Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

في سياق بعض الكتابات حول تجربة الاعتقال و السجون

Pin it!

"إن طريق الثورة ليس طريقا مفتوحا بدون حواجز، بدون مفاجآت. تستطيع الجماهير الشعبية، التي تبني بصلابة أكثر فأكثر تنظيماتها الثورية، و المسلحة أكثر فأكثر بالإديولوجيا الثورية للبرولتاريا و بنضالها وبكسبها سلطة النفوس، فتح طريق الثورة باستمرار ...حتى الانتصار."
الشهيد عبد اللطيف زروال

"لم يعد التاريخ تاريخا للأسر الحاكمة و لا يحق للمؤرخين المزيفين أن يكتبوا تاريخ شعب. فالناس هم من يصنعون التاريخ بدمائهم. و هذا التاريخ يسجل ذلك الإرهاب الذي يزرعه النظام الرجعي في صفوف الشعب عن طريق أجهزته القمعية...."
الشهيدة سعيدة لمنبهي 

 

محاور

1-إشارات أولية
2-من الثورة لبرجوازية إلى الثورة الاشتراكية

اكتب
و اركع للورقة 
و اغرس قلمك في عيني طفلك
و اكتب ما شاء لك السجان أن تكتبه
معين بسيسو 

1)إشارات أولية:

ليس المقصود من هذا النص تقديم تقرير عن الاعتقالات أو تقديم تقييم لها بما يعني ذلك من محاسبة و تحديد المسؤوليات بالمعنى الماركسي –اللينيني المتعارف عليه، و لكن تقديم صورة إيجابية عن أحداث و شخوص فاعلة في تلك الأحداث كما هي و كما كانت دون زيادة أو نقصان و دون جلد للذات أو تبخيس للتجربة، و ليس كما تقوم به العديد من الكتابات (بيوغرافيات، مقالات ...) التي يزخر بها ما يسمى عادة عند البعض بأدب السجون.
إن الموضوعية شرط أساسي للسرد التاريخي سواء كان نصا كرونولوجيا أو تركيبيا، ذلك أن تغيير المواقف الإيديولوجية و السياسية لا تبرر طمس الحقائق و تزوير الأحداث تفاديا لما قد تثيره من أثر على الحاضر أو المستقبل. لسنا من هواة المنهج "التحليلي" الذي يقدم الواقع بطريقة هذا إيجابي و ذاك سلبي بمجرد وضع الإيجابيات إلى جانب السلبيات و القيام بإحصاء حسابي ثم إصدار حكم على التجربة المعنية، و هذا لعمري لقمة التحليل الصوري. نحن مع الديالكتيك في مواجهة هذا المنهج التبسيطي الذي أصبح سائدا عند العديد من "الثوريين القدامى" الذين ما أن مستهم "إشراقة" الفكر الليبرالي البرجوازي و أصبحوا يرددون على مسامعنا في كل حين أفكارهم التي جعلوا منها مجموعة من المقدسات و المسلمات وذلك دون أن يأبهوا للطبيعة الإيديولوجية و الطبقية لذلك الفكر، حتى أصبحوا يحاكمون تجاربهم الفردية و الجماعية تحت شعارات هذا الفكر، الذي أصبح بمثابة إنجيلهم الجديد.
لن نعرض هنا لمسلسل هذا التحول على أرض الواقع، فهذا موضوع يستحق منا دراسة مستفيضة يتم فيها شرح الأسباب و الدوافع المؤدية إلى ذلك التحول خاصة لدى "المثقفين الثوريين"، لكن يجدر بنا هنا التطرق لموضوعة الديمقراطية بشكل عام.
إن ما يحصل الآن أو منذ الأمس القريب على وجه التدقيق يذكرنا بعشرينيات القرن العشرين بعد انتصار الثورة الاشتراكية الروسية.
ففي سياق المد الثوري الذي فجرته الثورة البلشفية و الذي جعل من الديمقراطية السوفياتية نموذجا أعلى للديمقراطية وجعل الديمقراطية بمعناها البرجوازي أمرا مشبوها عند البرولتاريا و العديد من مثقفيها الثوريين. أما الآن، و بعد سقوط العديد من النماذج "الاشتراكية" و انتصار الرأسمالية عالميا، أصبحنا نرى العديد من "المثقفين الثوريين" السابقين يرددون على مسامع من يقبل بالاستماع إليهم أسطوانة الديمقراطية البرجوازية باعتبارها نهاية كل ديمقراطية تماما كما هي الرأسمالية هي نهاية التاريخ من منظور فوكوياما.
عموما، فمفهوم الديمقراطية عند المثقفين هو أساسا و بشكل عام، مفهوم للمساواة السياسية. إن شعار المساواة السياسية باعتباره قمة الإيديولوجية البرجوازية لذو تأثير كبير، كما نعلم، على المثقفين الذين يعتقدون كفئة اجتماعية أنه يوفر المثل العليا للحرية والمساواة و التقدم. فهم يعتقدون أن التضامن الاجتماعي سيتولد، و بشكل أوتوماتيكي من المساواة في الحقوق، و لذلك لا يستسيغون مفهوم الصراع الطبقي و ما ينبع عنه من ضرورة القضاء على المجتمع البرجوازي، فتراهم في كل واد يصيحون و يرددون بلازمتهم حول الدولة اللبرالية التي في ظنهم أنها فوق الطبقات لتفقد بذلك الدولة أي مفهوم طبقي، ناهيك عن اعتبارها أداة للقهر و السيطرة.
من هنا يتضح الخطأ التاريخي الذي يسقط فيه المثقفون عموما و بعض "الماركسيين"البرجوازيين الصغار، وهو خطأ شائع لم تخل منه فترة من فترات الصراع بين الفكر الماركسي و الفكر البرجوازي و منوعاته ( الاشتراكية الديمقراطية، التحريفية ...).
صحيح أن الثورات البرجوازية قد دشنت عهدا جديدا لحقوق الإنسان في سياق صعود البرجوازية و الرأسمالية المتحررة من قيود الإقطاعية و أنظمتها الاستبدادية، لكن هذا التطور كان متناقضا بحيث أنه في نفس اللحظة التاريخية وقع انشطار تولد عنه ظهور الفكر الاشتراكي "الطوباوي"، لأن العهد الرأسمالي الجديد ظهر كعهد للاستغلال و تفقير للشعب و استغلال للطبقة العاملة. هكذا و حتى قبل ظهور الفكر الماركسي بدأ يتجلى للمفكرين الاشتراكيين الأوائل أن المثل العليا التي تبشر بها البرجوازية من قبيل : الحرية و المساواة السياسية غير قادرة على تحقيق الحرية و المساواة للطبقات الكادحة و البرولتاريا.
و من هنا نشأ مفهوم الديمقراطية الاجتماعية الذي ارتكز على إبراز تناقضات الفكر السياسي للطبقة البرجوازية لما قابل بين حرية التعبير السياسي و ما تخفيه من تبعية اقتصادية للطبقة العاملة و الأغلبية الساحقة من المجتمع، كما أن شعار المساواة أمام القانون يخفي اللا مساواة في الممتلكات، بالإضافة لكون شعار الأخوة لا يمكن أن يتحقق بين المستغل (بكسر الغين) و المستغل ( بفتح الغين) لكونهما متصارعان ويوجدان في وحدة متناقضة لا مجال لتغيير طرفها السائد وتغيير مضمونها لصالح المستغلين (بفتح الغين) دون ثورة حقيقية.
يقول سان سيمون أحد رواد الاشتراكية الطوباوية فاضحا الطابع الطبقي للديمقراطية البورجوازية : "إن الغنى هو الأساس الحقيقي و الوحيد لكل تأثير سياسي و لكل قيمة ".
لقد نشأت فكرة الديمقراطية الاجتماعية باعتبارها التجسيد الحقيقي للمثل العليا للمساواة التي لا يمكن أن تتحقق إلا بالقضاء على النظام البرجوازي.
والخلاصة الأساسية التي يمكن التأكيد عليها، هي كون المساواة الاجتماعية وليس المساواة في الحقوق بمعناها البرجوازي، هو ما يحدد مضمون الديمقراطية، و من ثمة سمو نظام الجمهورية الاشتراكية على نظام الجمهورية البرجوازية، لأن الأولى هي مضمون التحرر الديمقراطي للجماهير، وأن أشمل ديمقراطية هي تلك التي تقضي على الاقتصاد الرأسمالي باعتبار ذلك شرطا ضروريا. 
بناءا على ذلك، يحتل مفهوم الصراع الطبقي و تحقيق الثورة الاشتراكية مبدآن أساسيان لتحقيق ديمقراطية أشمل: الديمقراطية الاشتراكية.
لقد أثبت التاريخ أن مجموعة من الشروط الاقتصادية الأساسية تظل خارج التشريع السياسي للبرلمانات البرجوازية رغم المساواة السياسية و منها استملاك فائض القيمة و الربح و إخضاع السيرورة الاقتصادية لمبدأ التراكم الرأسمالي حيث يتم عبرها خضوع المجتمع لسيطرة الرأسمال الكبير.
من هنا تتبدى ضرورة البديل الاشتراكي الذي يتحقق عن طريق تقدم الصراع الطبقي الثوري.
ودون الدخول في نقاش مستفيض ( الشيء الذي سنخصص له حلقات في الوقت المناسب) أكدت التجربة التاريخية صحة الطرح الماركسي – اللينيني (تجربة كومونة باريس، تجربة الديمقراطية السوفياتية، تجربة الكومونات الشعبية بالصين، تجربة الثورة الثقافية الصينية… ). 
يقول لينين: "إن الديمقراطية البرولتارية هي مليون مرة أكثر ديمقراطية من أية ديمقراطية بورجوازية، و سلطة السوفياتات هي مليون مرة أكثر ديمقراطية من الجمهوريات البرجوازية الأكثر ديمقراطية. لينين:"الثورة البرولتارية و المرتد كاوتسكي" 
إن لينين يكثف هنا جوهر الديمقراطية البرولتارية من خلال مقارنة بين الديمقراطيتين البورجوازية و البرولتارية. (لمن يشككون في هذا الطرح ندعوهم لقراءة كتابان لمؤلفين غير ماركسيين عالجا الحقبة اللينينية من الديمقراطية السوفياتية: "ثورة البلاشفة" للمؤرخ الانجليزي إدوارد هالت كار- الأجزاء الأربعة . دار الكتاب العربي للطباعة و النشر 1970، و كتاب "الصحافة و تطور السلطة في روسيا السوفياتية (1921 -1927)" و هو باللغة الفرنسية لصاحبيه بييروإرين سورلان، مكتبة أرماند كولان، 1972. 
ففي رده الشهير على كاوتسكي، أقام لينين الحدود بين الديمقراطيتين و السلطتين: 
- الديمقراطية السوفياتية (يعني الديمقراطية الإشتراكية التي تبنيها البروليتاريا) تدعو الجماهير للحكم بينما الديمقراطية البرجوازية تبعد الجماهير عن ذلك.
- السوفياتات (شكل السلطة البروليتارية) تنظيم مباشر لجماهير العمال بينما البرلمان البرجوازي يعترض على مساهمة الجماهير.
- السلطة السوفياتية تعمل على القضاء على البيروقراطية بينما الدولة الرأسمالية تعمل على تطويرها.
- في الدولة السوفياتية حرية الصحافة أكبر بينما حرية الصحافة في الدولة الرأسمالية تقوم على النفاق.(انظر الكتاب المشار إليه أعلاه)
- الحق في الاجتماع هو مليون مرة أكثر في الدولة الاشتراكية منه في الدولة الرأسمالية حيث يظل الحق في الاجتماع في هذه الأخيرة محدودا.
2) من الثورة البرجوازية إلى الثورة الاشتراكية 
انبثقت الماركسية من قلب الصراع الطبقي الدائر رحاه في المجتمع الرأسمالي و من قلب الأفكار الفلسفية والاقتصادية و السياسية و الاجتماعية، التي كانت تعرف مخاضا كبيرا هيأ التربة لنشوء الماركسية كنظرية ثورية للطبقة العاملة.
لقد أكدت كل الثورات في التاريخ على مبدأ أساسي و هو الحق في الثورة. و إذا كانت العلاقات النظرية ذات صلة جدلية بالعلاقات التاريخية، فالثورة الاشتراكية هي نقيض الثورة البرجوازية على المستوى التاريخي، فلسفة و فكرا و إيديولوجيا و ذاتا ثورية.
فمقابل الحق البرجوازي في الثورة: "عندما تخرق الحكومة حقوق الشعب، تصبح الانتفاضة بالنسبة للشعب و لكل جزء من الشعب، الحق الأكثر قدسية و الواجب الأكثر ضرورة " (الفصل 35 من إعلان حقوق الإنسان و المواطن، 2 يونيو 1893)، انبثق مفهوم "الحق في الثورة" الماركسي الذي تم التأسيس العلمي له انطلاقا من الفكر المادي الجدلي و المادي التاريخي: "إن الماركسية تتضمن عدة مبادئ، لكن يمكن ردها كلها في آخر التحليل إلى جملة واحدة : لنا الحق في أن نثور "( ماو تسي تونغ) (للمزيد من الفهم الرجوع إلى كتاب " نظرية التناقض" ل ألان باديو، سلسلة ماسبيرو).

 

إعداد الرفيق فؤاد الهيلالي

يوليوز 2013

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.