Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

من أجل الجبهة الثورية الشعبية ـ دروس النضالات الشعبية و أحداث عاشر يوليوز ـ 3 يونيو 1972 ـ توقيع: لجنة العمال من أجل الجبهة الثورية الشعبية

Pin it!

 

تنتمي وثيقة "من أجل الجبهة الثورية الشعبية – دروس النضالات الشعبية وأحداث عاشر يوليوز –" إلى سلسلة وثائق المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" الصادرة في الفترة الممتدة من الندوة الوطنية الأولى للمنظمة المنعقدة نهاية ديسمبر 1971 بداية يناير 1972 إلى صدور تقرير 20 نونبر 1972 (عشرة أشهر من كفاح التنظيم: نقد ونقد ذاتي) الذي قام بتقييم حصيلة الفترة. والوثيقة الصادرة بتاريخ 3 يونيو 1972 تنتمي إذن إلى ذلك الزخم الفكري والسياسي الذي عاشته المنظمة على إيقاع النضالات الجماهيرية لسنة 1972. ولأسباب أمنية ولكون المنظمة لازالت تحمل اسم تنظيم "أ" تم توقيعها ب "لجنة العمال من أجل الجبهة الثورية الشعبية".

والسياق العام الذي تأتي فيه الوثيقة مرتبط بأحداث 10 يوليوز 1971 التي قام فيها الجيش بانقلاب عسكري باء بالفشل بعد معارك طاحنة عرفها قصر الصخيرات الذي كان الملك يقيم فيه حفلا حضره أقطاب النظام وممثلو القوى الإصلاحية والعديد من المدعوين. ورغم حسم الوضع على مستوى القصر ومحيطه استمرت المعارك داخل مقر إذاعة وتلفزة النظام و في المناطق المحيطة بها حيث ظل صوت الرصاص يسمع لمدة 48 ساعة أبان فيها تلامذة أهرمومو عن قتالية كبيرة. و خلال تلك الفترة الوجيزة عاش المغرب لحظة قصيرة تميزت ب "فراغ في السلطة". و خرجت الجماهير بعفوية في العديد من مدن المغرب وخاصة في مدينة الرباط في مظاهرات عارمة سيؤطرها اليسار الثوري الماركسي اللينيني بشعارات ثورية من قبيل المطالبة بجمهورية ديمقراطية شعبية و غيرها. وانتهى الانقلاب و ترك أثره الكبير على الحركة الماركسية اللينينية المغربية حيث انطلقت نقاشات واسعة في صفوفها حول طبيعة الانقلاب وحول طبيعة النظام السياسي و المصالح الطبقية التي يمثلها وغيرها من القضايا حول دور الحركة الجماهيرية الثورية و دور الحزب الثوري و طبيعة السلطة الثورية. و دامت النقاشات داخل منظمة "إلى الأمام" حوالي سنة عرفت في بعض أطوارها حدة نتيجة الخلافات حول كيفية تمييز طبيعة الانقلاب وأسباب فشله. 

و تأتي الوثيقة لتقدم حصيلة دروس النضالات الشعبية و أحداث عاشر يوليوز. و أكدت الوثيقة على الموقف المبدئي للمنظمة – بعدما ردت فشل الانقلاب إلى تناقضات الانقلابيين و فشله كانعكاس للتناقضات داخل الطبقة المستغلة – الرافض للأنظمة العسكرية البورجوازية الصغيرة و ضرورة أخذ الشعب قيادة الثورة حتى لا تترك في يد البورجوازية. و انطلاقا من تحليلها اعتبرت أن تفكك النظام لا يكفي كما لا يكفي تقدم النضالات العفوية للجماهير بل لابد من إعطاء الأهمية لتنظيم الجماهير لنضالاتها و تنسيقها و إعطائها طابعا استراتيجيا واضحا، مسجلة انعدام هذا التنظيم و الهدف الاستراتيجي الذي يعود إلى فشل الأحزاب السياسية الإصلاحية المؤمنة بالبرلمانية. و استخلصت واجب الثوريين في التصدي لهاته المهمة "لقد حان الوقت بالنسبة لجميع المناضلين الثوريين، أن يرفضوا وصاية ومناورات السياسيين البورجوازيين و أن يشاركوا في نضالات الجماهير الشعبية من أجل بناء طريق الثورة مع الجماهير". و دعت الوثيقة في إطار توضيح طريق الثورة إلى ضرورة تنظيم الجماهير في لجان ثورية للعمال و الفلاحين و الجنود الشباب معتبرة أن تنسيق اللجان لأعمالها و نضالاتها يهيأ قاعدة الجبهة الثورية الشعبية حيث ستتأسس في واقع النضال الجماهيري و العنف الثوري أسس الحكم الثوري، حكم العمال و الفلاحين. و جاء في الوثيقة "هكذا ففي المعامل و في القرى و في المعسكرات و في الأحياء و المدارس و الكليات، على الجماهير الثورية رجالا و نساءا، فتيان و فتيات أن ينظموا أنفسهم في لجان ثورية، عليها أن تناضل ضد عملاء الحكم، أن تجابه بصفة ملموسة قمع و عنف أرباب المعامل والقادة والعناصر البوليسية.... بالعنف الثوري المضاد".

و بعد تأكيدها لدور الطبقة العاملة لقيادة الحركة الثورية و تأطير القطاعات الجماهيرية، أعطت الوثيقة أهمية خاصة للشباب حيث جاءت في إحدى فقراتها: "و على المناضلين الثوريين أن يعوا مسألة تكوين اللجان الثورية للشباب، كمسؤولية ذات أهمية قصوى. إن الطاقات الثورية الموجودة داخل صفوف الشباب المتعلم و المطرود من المدارس و العاطل، كما برهنت على ذلك نضالاته اللامنقطعة منذ الستينات تجعله قوة ذات ثقل و عاملا أساسيا فيها يخص توعية الجماهير و تفجير التناقضات الطبقية. كما أن تمركزه في الأحياء الشعبية يجعله حجر الزاوية في النضال الجماهيري الثوري لسكان هاته الأحياء."

و سطرت الوثيقة المبادئ العامة التي تحكم البرنامج الثوري معتبرة إياه انبثاقا عن اللجان الثورية للعمال و الفلاحين... و يقوم على مبدأ أساسي هو "القضاء على الهيكل الاستعماري و الاستعماري الجديد للامبريالية و عملائها." و الشروع في الثورة و حمايتها منوطان باللجان الثورية للعمال و الفلاحين الذين لا يجب أن يتخلوا أبدا عن السلاح للمحافظة على مكتسبات الثورة. و يقوم البرنامج على محاور أساسية مثل الثورة الزراعية و تأميم القطاعات الصناعية الأساسية و تحطيم جهاز الدولة القائم و وضع "بدله حكم اللجان الثورية للعمال و الفلاحين و جماهير الشعب الكادحة أي حكم الأغلبية على الأقلية محل حكم الأقلية من اللصوص و الخونة و عملاء الاستعمار، أي الجمهورية الشعبية محل الملكية المتعفنة". و يضم البرنامج مفهوم المنظمة للتعليم الشعبي و الثقافة الشعبية المرتبط أشد الارتباط بالاقتصاد الوطني و المندرج في سياق القضاء التام على طمس الشخصية الثقافية و اللغوية التي يمارسها الاستعمار الجديد على شعبنا. و لم ينس البرنامج تذكير لدور المرأة في النضال الثوري و من أجل تحررها "و إن المشاركة الكاملة و الفعالة للمرأة و الفتاة في الثورة و اللجان الثورية المسلحة لهي الضمانة الوحيدة لتحريرها الحقيقي و لتحرر الرجل على السواء." 

و في سياق تحديد الطابع الاستراتيجي العام للثورة المغربية "الموقد الغربي للثورة العربية" وضعت الوثيقة إطارا عاما تندرج فيه ضمن استراتيجية الثورة العربية دون إغفال البعد الإفريقي و الغرب المتوسطي للنضال الثوري المغربي.

الوثيقة عموما ساهمت في تقديم الخط الاستراتيجي و السياسي للمنظمة و إن ظلت تحمل في طياتها بعض رواسب خط العفوية لكونها لم تدرك بعد أهمية التنظيم الثوري في كل تلك المهام الشيء الذي ستحسم فيه وثيقة "تقرير 20 نونبر 1972 (عشرة أشهر من كفاح التنظيم نقد ونقد ذاتي)".

 

بقلم فؤاد الهيلالي

 

الوثــيقــة:

من أجل الجبهة الثورية الشعبية

دروس النضالات الشعبية وأحداث عاشر يوليوز

لقد أظهر شعبنا بنضالاته منذ "الاستقلال" أنه لا يسمح للمتطفلين و العملاء اختلاس المكتسبات التي ضحى و كافح من أجلها.

إن نضالات و انتفاضات الريف سنة 1958-1959 و مارس 1965 في الدار البيضاء ثم النضالات المتصاعدة في كل القطاعات و في جميع أنحاء البلاد خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كنضالات عمال المناجم بخريبكة و ما جاورها و احولى و جرادة و مبلادن و قطارة، و نضالات الفلاحين في الريف و سوس و تادلة و الغرب، و نضالات العمال في الدار البيضاء و الرباط، و نضالات الطلبة و شباب الثانويات في جميع مدن البلاد، لتشكل أكثر دليل على ذلك. و في هذا الإطار، فإن أحداث عاشر يوليوز، تمكننا من الاستخلاصات الآتية :

  1. إن طموح الجماهير العتيق و الحي، ليس هو إصلاح النظام القائم، بل هي الإطاحة به. إن الجماهير تشعر اليوم بأن تحريرها الحقيقي لن يتأتى إلا بالإطاحة بالنظام القائم، نظام اللصوص و عملاء الإمبريالية. غير أن الجماهير لا يجب أن تنتظر التغيير الثوري بالاعتماد على انقلاب عسكري ينظمه ضباط الجيش، و مهما كانت شجاعة و حسن نية هؤلاء الضباط. إن التناقضات التي برزت في صفوف الضباط الذين قاموا بالانقلاب، و التي هي في الواقع انعكاس لتناقضات الطبقة المستغلة كانت السبب الأول في فشل انقلاب 10 يوليوز. و إن أحداث الشرق العربي لتبين بوضوح إلى أي طريق مسدود و إلى أي تنازلات و انهزامية أمام الإمبريالية و الصهيونية، يمكن أن تقود إليها الأنظمة العسكرية البرجوازية الصغيرة.

  2. إن ما تجدر الإشارة إليه كظاهرة أساسية في الانقلاب، هي نضالية تلاميذ مدرسة "أهرمومو" العسكرية، و الذين نظرا لانتمائهم الطبقي كأبناء الجماهير الفقيرة، و نظرا لانتمائهم لجيش الشبيبة المناضلة في الثانويات و المطرودة منها، برهنوا عن حقدهم الطبقي أمام ممثلي الطبقة المستغلة في الصخيرات و تضحيتهم أمام قوة العدو في الرباط (مبنى الإذاعة و ما حاط بها). لقد أعطوا بتضحياتهم المثل لجماهير الجنود، أبناء الشعب، ليساهموا في تحقيق الثورة، إلا أن الشعب يجب أن يأخذ على عاتقه قيادة هذه الثورة لكي لا يتركها بين أيدي البرجوازية.

  3. إن عاشر يوليوز إذا نحن وضعناه في إطار نضالات الشعب بأكمله، قد أثبت بجلاء ضعف النظام الهائل. فلم يبق للنظام بعد ذلك، إلا أن يعين كوزير أول الوكيل الرسمي للأبناك الإمبريالية و الصهيونية بالمغرب، و لم يبق له قصد مراقبة الجيش، إلا تعيين جزار الريف و قاتل المهدي بنبركة، العميل ذو الوجهين، الذي ينتقل من خدمة المصالح السرية الفرنسية إلى خدمة المصالح السرية الأمريكية، الرجل الذي لا وعد له إلا وعد "الضابط الفرنسي".

هكذا و برفقة كريم العمراني وأوفقير، فإن الإمبريالية قد "ضمنت" أكثر مصالحها كركيزة النظام الأساسية. أما عملاء النظام من برجوازيين و ملاكين عقاريين كبار فإنهم يرتعشون خوفا.

إلا أنه لا يكفي أن يتفكك النظام يوما بعد يوم، كما لا يكفي أن تتقدم النضالات العفوية للجماهير ـ و إن كان ذلك له أهمية كبرى ـ، بل يجب أن تنظم الجماهير نضالاتها و تنسقها و أن تعطيها هدفا استراتيجيا واضحا. لقد انعدم لحد اليوم هذا التنظيم و هذا الهدف الاستراتيجي، نظرا لفشل و انهيار الأحزاب السياسية الموجودة. هذه الأحزاب التي تنتمي كلها إلى الإيديولوجية البرجوازية و التي لاترى التغيير السياسي إلا في إطار البرلمانية.

لقد حان الوقت، بالنسبة لجميع المناضلين الثوريين، أن يرفضوا وصاية و مناورات السياسيين البرجوازيين و أن يشاركوا في نضالات الجماهير الشعبية من أجل بناء طريق الثورة مع الجماهير.

طريق الثورة

يجب أن يعتمد الشعب على نفسه، و على نفسه فقط، لأخذ مصيره على عاتقه. لذا يجب أن تنظم الجماهير في إطار لجن ثورية للعمال و الفلاحين و الجنود الشباب ... و أن تنسق أعمالها و نضالاتها. هكذا ستهيء الجماهير قاعدة الجبهة الثورية الشعبية، و ستكون في واقع النضال الجماهيري و العنف الثوري أسس الحكم الثوري، حكم العمال و الفلاحين. هكذا ففي المعامل و في القرى و في المعسكرات و في الأحياء و المدارس و الكليات على الجماهير الثورية، رجالا و نساء فتيانا و فتيات أن ينظموا أنفسهم في لجن ثورية، عليها أن تناضل ضد عملاء الحكم، أن تجابه بصفة ملموسة قمع و عنف أرباب المعامل و القادة و العناصر البوليسية... بالعنف الثوري المضاد. إن مثال فلاحي اولاد خليفة الذين احتلوا أراضيهم المنهوبة و واجهوا العنف يالعنف و مثال عمال منجم قطارة الذين تصدوا للمخزنية بالمتفجرات و مثال طلبة مدينة الرباط الذين ردوا بالعنف على هجمات البوليس كل هذه الأمثلة تظهر الطريق الصحيح. و إن هذا التوجيه يجب أن يصبح شاملا و منظما.

فعلى اللجان الثورية أن تنظم وسائل الدفاع الذاتي للجماهير و العنف المضاد مستعملة في ذلك جميع الوسائل الموجودة في متناول الجماهير.

و هذه المرحلة من النضالات العنيفة و الثورية التي تقوم بها الجماهير هي التي ستهيء لها الظروف من أجل الاستعداد إلى مرحلة أعلى ستشرع فيها الجماهير في تسليح نفسها و تنزع السلاح من أيدي العدو مستعدة للانطلاقة الثورية المسلحة، نحو حرب التحرير الشعبية و حتى النصر. و في هذا الإطار على المناضلين الثوريين أن يعتبروا تكوين اللجان الثورية للعمال في القلعات البروليتارية و في جميع المعامل الحيوية كمهمة أولية. إن تكوين اللجان الثورية في المعامل شرط أساسي بالنسبة لتقدم الثورة ولقيادتها الصحيحة.

و إن واقع تنظيم الطبقة العاملة على العموم و الطاقات و التقاليد النضالية الثورية التي تتميز بها الطبقة العاملة المغربية على الخصوص، لتؤهل بصفة طبيعية و منطقية، الطبقة العاملة عندنا لقيادة الحركة الثورية و لتأطير القطاعات الجماهيرية الثورية الأخرى. و هذه اللجان ستكون بمثابة التنظيم السياسي للطبقة العاملة و المحرك الأساسي لنضالاتها داخل نقابتها الوحيدة "الاتحاد المغربي للشغل" و لكفاحها ضد البيروقراطية و الإصلاحية لكي تلعب الطبقة العاملة دورها القيادي في الحركة الثورية. كما على المناضلين أن يعتبروا تكوين اللجان الثورية للفلاحين كمهمة حاسمة. لإن الجماهير الفلاحية المستغلة و المضطهدة تشكل قوة ثورية ضخمة. إنها قوة الثورة الحاسمة، هكذا و بتحالفها مع الطبقة العاملة، ستصبح جماهير الفلاحين، جيش الثورة السائر على طريق حرب التحرير الشعبية و إرساء الحكم الشعبي.

و على المناضلين الثوريين أن يعوا مسألة تكوين اللجان الثورية للشباب، كمسؤولية ذات أهمية قصوى. إن الطاقاات الثورية الموجودة داخل صفوف الشباب المتعلم و المطرود من المدارس و العاطل كما برهنت على ذلك نضالاته اللامنقطعة منذ الستينات، تجعله قوة ذات ثقل و عاملا أساسيا فيما يخص توعية الجماهير و تفجير التناقضات الطبقية. كما أن تمركزه في الأحياء الشعبية يجعله حجرة الزاوية في النضال الجماهيري الثوري لسكان هاته الأحياء. كما على مناضلي اللجان الثورية، أن يعتبروا تنظيم العمل السياسي داخل صفوف الجيش كمسؤولية بارزة. إن تكوين لجان ثورية للجنود سيكون مهما بالنسبة لنجاح و مستقبل الثورة. هكذا فمن جهة ستوجه الأسلحة ضد حكم اللصوص و عملاء الإمبريالية، و من جهة أخرى، فإن خلق مثل هاته اللجان سيكون سدا قويا ضد كل محاولات الإمبريالية و البرجوازية، في المستقبل، الهادفة إلى تحريض و تأليب الجيش على الشعب، كما وقع في السودان و بوليفيا و من خلال تصاعد النضالات و المعارك و التضحيات، ستدخل الجماهير الشعبية في المرحلة العليا للانطلاقة الثورية المسلحة، نحو حرب التحرير الشعبية التي سيتكون في خضمها الحكم الثوري في المعامل و المناجم و البوادي و الأحياء الشعبية.

برنامج الثورة

إن برنامج الثورة لا يجب أن يحدد من طرف بعض القادة، بل يجب أن ينبثق عن اللجان الثورية للعمال و الفلاحين والجنود الشباب... و إن المبدأ الذي يجب أن يقود هذا البرنامج هو القضاء على الهيكل الاستعماري و الاستعماري الجديد للإمبريالية و عملائها. و إن الشروع في الثورة و حمايتها منوطان باللجان الثورية للعمال و الفلاحين الذين لا يجب أن يتخلوا أبدا عن السلاح للمحافظة على مكتسبات الثورة. أما اللجان الثورية للجنود، فإنها بمساهمتها في الكفاح الثوري للشعب، ستساهم هي الأخرى في نفس المهام.

في البادية :

إن الحكم الثوري سيلغي كل عمليات نزع الأراضي التي تمت منذ التغلغل الاستعماري، و في عهد النظام الاستعماري الجديد لصالح المعمرين و الإقطاعيين و المعمرين الجدد. و إن اللجان الثورية للفلاحين المسلحة سيكون لها الصلاحية التامة فيما يتعلق باستخدام و توزيع هاته الأراضي المسترجعة.

و في الصناعة و القطاعات الاقتصادية الأخرى فإن الأملاك التي اكتسبتها الشركات الأجنبية بوسيلة النهب الاستعماري الجديد، و كذلك الأملاك التي اختلسها الملاكون و الإقطاعيون و البرجوازيون الكبار و خدام الحكم و اللصوص و عملاء الإمبريالية، كل هذه الأملاك ستحجز من طرف الحكم الثوري لفائدة الأمة. و لكن لكي لا يقع أي تحريف بيروقراطي أو تقنوقراطي في إدارة أملاك الأمة، ستوضع هاته الأملاك تحت المراقبة المباشرة للجان الثورية للعمال المسلحين. و إن القضاء على النهب الاستعماري الجديد سيسمح للصناع و التجار الصغار و المتوسطين أن يباشروا نشاطهم بصفة عادية. و إن اللجان الثورية للعمال ستحمي الثورة و الجماهير الكادحة من كل من خولت له نفسه من جديد محاولة إنعاش المضاربات العقارية.

جهاز الدولة :

سيحل محل جهاز الدولة القائم و الراشي، حكم اللجان الثورية للعمال و الفلاحين و جماهير الشعب الكادحة، أي حكم الأغلبية على الأقلية محل حكم الأقلية من اللصوص و الخونة و عملاء الاستعمار، أي الجمهورية الشعبية محل الملكية المتعفنة و سيعاد تركيب الإدارة بإدماج الموظفين في العمل المنتج، أما مهام الدولة فتمارس من طرف ممثلي اللجان الثورية الشعبية التي ستراقب أعمالهم و تعيينهم لمد محدودة قطعا لكل بيروقراطية قد تنموا و أي تحريف في الحكم الشعبي و ستكون لها الصلاحية في إقالتهم في أي وقت، و يجب على الممثلين أن لا ينصرفوا عن العمل المنتج.

و أما المدرسة فإنها ستدمج في حياة الشعب، و في العمل المنتج للعمال و الفلاحين، وفي الدفاع المسلح عن الثورة. و إن أصول ثقافة الشعب الخلاقة، ستكون الأساس الذي يجب أن تبنى عليه الثقافة الوطنية و العربية. و يجب في هذا المضمار القضاء التام على عملية طمس الشخصية الثقافية و اللغوية التي يمارسها الاستعمار و الاستعمار الجديد على شعبنا. كما أن الممثلين المغاربة لهذه العملية سوف يعرضون على إعادة تربيتهم من طرف الشعب. و إن المشاركة الكاملة و الفعالة للمرأة و الفتاة في الثورة و في اللجان الثورية المسلحة، لهي الضمانة الوحيدة لتحريرها الحقيقي، و لتحرر الرجل على السواء.

و أما العمل العسكري، فسيكون عملا شعبيا، لا ينفصل عن العمل المنتج، و هدفه الدفاع عن مكتسبات الحكم الثوري ضد الإمبريالية و عملائها، و المساهمة في تحرير الغرب العربي و في كفاح الثورة الفلسطينية و العربية. يجب أن يدخل البرنامج المقترح أعلاه في حيز التطبيق بمجرد تكوين الحزب الثوري في المناطق المحررة.

الثورة المغربية : الموقد الغربي للثورة العربية

أجل، فإذا كانت ممارسة الحكم الثوري من طرف العمال و الفلاحين، و القضاء على الهياكل الاستعمارية الجديدة، تضمن سبل تنمية البلاد و تمتع الجميع بالعمل و الحياة الشريفة و المعرفة، فمن الواجب علينا إذن أن نتحمل مسؤولياتنا التاريخية، بجانب الطبقات الكادحة و الحركات الثورية في الوطن العربي و في فلسطين، بالنضال من أجل تشطيب الوجود الإمبريالي و الصهيوني و الرجعي من مجموع الوطن العربي. و سيكون من الوهم اعتبار تشييد البلاد الداخلي ممكنا، إذا نحن فصلناه عن البناء الثوري للوطن العربي، و اعتقاد مثل هذا يشكل تهديدا خطيرا بالنسبة لثورتنا إذا نحن لم نكرس جهودنا في نفس الوقت لمحو العدو الإمبريالي نهائيا من الوطن العربي كليا.

لذا فإن الجماهير الثورية المغربية، ستصبح مجندة بجانب إخواننا الفلسطينيين و إخواننا المضطهدين في الوطن العربي. كما أن الثورة المغربية ستساند في نفس الوقت مجموع النضالات التحررية في الوطن العربي، كنضال أشقائنا في الخليج العربي و أرتيريا، و كفاح إخواننا في التشاد، و ستساند أيضا الكفاح الوطني التحرري و الاجتماعي لكافة شعوب العالم ضد الإمبريالية. إن الإمكانيات المادية و البشرية اللازمة و التي تتوفر عليها بلادنا ستسخر لدعم الثورة في العالم العربي خاصة و على الصعيد العالمي عموما. و على الثورة المغربية -أيضا- أن تسخر طاقاتها لإزالة الوجود الإمبريالي في غرب الوطن العربي. عليها أن تزيل القواعد الإمبريالية العسكرية و المدنية من المغرب، و عليها أن تشطب الفاشيين الأسبان من القواعد التي لا زالت تحت قبضتها على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في بلادنا. عليها كذلك أن تساعد بصفة حاسمة إخواننا الصحراويين لكي يقدموا مسيرة حرب التحرير الشعبية التي ستخرج الإمبريالية من الواجهة الأطلانتيكية للوطن العربي.

و إن الثورة المغربية، بتحالفها مع الشعوب المناضلة في المنطقة الغربية من البحر الأبيض المتوسط، ستصبح عنصرا حاسما في النضال الذي يستهدف منع الإمبريالية من استعمال هذه المنطقة كقاعدة عدوان ضد الأمة العربية. إن القوى الثورية في غرب البحر الأبيض المتوسط، ستستطيع آنذاك قطع الطريق على الإمبريالية في محاولاتها العدوانية على الأمة العربية و إخواننا الفلسطينيين. هذه هي المهام التاريخية الملقاة على عاتق شعبنا.

إن واجب جميع المناضلين الثوريين، هو إنجاز هذا البرنامج، من أجل السير قدما نحو طريق الخلاص، طريق الثورة الشعبية.

و واجب العمال و الفلاحين و الجنود و الشباب، في المعامل و المناجم و القرى و المعسكرات و المدارس و الكليات و الأحياء الشعبية، و واجبنا هو التنظيم في لجن ثورية، قاعدة الجبهة الثورية الشعبية و أداة النضال من أجل الجمهورية الشعبية، من أجل الحكم الثوري للعمال و الفلاحين.

ليسقط الحكم الفاسد، حكم اللصوص و عملاء الإمبريالية.

عاشت الجبهة الثورية الشعبية.

عاشت الجمهورية الثورية الشعبية.

و النصر للثورة العربية.

 

التوقيع

"لجنة العمال من أجل الجبهة الثورية الشعبية"

3 يونيو 1972

 

 

 

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.