Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

مغر النضال ـ المستقبل بين يدي الطبقة العاملة

Pin it!

 

تقديم:


بعد اعتقال آخر عضو في قيادة منظمة "إلى الأمام" بتاريخ 2 مارس 1976، استمر الرفاق، مسؤولوالمنظمة بالخارج، في إصدار العديد من النشرات للتعريف بمواقف المنظمة من مجموع من القضايا الوطنية والدولية. وكذلك للنهوض بالمنظمة من جديد وضمان استمراريتها. وعندما اعتقد النظام أنه قد أجهز نهائيا على منظمة "إلى الأمام" بالداخل نهض مناضلون ظلوا بعيدا عن الإعتقال بمهمة إعادة بنائها من جديد.
و"مغرب النضال" هي إحدى تلك النشرات التي كانت تصدرها المنظمة بالخارج (فرنسا)، وكانت قانونية ودام صدورها من 1975 إلى حدود 1977. وبمناسبة فاتح مايو ( الأرجح سنة 1977) أصدرت النشرة كراسا ورقيا موجها للطبقة العاملة بالخارج تحت عنوان "المستقبل بين يدي الطبقة العاملة". 

مغرب النضال
المستقبل بين يدي الطبقة العاملة

في هذا اليوم العظيم يخرج الملايين من العمال في كل أنحاء العالم ليعبروا بصوت واحد عن رفضهم لدكتاتورية الرأسمال و نظامه المتعفن، حاملين من جهة أخرى بين يديهم مشروع مجتمع إنساني جديد، مجتمع الأخوة بين الشعوب، و المساواة بين البشر و الرفاهية للجميع .
و إن فاتح ماي هو تلك المناسبة التي تبرز فيها الطبقة العاملة قوة لا تقهر، قادرة على تحطيم نظام الاستغلال، و كل أشكال الاضطهاد إن هي عرفت كيف تتحد و كيف تنظم نفسها، و إن العمال المغاربة المهاجرون يقفون ضمن الطبقة العاملة في فرنسا ليدافعون عن حقوقهم بالوحدة النضالية مع باقي العمال مهاجرين و فرنسيين، لا يمكنهم كذلك إلا أن يقفوا اليوم ليفكرون في شعبهم و ما يقاسيه من محن على يد الحكم الرجعي عميل الإمبريالية .


أيها العمال المغاربة في الهجرة 


لقد كان بودنا أن نكون في هذا اليوم المجيد إلى جانب باقي إخواننا الكادحين في المغرب لنشاركهم حماس النضال فوق أرضنا و ضد حكم الكمبرادوريين و كل المتجبرين عملاء الإمبريالية. لكن غربتنا لن تزيدنا إلا حقدا على الذين حرمونا من وطننا العزيز. 
إن بلادنا غنية بمواردها الضخمة و رجالها النشيطين، و لكن أقلية قليلة من العائلات البرجوازية الكبيرة و الملاكين الكبار و على رأسهم العائلة الملكية يقتسمون مع الرأسماليين الكبار أوروبيين و أمريكيين و صهاينة خيرات البلاد، و يمتصون دم أبنائها، في حين يعيش شعبنا بكامله تحت وطأة الفقر و القهر.
إن الحكم المسؤول عن هذه الوضعية هو حكم الاستعمار الجديد، و إن سياسته اللاوطنية و اللاشعبية هذه لم تزد نتائجها إلا خطورة على حياة الجماهير الكادحة، و على مصير بلادنا التي تتعمق أكثر فأكثر هيمنة الإمبريالية عليها .
و بالفعل، إن ولاء الحكم للامبريالية و تآمره مع الصهيونية ضد مصالح مجموع الشعوب العربية، و ليس فقط مصالح الشعب المغربي، قد أصبحت الآن أشياء واضحة وضوح الشمس.
لقد انفضحت اللقاءات السرية بين الحسن و موشي ديان في فاس و مع عدد آخر من الصهاينة، و الدور الذي لعبته هذه اللقاءات في تحضير زيارة السادات الخيانية و الاعتراف بالكيان الصهيوني.
لقد علمنا كيف تدخل الحكم عسكريا في زايير تلبية لأوامر فرنسا، مرجعا بلادنا إلى عهد الحماية، أيام كان الاستعمار يدفع بالآلاف من أبناء شعبنا إلى الحروب الإجرامية ضد شعوب "لاندوشين" و شعوب أخرى.
و إننا نعرف اليوم جميعا كيف أن تحريك الحكم لمسألة الصحراء الغربية كان منذ البداية باتفاق مع الاستعمار الإسباني و بدعم من فرنسا و أمريكا، و أن المسيرة الصفراء لم تنظم إلا لتغليط الجماهير الشعبية وتغطية الطبيعة الإمبريالية – الرجعية لاتفاقات مدريد، و كذلك تغليف الطبيعة الإجرامية للتدخل العسكري ضد إخواننا الصحراويين. ذلك التدخل الذي جاء بعد فشل إسبانيا في القضاء على كفاح الشعب الصحراوي و توقيف طموحه إلى الاستقلال الوطني و تحرير أرضه من الاستعمار و هيمنة الشركات الإمبريالية. و ما تلك الاتفاقات الخيانية التي أبرمها الحسن مع ولد دادة و الاستعمار الإسباني و الشركات الإمبريالية إلا لاقتسام خيرات الصحراء، كما يقتسمون خيرات المغرب و اضطهاد الشعب الصحراوي الشقيق كما يضطهدون الشعب المغربي.
إننا إذا نظرنا إلى مقدار تسلط الإمبريالية على بلادنا، و إذا قدرنا الدور الذي يلعبه الحسن و زبانيته سواء لإخضاع شعبنا و مدى مساهمته في مختلف المؤامرات التي تحاك من طرف الإمبريالية و الصهيونية، يتضح لنا جليا أن ذلك الحكم العميل أصبح يعتبر اليوم أحد البيادق الأساسية في تنفيذ مخططات أعداء الشعب المغربي وأعداء الأمة العربية. إن هدف هذه المخططات هو تصفية كل القوى التحررية العربية من فلسطين إلى الصحراء و وضع مجموع الوطن العربي تحت السيطرة الكاملة لحلف ثلاثي : الإمبريالية و الصهيونية و الرجعية.
و إنه لفي ظل هذه المساعي تعمل دعاية الحكم و أنصاره من المرتزقة السياسيين على بت سموم الحقد بين الشعب المغربي و الشعب الجزائري للدفع بالجماهير إلى الاحتراق في حرب إجرامية ثانية إضافة إلى الحرب الجارية في الصحراء الغربية.
إن بعض الأحزاب البرجوازية و بعض الزعماء الانتهازيين أمثال بوعبيد و بوستة و علي يعته، و قد وضعوا يدهم في يد الحكم لإخضاع الجماهير الكادحة و إغماض عينها على المؤامرة التي تحاك ضدها.
إن تنكرهم لمصالح الشعب المغربي و وقوفهم إلى جانب الحكم و الإمبريالية ليس بجديد. لقد تناوروا من قبل على كفاح شعبنا سنة 1956 مع نفس أعدائه التاريخيين في إيكس–ليبان و قدموا للجماهير المخلصة استقلالا مزورا على أنه استقلال حقيقي، طامعين مقابل إجهاضهم للكفاح الوطني الحصول على بعض الامتيازات الضيقة.
إلا أن جماهير شعبنا في البوادي و المدن استفادت من هذه التجربة و تجارب أخرى، و أمام الواقع المر الذي تعيشه يوميا، ترمي بالأكاذيب و الديماغوجية جانبا لتدافع عن نفسها و تسير في النضال ضد المتسلطين على رقابها.
و بالفعل، إن السنة الماضية قد شهدت تصعيد الفلاحين لنضالاتهم البطولية في مختلف المناطق، دفاعا عن حقهم في الأرض، و ضد الظلم المخزني و تعسف الملاكين الكبار. و الطبقة العاملة بدورها عرفت نهوضا لم يسبق له مثيل، فأمام تجميد الأجور و تصاعد الغلاء و معاملات أرباب العمل اللاإنسانية دخلت أغلب المؤسسات الصناعية في تحركات نضالية هامة، اتسمت بتقوية روح التضامن الطبقي و احتلال مطلب احترام الحريات النقابية مكانة بارزة.
و على غرار كفاحات العمال و الفلاحين، نجد فئات اجتماعية أخرى من طلبة و تلاميذ، معلمين و تجار صغار، و غيرهم يعمهم السخط على سياسة القمع و التجويع و يتقدمون إلى ساحة النضال بعزيمة أكبر.
إن شعبنا بأكمله يرفض السيطرة الكمبرادورية – الإمبريالية، ويطالب بالحياة الحرة الكريمة. إلا أن الحكم العميل دفاعا عن الأقلية الكمبرادورية ومصالح الإمبريالية يواجه مختلف التحركات الجماهيرية بالاعتقالات و القمع البوليسي، و في بعض الأحيان بالرصاص كما فعل في أمزميز ضد الفلاحين. و إن السجون لتزخر اليوم بأخلص المناضلين المدافعين بصدق من أجل كرامة شعبنا و تحرر بلادنا من جبروت السيطرة الإمبريالية – الرجعية.
كما أن الحكم يعمل بأبشع الوسائل على تخريب المجتمع ليقتل فيه كل عزيمة و كل روح الصمود، عن طريق نشر المخدرات من كيف و حشيش و فساد. إنه يريد أن يفرض على شعبنا الاستسلام و قبول القهر في الصمت و الألم.
و إذا كان الحكم يعمل على إخضاع الشعب بالقمع و تخريب المجتمع، فإن بعض الأحزاب الانتهازية تعمل من جهتها على تسكين الجماهير بالتضليل و تحريف نضالاتها. إن تجاوز الجماهير لإرادة الحكم و الأحزاب المتعاونة معه، يدفع تلك القوى إلى انتهاج أسلوب تقسيم الحركات الجماهيرية و شرذمتها.
و في هذا السياق نجد الاتحاد الاشتراكي كما فعل من قبله حزب الاستقلال، قد دخل في مخطط دنيئ قوامه تقسيم الطبقة العاملة و خلق إطارات مزيفة لن تفعل غير شل الحركة العمالية في بلادنا. وإنها لنفس الممارسة التخريبية التي يقوم بها نفس الحزب ضد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و الحركة الطلابية المغربية.
و هكذا نجد أن الحركة الجماهيرية عموما و على رأسها الطبقة العاملة، تتخبط في هذا الظرف بين قهر و قمع الحكم و مناورات القوى الانتهازية الراغبة في تركيع شعبنا أمام أعدائه كما ركعت هي نفسها.
لكن شعبنا في ظل الوضع الذي يعيشه، و دفاعا عن حقوقه المشروعة لن يركع أبدا مهما اشتد قمع النظام و تكالب المتكالبون.
و بالضبط، من أجل تعزيز كفاح شعبنا، و أمام مخططات الإمبريالية و الرجعية ضد المغرب العربي و الوطن العربي على العموم، فإن الحاجة إلى توحيد كل القوى الوطنية و الديموقراطية المخلصة تصبح أكثر من ذي قبل ضرورة حتمية. كما أن فضح كل الانتهازيين و المتساومين مع الحكم يصبح أمرا ملحا.
و إن في هذا الظرف كذلك الذي تتصاعد فيه نضالات كل الفئات الشعبية ضد سياسة القمع و التجويع، و لتقديم هذا النضال و إحراز النصر التام على الكمبرادوريين و الإمبرياليين، لابد من التنظيم الثوري الصلب – لابد من حزب بروليتاري، لا برجوازي، حزب مخلص للجماهيرو لا متساوم على ظهرها، حزب يسترشد بنظرية الطبقة العاملة، ركيزته التحالف بين العمال و الفلاحين و شعاره الإنصات للجماهير و خدمة مصالحها. إن هذا الحزب لن يبنى إلا في مجرى النضال، و إنه وحده القادر على تنظيم كل فئات شعبنا و قيادتها من أجل تحرير البلاد من السيطرة الإمبريالية و الرجعية، و تحقيق ثورة وطنية ديموقراطية شعبية كمرحلة في طريق بناء المجتمع الاشتراكي.
إن تعمق أزمة الحكم العميل نتيجة لوقوفه بين تصاعد نضالات و سخط الشعب المغربي و كفاح الشعب الصحراوي، و العمل الثوري الذي يقوم به المخلصون من أبناء شعبنا، كلها شروط تبشر بالفجر الجديد الذي سينير حتما وطننا العزيز. فعلى كل المخلصين في بلادنا أن يشحذوا عزائمهم و يقدموا النضال الثوري إلى الأمام.
إن الطريق شاق لكن المستقبل مشرق.

- عاش فاتح ماي 
- عاشت الطبقة العاملة المغربية 
- و النصر لشعبنا و لكل الشعوب المناضلة

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.