لنقل الخواتم من الوثائق الأصلية إلى الوثائق المزورة.
البند الثامن:
استعمال الوثائق:
تخضع أخطر الوثائق السرية لاستعمال شفرة خاصة (كود)، تفترض معرفتها من طرف الكاتب أو القارئ، و كانت هناك تقنيات جديدة آنذاك في كتابة الوثائق دون أن تظهر الكتابة، مستمدة من تجارب مختلفة، كاستعمال الحليب و الليمون الحامض، و ما يسمى ب "مداد الشيطان" ...
بالنسبة لمحاضر الاجتماعات، فيتم إعدامها والاحتفاظ بالخلاصات فقط، التي يتم أرشفتها خاصة إذا كانت ذات أهمية كبرى.
البند التاسع:
مالية المنظمة (التمويل الذاتي):
كانت المنظمة تعتمد على ذاتها لتمويل أنشطتها و أعمالها، و لم تعتمد قط على دعم تنظيم صديق أو متعاطف أو من دولة تقدمية أو منظمة، و لذلك كانت حريصة على استقلالها المالي، باعتباره أساسا لاستقلاليتها السياسية، و على هذا الأساس، حازت على احترام كبير من طرف التنظيمات الثورية الدولية، و من بعض الدول الثورية أو التقدمية، و لتحقيق هذا المبدأ، حددت نسبا مالية، حسب المداخيل، أجورا و علاوات، و ألزمت كل الرفاق بتطبيق ذلك بصرامة.
إن مبدأ الاعتماد على الذات، كان بوصلة للمنظمة في سبيل تحقيق مهامها الثورية.
البند العاشر:
العلاقات الاجتماعية:
يمنع على الرفاق (المحترفين الثوريين) الدخول في أي علاقات اجتماعية مع عائلاتهم و أقاربهم، دون إذن مسبق من المنظمة، و بعد مناقشة الموضوع، و مهما كانت الوسائل المستعملة في التواصل (تلفون، رسائل ...)، و تخضع كل العلاقات بشكل عام لأولوية المصلحة الجماعية للمنظمة على المصالح الخاصة للرفاق، و من هذا المنظور ينظر إلى كل العلاقات.
البند الحادي عشر:
المحترفون الثوريون و اللجن الثورية شبه الجماهيرية:
كان الرفاق، عموما، يشرفون على لجن مختلفة، تقوم بدور الأسلاك الموصلة إلى الحركة الجماهيرية، فمثلت أذرعا لتدخلاتهم من أجل إنجاز المهام الثورية. و كان المحترف الثوري يشرف على مجموعة لجان في مدينة الإقامة أو في مدن أخرى، يضطر إلى السفر إليها أسبوعيا أو حسب مدد محددة زمنيا، أو يجمع بين الحالتين معا، و تشتغل هذه اللجن قطاعيا: لجنة طلابية، لجنة تلاميذية، لجنة عمالية، لجنة فلاحين، لجنة تقنية، لجنة نقابية.
و لعل المبدأ السائد، هو وجوب تكون و تدرب الرفيق على كل المهام، و بالتالي استطاعته العمل في كل قطاع، بل والانتقال إلى مدن أخرى و السكن بها، من أجل إنجاز مهامه، و أحيانا تتطور المسؤولية لديه لتصبح مسؤولية إقليمية أو وطنية، تعتمد على دوره الأساسي في بناء التنظيم أو توسيعه في المنطقة، و في هذا السياق كان يتم الاشتغال حسب مبدأ "الثورة إبداع و الشيوعي إنسان مبدع"، بما يعني تعدد الكفاءات و المواهب لذى المحترف الثوري.
البند الثاني عشر:
الإجراءات الأمنية:
يتحرك المحترفون الثوريون من نقطة إلى أخرى، و من مكان إلى آخر ضمن نظام إجراءات يحكم علاقاتهم عند وقوع الطوارئ، و وجود خطر الاعتقال، أو السقوط في أيدي القمع، و من هذه القواعد:
1) فيما يخص تلافي الاعتقال:
- يلزم كل الرفاق باستعمال أسماء مستعارة، التي يجب تغييرها كلما تغير الإطار التنظيمي.
- كل الرفاق ملزمون داخل الإطار التنظيمي و خارجه بالحفاظ على أسرار التنظيم، و تلافي الممارسات اللبرالية بالحديث عن أسماء أخرى، و إطارات أخرى و أماكن أخرى، مع التصدي لكل انحراف في هذا الاتجاه، و لا يحافظ إلا على الوثائق الضرورية، مع إعدام الباقي، و التركيز على خلاصات الاجتماعات بدل التفاصيل.
- يلزم كل الرفاق بالضبط و الدقة عند استعمال المواعيد، و يتم العمل بنظام الموعد المزدوج، حيث يحدد موعد في زمن محدد يصاحبه موعد استدراكي لا يتعدى خمس دقائق، و لا يتوقف الرفيق في المكان المخصص لذلك، بل يمر من أمامه، و يعود مرة أخرى، و يتحمل الرفيق الغائب مسؤولية ذلك أمام التنظيم باستنفار الوضع حتى يتأكد من الغائب هل هو معتقل أم هناك أمر ما، و استعمال إشارات و كلمات السر، كمفتاح للتعرف على الشخص المعني.
- حالة الاعتقال و ما يتبعها:
إذا تم التأكد من اعتقال أحد الرفاق، تؤخذ الاحتياطات القصوى بناء على مبدأ الأسوأ، و يعني ان البوليس أصبح يعرف كل شيء عن الرفيق، و عن الإطار الذي ينتمي إليه، و أماكن اجتماعاته و لقاءاته، و بناء عليه، تغلق كل المنافد المؤدية إلى تسلسل الاعتقالات، من قبيل، إفراغ المنزل بسرعة و إجبار الرفاق المعنيين بأخذ الاحتياطات اللازمة، و إغلاق كل منافد الاعتقال. و تتم الإجراءات بالنسبة للوثائق كذلك، و في كل ما يفيد في مزيد من الاعتقالات.
هكذا إذن، لا تبنى الاحتياطات الأمنية على مبدأ صمود الرفيق، رغم أن الرفاق يثقون في بعضهم البعض، ذلك أن انهيار المناضل تحت التعذيب قد تكون له نتائج وخيمة، و تستعمل المنظمة مناضلين أو رفاق آخرين غير معروفين لاستطلاع الأمر و التعرف على ما يجري في منطقة السكن و لدى علاقات الرفيق.
- و تندرج مسؤولية الحفاظ على المنظمة ضمن تسلسل السلم التنظيمي، من الكتابة الوطنية إلى لجنة نضال، كما أن مبدأ الصمود يزداد أهمية و خطورة كلما ازدادت مسؤولية الرفيق التنظيمية، و تجسد قمة هذا السلم لدى الرفاق الثوريين المحترفين، و أعضاء القيادة، فهم المعنيون بالدرجة الأولى بتجسيد مبادئ الصمود، و المواجهة أمام الجلاد دفاعا عن المنظمة و عن وجودها، و قد جسد عبد اللطيف زروال أسمى هذه الدرجات باستشهاده دفاعا عن المنظمة و وجودها و دفاعا عن الثورة، و قد خصصت المنظمة لهذا الموضوع كراسا تحت عنوان "حول الصمود" .
- عند المتابعة أو المطاردة:
عند التأكد بان أحد المشبوهين يراقب حركات الرفيق، وأنه يتتبعه من مكان لآخر، فعلى الرفيق القيام بمناورة لكي يتم إبعاده عن خط السير الحقيقي للرفيق، و دون التوجه مباشرة إلى موعد أو مقر اجتماع دون التأكد من نجاح المناورة.
و عند الإحساس بالخطر، الذي أصبح حقيقيا، يتخلص الرفيق من كل الوثائق التي في حوزته، و التي تفيد البوليس في عمله التخريبي للمنظمة، بما في ذلك عند المفاجآت، بابتلاع الوثائق.
- استعمال المفاتيح:
بما أن الاجتماعات و سكن الرفاق يتطلب وجود منازل، فمعنى هذا أن الرفاق سيستعملون مفاتيح و هم يتحركون في هذا الاتجاه أو ذاك، و قد استخلصت المنظمة من تجاربها دروسا، جعلت استعمال المفاتيح يخضع لتقييد مبدئي، إذ لا يحق لأي رفيق أن يستعمل أكثر من مفتاح واحد حتى و لو كانت لديه ثلاثة أو أربعة مفاتيح، فكل مفتاح يعني أن البوليس لن يتوانى عن تعذيب الرفيق بحسب عدد المفاتيح، لأنه يعرف بأن وراءها تختفي مجموعة من المنازل، و وراء المنازل يوجد رفاق و وثائق تفيد في مزيد من ضرب المنظمة و تخريبها.
البند الثالث عشر: مبدأ الانضباط
شكل مبدأ الانضباط الثوري منذ صدور وثيقة "10 أشهر من كفاح التنظيم، نقد و نقد ذاتي"، أحد الشروط الأساسية لإعادة بنائها تحت شعار "من أجل بناء منظمة طليعية، صلبة و راسخة جماهيريا"، و ذلك على طريق بناء الحزب الثوري الماركسي – اللينيني المغربي، أحد الركائز الأساسية لعمل المنظمة، و خاصة لتنظيمها المركزي، و يعتبر كل رفيق داخل التنظيم المركزي مستعدا لإنجاز أي مهمة تطلب منه، و تحت أية ظروف كانت بعد إبلاغه بفحوى تلك المهمة، و الاستماع إلى رأيه، و بعد ذلك يلزم بتنفيذ المهمة دون تردد.
و بناء على ما جاء أعلاه، تعتبر مخالفة هذا المبدأ من الأخطاء الفادحة، التي قد يمارسها أحد الرفاق أو أحد الإطارات التنظيمية، فتتم المحاسبة بصرامة كبيرة على أساس النظام الداخلي للمنظمة.
II-هوية أبرز المحترفين الثوريين لمنظمة "إلى الأمام"
من هم المحترفون الثوريون داخل منظمة "إلى الأمام"؟ و من أين أتوا؟ و لماذا اجتمع أغلبهم في مدينة الدار البيضاء؟ و هل كان جميعهم متابعين؟ كيف كانوا يعيشون، و ماذا كان يجمعهم؟ أي ظروف دفعت بهم إلى رفع راية النضال و التصدي للنظام الكمبرادوري؟ و كيف حاولوا اقتحام السماء من أجل مبادئهم و أفكارهم و رؤاهم و تصوراتهم؟ و ما هو برنامجهم، و هل التحق جميعهم في وقت واحد بالعمل السري الثوري؟
إنهم بلاشفة المنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام"، المحترفون الثوريون، اللذين صنعوا أسطورة منظمة "إلى الأمام"، مقتحمين بجرأة جبهات النضال الثوري في مواجهة أسطورية للأجهزة القمعية و الاستخباراتية للنظام الكمبرادوري المغربي.
انتقلوا إلى مدينة الدار البيضاء، "سان بطرسبوغ" المغربية كما كانوا يسمونها بعد اعتقالات 1972، و منها انطلقوا في كل الاتجاهات. و رغم المطاردة و المتابعة، و رغم الفخاخ و الشبكات الموضوعة في طريقهم، فقد اخترقوا الآفاق غير مبالين بخيوط تلك الشبكات، و عابرين كل الحواجز و الأسلاك الموضوعة أمام طريقهم من أجل هدف واحد و هو:
بناء منظمة طليعية صلبة و راسخة جماهيريا، منظمة تتشكل من العمال الثوريين الطليعيين و الفلاحين و الشباب الثوري، على طريق بناء الحزب الثوري، و تحقيق الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية، و بناء جمهورية مجالس العمال والفلاحين و الجنود الثوريين، و الجمهورية الديموقراطية الشعبية المغربية.
1 ـــ النواة الأساسية لمنظمة المحترفين الثوريين الأماميين
من خلال الحقائق التاريخية، ومعطيات التجربة المعاشة والملموسة، يمكن الجزم بأن النواة الصلبة للمنظمة المركزية ل "إلى الأمام" بعد صيف72، كان يشكلها الرفاق الآتية أسماءهم.
أبراهام السرفاتي : الدار البيضاء
عبد اللطيف زروال : برشيد
المشتري بلعباس : اولاد سعيد، سطات
عبد الفتاح الفاكهاني : مراكش
الصافي حمادي : سوق السبت، بني ملال
ادريس بن زكري : تيفلت
عبد الله زعزاع : الدار البيضاء
فؤاد الهلالي: الرباط
عبد الرحمان النوضة: مراكش
محمد السريفي : طنجة
مصطفى التمسماني خلوقي : طنجة
أحمد آيت بن ناصر : الدار البيضاء
2-لائحة أعضاء التنظيم المركزي للمنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام"(المحترفون الثوريون) (1972-1976)
أبراهام السرفاتي
أحد مؤسسي منظمة "إلى الأمام" سنة 1970، ولد سنة 1926 بمدينة الدار البيضاء، خريج مدرسة المناجم بباريس، عمل في المغرب كمهندس في المناجم، انضم، و هو شاب، إلى الحزب الشيوعي المغربي، و اعتقل عدة مرات من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية، و حكم عليه بالنفي من 1953 إلى 1956، و عند رجوعه إلى المغرب نصب مديرا لمصلحة المناجم، ثم مديرا فنيا للمكتب الشريف للفوسفاط.
في سنة 1967، أصدر السرفاتي نداء إلى اليهود المغاربة يحثهم فيه على عدم السقوط في فخ الصهيونية، و في سنة 1968، انحاز بإصرار إلى جانب عمال الفوسفاط المضربين المغاربة، و عبر عن مشروعية مطالبهم و نضالهم، و في سنة 1970، زار الأردن و التقى بالأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، و إلى حدود 1972، مارس التدريس في المدرسة المحمدية للمهندسين بمدينة الرباط، و ساهم في هيئة تحرير مجلة "سوفل" "أنفاس". و في بداية 1972، اعتقل و عذب ثم أطلق سراحه بعد الضغط الداخلي و الخارجي، و حاول النظام اعتقاله مرة ثانية، لكنه أفلت من الاعتقال فانتقل إلى العمل السري، و اعتقل مرة ثانية في نونبر 1974 بمدينة الدار البيضاء، و حكم عليه غيابيا بالمؤبد في محاكمة الدار البيضاء في غشت – شتنبر 1973.
كان السرفاتي عضوا في الكتابة الوطنية لمنظمة "إلى الأمام" منذ الندوة الوطنية الأولى، و قبلها كان عضوا في اللجنة الوطنية للتنسيق، استمر في النضال و التحق بالعمل السري بعد محاولة اعتقاله الثانية سنة 1972، استقر بمدينة الدار البيضاء، حيث أصبحت تجري اجتماعات اللجنة الوطنية للمنظمة، و سيصبح بعد ذلك المسؤول الأول عن الجهاز التقني المركزي، كما أصبح مسؤولا عن العلاقات الخارجية إلى أن اختطف يوم 10 نونبر 1974، فتم تعذيبه، و تضرر كثيرا من هذا التعذيب، اشتهر الرفيق السرفاتي باسم الرفيق موسى و كذلك الرفيق عزيز و ديدي و السبتي و البييخو(الشيخ بالإسبانية). حكم عليه بالسجن المؤبد حضوريا في 3 يناير 1977.
عبد اللطيف زروال
ولد في 15 ماي 1951 بمدينة برشيد، أستاذ فلسفة، عضو سابق في تعاضدية كلية الآداب بالرباط، كان معروفا كمناضل طلابي جبهوي طليعي، من الرفاق الأوائل اللذين التحقوا بالمنظمة، فأصبح عضوا في لجنة التنسيق الوطنية، ثم بعد ذلك عضوا في اللجنة الوطنية و الكتابة الوطنية، المنبثقتين عن الندوة الوطنية الأولى، و بعد انطلاق حملة الاعتقالات سنة 1972، التي مست الحركة الماركسية – اللينينية المغربية، أصبح متابعا من طرف الأجهزة القمعية. والتحق بالعمل السري في الدار البيضاء، و منذ صيف 1972، أصبح دينامو الكتابة الوطنية، و متابعا نشيطا للعمل التنظيمي للمنظمة، و كان من المشرفين الأساسيين على إعادة بناء المنظمة، و ترك بصمات واضحة على نهج المنظمة من خلال وثيقة "عشرة أشهر ..."، كما كان مسؤولا عن التنسيق مع منظمة "23 مارس" في إطار لجنة التوحيد، شاعر، و له كتابات سياسية و العديد من المقالات، و اشتهر الرفيق الشهيد باسم الرفيق محمود. اعتقل بمدينة الدار البيضاء في نونبر 1974. حكم عليه بالمؤبد في محاكمة الدار البيضاء 1973. استشهد في 14 نونبر 1974 بعد صمود بطولي، جسد فيه أسمى المبادئ الشيوعية في مواجهة الجلادين بمعتقل درب "مولاي الشريف" السيء الذكر.
المشتري بلعباس
من مواليد 1950 بدوار ولاد الفقيا بأولاد سعيد، سطات، أستاذ فلسفة، مناضل في الحركة الطلابية كطالب جبهوي، طليعي، بعد التحاقه بالمنظمة، التحق بلجنة التنسيق الوطنية، ثم عضوا في اللجنة الوطنية الأولى و الكتابة الوطنية المنبثقتين عن الندوة الوطنية الأولى. كان نشيطا في الكتابة الوطنية، و قد عرف عنه اهتمامه الكبير بالتنظيم ككل و ذاكرته، كان عضوا في مجموعة من الخلايا في الدار البيضاء و عضوا في لجنتها المحلية، و كان يعرف داخل المنظمة بالرفيق الروداني و الرفيق يوسف. اعتقل في مارس 1976 في مدينة الدار البيضاء، و حكم عليه بالسجن المؤبد في محاكمة الدار البيضاء سنة 1977.
عبد الفتاح الفاكهاني
من مواليد 1949، في مدينة مراكش، أستاذ اللغة الفرنسية بمدينة خريبكة، ناضل في إطار "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب"، و كان مناضلا طلابيا جبهويا نشيطا، و مناضلا في "الاتحاد المغربي للشغل"، حيث كان مهتما بالعمل مع الطبقة العاملة. من مؤسسي المنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام"، التي أصبح عضوا في لجنتها الوطنية الأولى المنبثقة عن الندوة الوطنية الأولى، اعتقل أول مرة سنة 1972، و حكم عليه في شتنبر 1973 بالدار البيضاء، و بعد أن أطلق سراحه لجأ إلى العمل السري، والتحق بالكتابة الوطنية، و كان مداوما على الكتابة في مجلة "أنفاس"، و من أشهر كتاباته كراسة "حول الصمود"، و اشتهر الرفيق باسم فاكوس. اعتقل للمرة الثانية سنة 1976 و عذب تعذيبا وحشيا في معتقل درب "مولاي الشريف" السيء الذكر. حكم عليه بالمؤبد في محاكمة الدار البيضاء سنة 1977.
ادريس بن زكري
ولد سنة 1950 بدوار آيت حدو بنواحي مدينة الخميسات، طالب بكلية الآداب، الرباط، من مؤسسي منظمة "إلى الأمام"، أصبح عضوا للجنة الوطنية للمنظمة في صيغتها الثانية بعد صيف 1972، تحمل مسؤوليات عديدة، منها مسؤوليته عن منطقة الغرب والعمل مع الفلاحين في منطقة تيفلت - الخميسات. اشتهر الرفيق باسم بومنجل. اعتقل في يناير 1975، وحكم عليه ب 30 سنة سجنا في محاكمة الدار البيضاء سنة 1977.
عبد الله زعزاع
ولد سنة 1945 بمدينة الدار البيضاء، عامل، كان عاملا في المكتب الوطني للكهرباء (القطاع الذي كان يشتغل فيه عبد الله المنصوري)، و بعد التحاقه مباشرة بالمنظمة، حضر الندوة الوطنية الأولى للمنظمة، و أصبح عضوا في اللجنة الوطنية، و تحمل مسؤوليات عديدة داخل المنظمة، منها العمل مع الطبقة العاملة بالدار البيضاء، حيث نسج علاقات كثيرة مع العمال، وعرف باعتباره رجل اللوجستيك الأول في المنظمة، حيث ساعده في ذلك تكوينه التقني و روحه العملية، ثم سهولة تنقله بمدينة الدار البيضاء، التي كان يعرفها جيدا، و لذلك كلف بمهمة كراء المنازل و نقل الرفاق المتابعين، اعتقل في يناير 1975، و تعرض لتعذيب وحشي، اشتهر الرفيق باسم الجيلالي. حكم عليه بالمؤبد في محاكمة الدار البيضاء سنة 1977.
حمادي الصافي
ولد سنة 1949 بسبت ولاد النمة بنواحي مدينة بني ملال، طالب في المدرسة المحمدية للمهندسين، مناضل في الحركة الطلابية من داخل المدرسة، من الرفاق الأوائل للمنظمة، التحق بالعمل السري بعدما أصبح متابعا سنة 1972، و بعد صيف 72 التحق باللجنة الوطنية في صيغتها الجديدة في خريف 1972، تقلد مسؤوليات كثيرة داخل المنظمة، و أصبح مسؤولا عن جهة فاس – تازة – الشرق، التي كانت تضم فاس، تازة، وجدة و جرادة. اعتقل في مارس 1976 بمدينة الدار البيضاء، اشتهر الرفيق باسم بلحاج. حكم عليه ب 30 سنة سجنا في محاكمة الدار البيضاء سنة 1977.