Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

في الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد الرفيق القائد الشيوعي الماركسي – اللينيني الثوري المغربي عبد اللطيف زروال

Pin it!

صورة للشهيد عبداللطيف زروال في منتصف سنة 1974 رفقة مناضلين من الحركة التلاميذية بمدينة برشيد، وتعتبر هذه الصورة من أواخر صور الشهيد قبل اعتقاله في 5 نونبر 1974

في الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد الرفيق القائد الشيوعي

الماركسي – اللينيني الثوري المغربي

عبد اللطيف زروال

 

"إن الثورة إبداع والشيوعي إنسان مبدع يعمل على ابتكار وسائل العمل، التي تهدف إلى تحقيق الأهداف المرسومة بأكثر الطرق فائدة و أقلها كلفة و أقصرها زمنا"

عبد اللطيف زروال

تحل اليوم الذكرى الخامسة و الأربعون لاستشهاد أحد أبرز قادة المنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام"، ففي يوم الخامس من شهر نونبر 1974، تمكنت يد الإجرام الكمبرادوري من القبض على الرفيق القائد عبد اللطيف زروال، عضو الكتابة الوطنية للمنظمة و لجنتها الوطنية، و ذلك بمدينة الدار البيضاء، التي انتقل إليها الرفيق بعد حملات الاعتقال التي شنها النظام الكمبرادوري المغربي سنة 1972 ضد الحركة الماركسية – اللينينية المغربية، فاضطر معها إلى التواري عن الأنظار، و الدخول في العمل السري الثوري إلى جانب مجموعة من رفاق و أطر المنظمة.

بعد اعتقاله، تعرض الرفيق محمود، كما كان يسمى في المنظمة إلى أبشع أساليب التعذيب النفسي و الجسدي، و ظل شامخا صامدا لم يبح بأي سر من أسرار المنظمة، و هو الذي كان مطلعا على كل أسرارها، فقد كان صندوقها الأسود الذي لم يتمكن الجلاد من فتحه و استجلاء خباياه، رغم استعماله لكل وسائل التعذيب الوحشي، بما فيها استقدام أبيه عبد القادر بن الجيلالي و تعذيبه أمامه. و بصمود الشيوعيين الأفذاذ جسد عبد اللطيف زروال (الرفيق محمود) خط المنظمة الثوري في مواجهة العدو الطبقي، مدافعا عن خط الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية على طريق الاشتراكية و الشيوعية، و عن ضرورة الصمود، في سيرورة بناء الخط الثوري الماركسي – اللينيني، و من أجل تشييد الحزب الثوري للطبقة العاملة المغربية، و بناء التحالف العمالي ـــ الفلاحي في مسيرة واحدة، كعمود فقري للجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية الثورية من أجل دك حصون النظام الكمبرادوري و قلاعه عبر الحرب الشعبية الطويلة الأمد.

في يوم 14 نونبر 1974، سقط الرفيق محمود شهيدا بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى ابن سينا بالرباط، محمولا إليه من معتقل "درب مولاي الشريف" السيء الذكر، وهو أحد أشهر المعتقلات السرية بالمغرب.

خمسة و أربعون سنة مضت على استشهاد القائد الثوري عبد اللطيف زروال، و رغم كل مساحيق النظام الكمبرادوري حول المصالحة و الإنصاف، و ما سمي كذبا و زورا ب "العدالة الانتقالية"، تلك البضاعة الفاسدة، التي سوقها للنظام حفنة من المرتزقة، اللذين باعوا دماء الشهداء بأرخص الأثمان، بعدما قبضوا الثمن من أيدي الجلاد الملطخة بدماء الشهداء، و إلى اليوم ما زالت جثة الرفيق، لم يظهر لها أثر بإرادة الكمبرادور في أن يطويها النسيان.

خمسة و أربعون سنة من الغياب، خمسة و أربعون سنة من الحضور الدائم في ذاكرة كل المناضلين الثوريين و الشرفاء من أبناء الشعب المغربي، و روح الشهيد محمود ترفرف عاليا فوق ربوع الوطن، وطن المقهورين و المستغلين و المضطهدين و الجائعين و الكادحين.

خمسة و أربعون سنة و التراث الفكري و السياسي الثوري للشهيد، الذي بصم على كل وثائق الخط الثوري للمنظمة بروحه الثورية الأصيلة، لم يندثر، و لا زال نبراسا تهتدي به الأجيال الثورية، فإن غاب الجسد عنا، فإن روحه الثورية لا تغيب عنا لحظة واحدة، فمن يكرم الشهيد يتبع خطاه.

إن حياة الشهيد كانت صافية نقية نقاوة الضوء، يقول ما يفكر فيه و يمارس ما يفكر فيه، في وحدة جدلية بين الفكر و الممارسة، و ما الشهادة إلا تطبيق آخر لتلك الجدلية، التي يتفوق بها الشيوعي على أعدائه الطبقيين متجاوزا إياهم و متساميا في نفس الوقت بالذات الثورية إلى مستوى الخلود.

لقد كان الرفيق محمود (عبد اللطيف زروال) و هو الشاعر الثوري الملهم، كرفيقته سعيدة لمنبهي الشهيدة، قد استبق استشهاده متنبئا بذلك في إحدى قصائده سنة 1972، التي يقول فيها:

"ها أنذا أسقط في الساحة

أحمل وردة حمراء ... تنزف دما

ها أنذا عريان أزحف فوق القتلى

و ألم أطرافي كي أمسك بالراية الممزقة

و أنفخ بدمي في رماد الشرارة المحترقة

ها أنذا أدفع الضريبة ...

فلتباركي موتي يا حبيبة"

المجد و الخلود للشهيد البطل القائد الثوري الماركسي – اللينيني عبد اللطيف زروال.

zeroual.jpg

المجد و الخلود لكل شهداء الحركة الماركسية – اللينينية المغربية.

المجد و الخلود لكل شهداء الشعب المغربي.

المجد و الخلود لكل شهداء الشعوب التواقة إلى الحرية و الديموقراطية و الاشتراكية.

 

نبذة مختصرة عن حياته:

تاريخ الولادة: 15 ماي1951 

الأم : فاطمة بنت محمد البصراوي     الأب: عبد القادر بن الجيلالي 

المكان: مدينة برشيد                        المهنة: أستاذ الفلسفة 

تاريخ الاعتقال: 5 نونبر 1974         السن عند الاعتقال: 23 سنة

تاريخ الاستشهاد: 14 نونبر 1974   السن عند الاستشهاد: 23 سنة 

مكان الاستشهاد: درب مولاي الشريف (معتقل سري بمدينة الدار البيضاء) ( لفظ أنفاسه الأخيرة بمستشفى ابن سينا- الرباط -)

 

بقلم الرفيق فؤاد الهيلالي

- ذكريات مع الشهيد

تعود معرفتي بالشهيد عبد اللطيف زروال إلى سنة 1971، عندما كنت أحضر الندوات التي تنظم في الجامعة في مناسبات مختلفة و بالضبط في إحداها بكلية العلوم، و كان الأمر يتعلق بالقضية الفلسطينية، و كان جل المحاضرين ينتمون إلى القوى الإصلاحية منهم علال الفاسي و محمد الخصاصي و غيرهم.

خلال هذه الندوة دارت إحدى المعارك الفكرية و السياسية حول القضية الفلسطينية بين اليسار الثوري و القوى الإصلاحية التي كانت تحاول خلط الأوراق و تقديم صورة مشوهة عن القضية، بل ذهب محمد لخصاصي إلى حد تشويه ماركس من خلال قراءة مشوهة لكتاب كارل ماركس" حول المسألة اليهودية".

و تصدى اليسار الثوري لتلك الترهات الإصلاحية، " الإسلامية " أو القومجية، بالدفاع عن منظور الثورة العربية والدور الطليعي للثورة الفلسطينية في مواجهة الثالوث الصهيوني الامبريالي الرجعي.

تعرفت في كواليس القاعة على الرفيق زروال الذي كان يخوض نقاشا مع مجموعة من المناضلين، بينما كنا نحن نساهم في التصدي للمناورات التي كان يقوم بها الإصلاحيون والتحريفيون للتشويش على مداخلات الرفاق و تشويه آرائهم.

كانت لقاءاتنا في هاته الفترة تتم بالصدفة بعيدة عن أي إطار تنظيمي. و في نهاية دجنبر71 – بداية يناير72 حضرنا معا الندوة الوطنية الأولى لمنظمة "إلى الأمام"، و كانت أول فرصة للتعارف أكثر خاصة بعدما تم انتخابنا أعضاء في اللجنة الوطنية للمنظمة التي تفرعت عنها كتابة وطنية ضمت من بين صفوفها الرفيق عبد اللطيف زروال. و كانت اجتماعات اللجنة الوطنية بعد ذلك إطارا للنقاش و التعرف على أفكار و آراء الرفاق الآخرين بالإضافة إلى شخصيتهم و أسلوبهم.

إبان هاته الفترة ساهمت النضالات الموحدة بين الحركة الطلابية و الحركة التلاميذية في تعزيز العلاقة النضالية مع الرفيق (المعني بالنضالات الموحدة: المعارك البطولية التي خاضتها الحركة الطلابية و التلاميذية في فبراير – مارس 1972 ).

في إحدى أيام هاته المعارك، و حيث أن الجامعة كانت تعرف صراعا مريرا بين اليسار الثوري و القوى الإصلاحية و التحريفية حول أفق المعارك آنذاك، و عندما كانت كلية الآداب تعقد إحدى أهم تجمعاتها العامة، التحقت الحركة التلاميذية بقيادة اليسار الثوري بكلية الآداب و حاصرتها مرددة الشعارات الثورية (لا إصلاح لا رجعية قيادة ثورية) ثم اقتحمت كلية الآداب. وقعت هناك أزمة بسبب هذا التدخل، حاول الاتحاديون استغلالها لإفشال التجمع و تشبث التلاميذ بموقفهم مالئين القاعة بشعاراتهم و أناشيدهم الثورية، و كان لابد من حل، فبرز الرفيق عبد اللطيف زروال و هو عضو تعاضدية كلية الآداب، و ناقش الطلائع التلاميذية في موقفها مبرزا مدى اتفاقه معها، لكن كان يؤكد على ضرورة عدم إتاحة الفرصة للقوى الإصلاحية لكي تمرر مناوراتها، و بعد أخذ و رد و تدخل من الرفيق تم الاتفاق على أن ينسحب التلاميذ من داخل الكلية مع منحهم الكلمة داخل التجمع للتعبير عن موقفهم بالنسبة للمعركة. و كان لهم ذلك فناشد ممثلو الحركة التلاميذية الطلبة بالتصويت لصالح استمرار المعركة

أدركت خلال هذه التجربة القصيرة تلك القدرة الفائقة للرفيق على الإقناع و حل المشاكل في أعقد الظروف دون أن يفقد برودة دمه.

منذ ذلك الوقت أصبحت اتصالاتنا منتظمة سواء من خلال اجتماعات اللجنة الوطنية أو من خلال الزيارات التي كنت أقوم بها للشقة التي كان يقطنها في حي المحيط بالرباط قرب الكنيسة (قاعة المهدي بن بركة حاليا).

تعرفت خلال هذه الزيارات المتكررة على أوجه مختلفة من شخصيته سواء تعلق الأمر بنظمه للشعر أو تعلقه بالموسيقى و الغناء (كان معجبا كثيرا بأغاني فيروز و بالأخص أغنيتها زهرة المدائن). كما كانت تدور أحاديثنا بالإضافة إلى الجوانب السياسية أو التنظيمية، عن السينما العالمية و العربية. كنت مشاركا في مجموعة من الجرائد والمجلات التي كانت تصدر بهافانا و منها " غرانما" و "تريكونتنونطال"و كانت هذه الأخيرة تقدم ملفات عن السينما الثورية بأمريكا اللاتينية و التي كانت تسمى السينما "الغوارية".ومن هنا كان يدور النقاش حول جدوائيتها بالنسبة للثورة المغربية.

السينما "الغوارية" هي نوع من السينما الثورية ينتجها مناضلون يستعملون الكاميرا بدل البندقية، فيذهبون إلى الأحياء الشعبية و العمالية و الضواحي و يقدمون عرضهم للجماهير بدون أية رخصة ثم ينسحبون ما أن يتم تطويق المنطقة من طرف الأجهزة القمعية.

كانت المجلة تقدم محاولات نظرية لتأسيس سينما ثورية بدل السينما البرجوازية وأيضا ما يسمى بالسينما السياسية. كما كنا كذلك معجبين بفيلمي "الأرض" ليوسف شاهين و"z" لغوسطاس غفراس.

و إذا كانت هذه اللقاءات، قد سمحت لي عن قرب، بمعرفة جوانب من حياة الرفيق، لا تسمح بها لقاءات اللجنة الوطنية، نظرا للالتزام بجداول أعمال محددة في ظروف سرية تامة، حيث كانت أماكن الاجتماعات تتغير من لقاء لآخر خلافا لما أصبح عليه الأمر بداية خريف 72، حيث انتقلت اجتماعات اللجنة الوطنية إلى مدينة الدار البيضاء، التي أصبحت مركز القيادة (كان مقر القيادة يوجد في العنوان التالي : 44 شارع غاندي الدار البيضاء)، فإن الاجتماعات التنظيمية سواء منها اجتماعات اللجنة الوطنية أو الندوات الوطنية أو غيرها، قد سمحت لي برصد الصفات الثورية والخصال الإنسانية لدى الرفيق عبد اللطيف زروال، تلك الصفات التي جعلته يلعب دورا رئيسيا داخل المنظمة و يتألق كأحد قادتها البارزين.

 

عبد اللطيف زروال الإنسان

"إن الثورة إبداع والشيوعي إنسان مبدع يعمل على ابتكار وسائل العمل التي تهدف إلى تحقيق الأهداف المرسومة بأكثر الطرق فائدة وأقلها تكليفا وأقصرها زمنا."
هدوء في قوة، توازن في الشخصية، مرح الطباع، محب للنكتة، تتحول معه مائدة الأكل إلى لحظات استراحة حقيقية، قدرة فائقة على التحليل، وبراعة في التركيب عند الصياغة و التقرير، حسن الاستماع إلى الآخر و دقة الملاحظة، مواعيد صارمة و انضباط ذاتي أضحى تلقائيا، أسلوب ناجع في النقد دون تجريح و استعداد للنقد الذاتي دون جلد للذات، فالشيوعي عنده إنسان مبدع و الثورة إبداع، حس عال بالمسؤولية و قوة داخلية تعبر عن نفسها في لحظات الشدة، فلا ارتباك و لا خوف واستعداد دائم لمواجهة الظروف الصعبة بعزيمة لا تلين، ماركسي – لينيني ثوري منفتح على كل الثورات الحقيقية، معلم ثوري يتعلم باستمرار فلا مكان عنده للاستعلاء، محب للجماهير مستعد دائما لخدمتها و ثوري متفائل أبدا تعكس ذلك ابتسامته الدائمة.

مقتطفات من فكر عبد اللطيف زروال:

عبد اللطيف زروال المنظر:

- تقديم

إن الكشف عن الدور الذي لعبه الشهيد عبد اللطيف زروال كمنظر داخل المنظمة الماركسية- اللينينية المغربية "إلى الأمام"، يصطدم عند محاولة التوثيق له بكون أغلب الوثائق كانت توقع إما باسم الكتابة الوطنية أو اللجنة الوطنية للمنظمة، علما أن أسلوب العمل الجماعي و القيادة الجماعية كان على رأس المبادئ التي كانت المنظمة تحاول العمل بها (انظر في هذا الصدد وثيقة النظام الداخلي للمنظمة) لكن جل الرفاق و خاصة ممن كانوا يشكلون النواة الأساسية للمنظمة يعرفون أسلوب الرفيق في الكتابة و مضمون أفكاره لحد إدراك الحضور القوي لفكره في كل النصوص، و رغم ذلك هناك وثائق عرف عنها أنها صيغت بالكامل من طرفه مثل " قاطرة الجماهيرو قاطرة المساومين" أو بشكل مشترك مثل "تناقضات العدو و الأفق الثوري بالمغرب " (هاته الوثيقة كتبت بشراكة مع أبراهام السرفاتي) و" نحو تهيئ شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية " التي قام بصياغتها.

أما الوثائق الأخرى " عشرة أشهر من كفاح التنظيم: نقد و نقد ذاتي" و "الوضع الراهن و المهام العاجلة للحركة الماركسية- اللينينية " و " من أجل خط ماركسي – لينيني لحزب البرولتاريا المغربي" و ورقة " ما هو الإطار الشيوعي" و " لنحسن استعمال السلاح الخلاق للتنظيم" و " أهمية سلاح النظرية"، كلها وثائق تشع بالروح الثورية الماركسية – اللينينية لدى الرفيق عبد اللطيف زروال.

لقد ساهم الرفيق ابتداء من الندوة الوطنية الأولى في سيرورة نقد خط العفوية الذي ساد خلال السنتين الأوليتين من تأسيس المنظمة، و هكذا عبر نقاشات ثنائية و جماعية استطاع أن يلعب دورا كبيرا في تركيب الأفكار التي ستنقلها وثيقة " عشرة أشهر من كفاح التنظيم..." التي أسست لإعادة بناء المنظمة من جديد تحت شعار:

" من أجل بناء منظمة ثورية، طليعية، صلبة و راسخة جماهيريا" و وضعت الشروط لتحقيق ذلك.

هنا لابد من التذكير بالدور الذي اضطلع به الرفيق في الصراع من أجل انتصار الخط الثوري داخل المنظمة في الفترة الممتدة من الندوة الوطنية الأولى إلى صدور وثيقة "عشرة أشهر .." و ذلك بمعية مجموعة من الرفاق الطلبة و التلاميذ و عدد آخر من الأطر (نعني بالأطر أولئك الرفاق الذين يتوفرون على حد أدنى سياسي و نظري و ليس على أساس دبلوم أو غيره).

لم تنحصر إسهامات الرفيق في الجوانب التنظيمية فقط بل تعدتها إلى المفاهيم الإستراتيجية مثل دوره في النقاش حول الإستراتيجية الثورية، كما تعكسه و وثيقتان أساسيتان و هما : " مسودة حول الإستراتيجية الثورية " و "الوضع الراهن و المهام العاجلة للحركة الماركسية – اللنينية" ( النص الداخلي ) و مساهمته في تطوير المفاهيم التكتيكية للمنظمة كما هو الحال في الوثيقة التي صاغها: "نحو تهيئ شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية"

أما وثيقة " تناقضات العدو و الأفق الثوري بالمغرب" فقد ساهمت في تطوير المفاهيم السياسية الطبقية للمنظمة والتي جاءت تطويرا متقدما لوثيقة "سقطت الأقنعة فلنفتح طريق الثورة " هذا الإسهام الذي ظل مستمرا في الوثائق اللاحقة مثل " الوضع الراهن ..." و " نحو تهيئ شروط قيادة النضال الدفاعي للحركة الجماهيرية".

و يحتل مفهوم الحزب الثوري و بناءه في علاقة جدلية مع نضال الحركة الجماهيرية الثورية موقعا أساسيا في فكر الرفيق، و ستتفرع عن ذلك مفاهيم عديدة منها مفهوم الصمود كعامل حاسم في بناء الحزب تحت نيران العدو. و مفهوم الصمود عند زروال متعدد الأشكال و غني بالمضامين.

و يخترق كل هذه الإسهامات منظور متجدد باستمرار لأساليب العمل الثوري ولمفهوم الإطار الثوري المتعدد المواهب و الاختصاصات و نعني هنا المحترف الثوري بالمعنى اللينيني الشامل.

إن الثورة عند الشهيد زروال إبداع و الشيوعي إنسان مبدع و بهاته الطريقة كان يقوم بقراءة كل الثورات، كان يقول دائما " إن مهمتنا هي الثورة في المغرب لكن دون عزل هذه المهمة عن الثورة العربية و الثورة العالمية.

في مواجهة التحريفية

"إن الأفكار الكبرى للثورة الثقافية البروليتارية العظمى في الصين قد مكنت من إحياء وإغناء النظرية الماركسية-اللينينية التي كانت التحريفية العالمية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي بلد أكتوبر وبلد لينين قد أسدلت عليها ستارا كثيفا من التحريف والتشويه. لقد أعادت الثورة الثقافية رفع الراية المجيدة للأممية البروليتارية و لدكتاتورية البروليتاريا و رفع راية الخط الجماهيري، ونحن الماركسيون-اللينينيون المغاربة لم يكن انفصالنا قطيعة مع التحريفية المحلية فقط بل ومع كل خط التحريفية العالمية، وفي نفس الوقت استيعاب المساهمة العظيمة للثورة الثقافية ولخطها الجماهيري الذي يستند على قدرة الجماهير الخلاقة في صنع الثورة وقيادتها. واستنادا على هذه المساهمة استطاع المناضلون الثوريون في مختلف جهات العالم إدراك خيانات التحريفية وإزالة التشوهات والغموض التي كانت تحجب بها المبادئ العظيمة للماركسية اللينينية."

"إن جدلية فكر لينين ومساهمة الثورة الثقافية الكبرى ونضالات الثورة العالمية تجعلنا نرفع عاليا موضوعة الحزب الثوري كانبثاق لتقدم وتعمق كفاحات الجماهير، وتهيكله كحزب ثوري يستند إلى المركزية الديمقراطية في قيادته لكفاحات الجماهير، وفي مقدمتها الطبقة العاملة طليعة الثورة، بكل ما تحمله هذه الموضوعة من مضامين خلاقة."

 

عبد اللطيف زروال رجل التنظيم

- تقديم:

كان عبد اللطيف زروال رجل تنظيم بامتياز، و لن تجد من يختلف حول هذا الأمر. لقد كانت حقيبته بمثابة مكتب متحرك وأجندة مضبوطة للمواعيد و دقة عالية في احترامها، فلم يسبق له أن تغيب عن اجتماع أو لقاء لحد أنه لما تغيب ذات يوم أدرك الجميع أن الرفيق قد تم اعتقاله و هذا ما حصل يوم الخامس من نونبر1974.

كان لدى الرفيق حسا عاليا بالزمن حيث كان يرى أن على الشيوعي أن ينجز مهامه بأدنى تكلفة و بأقل وقت ممكن ( انظر من أجل خط ماركسي – لينيني). كان الشهيد يجسد روح الانضباط البرولتاري الذي لا يتهاون مع المبادئ و الميوعة و غياب الهمة و الحماس عند المناضل الثوري، و كلمته الدائمة بالدارجة المغربية المصحوبة بابتسامته البريئة "أش هاذ التخاذل أ الرفيق ؟" ثم يلوذ بالصمت تاركا للآخر فرصة مراجعة نفسه بدون إحراجه، لم يكن الرفيق من النوع الجاف و البارد المشاعر، ذلك النوع الذي كثيرا ما نصادفه و الذي غالبا ما يسقط في الحسابات الضيقة على حساب الروح الشيوعية الحارة التي تنقل الدفء و الحب إلى كل الرفاق و المناضلين.

مدرسة زروال التنظيمية باختصار تقوم على احترام المبادئ الشيوعية و الأخلاق الثورية و المشاعر الرفاقية المستندة إلى أسلوب عمل و منهجية تقدر المسؤولية، و تسمو بالعلاقات الرفاقية باعتبارها تجسيدا لمجتمع قادم، مجتمع الإنسان الاشتراكي و الإنسان الشامل للمجتمع الشيوعي.

- مقتطفات من فكره التنظيمي:

"منظمة ثورية تستند على المركزية الديمقراطية في ديناميتها الداخلية، في جدلية القيادة والخلايا وتستمد حيويتها من جدلية المنظمة والجماهير، منظمة مبنية على وحدة الإرادة ووحدة الفكر والممارسة الجماعية، مركزية لبناء وحدة متينة سياسية وإيديولوجية وتنظيمية وتركيز التنظيم كبلورة للقوى الطليعية للجماهير، وديمقراطية تفتح مجال المبادرة والانتقاد داخل التنظيم:

أ‌ ـ منظمة ثورية تستند على الدور الطليعي للبروليتاريا في الخط والممارسة، وتضع مهمة التجدر داخل الطبقة العاملة في مقدمة كل المهام، من أجل بناء الطليعة البروليتارية، وبدون إنجاز هذه المهام "فإن تنظيم المحترفين الثوريين قد يصبح ألعوبة ومغامرة ومجرد شعار بدون مضمون "كما يقول لينين، منظمة ثورية تستعمل نظرية البروليتاريا : الماركسية اللينينية في تحليل الواقع الملموس لبلادنا، وخوض نضال حازم ضد مختلف الإيديولوجيات البرجوازية.

ب ـ منظمة ثورية مهيكلة من المحترفين الثوريين، منظمة الشيوعيين الذين ينظمون ويكرسون حياتهم وعملهم اليومي للثورة، ينبثقون من النضال الجماهيري ويشكلون طليعته، على هذا الأساس يتحدد أعضاؤها وتتحدد مقاييس استقطابهم، منظمة ثورية تندمج بحركة الجماهير و تعمل على بلورة القوى المتقدمة من حركة الجماهير في كل مرحلة.

وسنعيد في هذا التقييم بناء المحاور الرئيسية التي يجب أن تستند عليها الانطلاقة الجديدة لتنظيمنا نحو بناء منظمة ثورية صلبة.

ج - منظمة ثورية تساهم بصفة فعالة في وحدة الماركسيين اللينينيين، مساهمة تنبني على حصيلة نضال المنظمتين الثوريتين ومكتسباتهما داخل الحركة الجماهيرية، من أجل منظمة ماركسية-لينينية موحدة نحو بناء الحزب الثوري.

د ‌- منظمة ذات خط سياسي سديد، ينبع من الاستيعاب الدائم لخصائص الوضع ببلادنا وتطوراته، والقدرة على استعمال المنهج الماركسي-اللينيني في تحديد هذا الخط، خط سياسي يستند على تطوير حركة الجماهير الثورية والسير على رأسها، وفي مقدمتها الفلاحين الفقراء وشبه البروليتاريا ومجموع قوى الشعب الثورية بطليعة البروليتاريا وحزبها الطليعي نحو آفاق الحرب الشعبية، ودمج العنف الثوري بمسيرة حركة الجماهير نحو الحرب الشعبية.

ه ‌- منظمة ثورية يلتزم أفرادها بالانضباط الصارم على كافة المستويات، انضباط الرفاق للخلايا، انضباط الأجهزة الدنيا للأجهزة العليا، وبالممارسة الدائمة للنقد والنقد الذاتي جماعيا وفرديا، داخليا وأمام الجماهير.

و‌- منظمة ثورية ذات قيادة صلبة ومتينة، قادرة على بناء الخط السياسي وضمان تطبيقه في كل مرحلة وتطوير ممارسة التنظيم، وقادرة على ضمان الوحدة السياسية والإيديولوجية والتنظيمية وعلى نهج المركزية الديمقراطية داخل التنظيم."

" إن مهمة بناء الحزب الثوري البروليتاري هي تلك المسيرة التي ينخرط فيها اليسار بنضالات الطبقة العاملة و يعمل على قيادتها. و يعمل فيها على توفير أسس التحالف العمالي – الفلاحي، من خلال دمج الماركسية – اللينينية بواقع بلادنا الملموس، و هي مسيرة نضالية يعمل فيها اليسار على الانخراط في الكفاح الجماهيري بمختلف الأساليب، و فق خطط معينة في كل مرحلة من أجل الوصول إلى التأثير فيه و قيادته. و بهذا الطريق وحده يمكن للأطر البروليتارية أن تتبلور و للحزب الثوري أن ينشأ ".

"إن تصليب تنظيماتنا وتمتينها أمر حاسم في هذه الفترة، من أجل تقوية شروط الدفاع الذاتي لدى الجماهير، كما أكدنا على ذلك في وثيقة "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية-اللينينية"، فما يزال هذا العمل يتطلب المزيد من تكثيف الجهود. ونقصد هنا بالتنظيمات تلك التي تشكل محور الربط العضوي بين المنظمة والتنظيمات الجماهيرية التي نعمل داخلها والحركة الجماهيرية بصفة عامة، وفي مقدمة هذه التنظيمات اللجان الأساسية، ولجان النضال داخل القطاعات، وبدرجة أولى اللجان العمالية، من أجل تكثيف العمل الشاق لغرس جذور منظمتنا داخل الطبقة العاملة وبناء أسسها البروليتارية بدرجة مركزية. اعملوا إذن بمزيد من العزم والحماس على إحكام اللجان الموجودة، اضبطوا اجتماعاتها وبرامجها النضالية، كثفوا العمل الإيديولوجي بدون كلل، اجعلوا من "إلى الأمام" أداة تصليبها وتكوينها، اشحذوا عزيمة مناضليها بالحماس الثوري وارفعوا كفاءاتهم النظرية والعملية، حولوا اتصالاتهم المتفرقة إلى حلقات منتظمة واجعلوا من "إلى الأمام" وسيلة للوصول إلى ذلك." عبد اللطيف زروال

 

عبد اللطيف زروال المناضل الوحدوي

"تشكل مهمة توحيد الماركسيين اللينينيين في منظمة مكافحة واحدة تكون نواة صلبة للحزب الثوري، مهمة مركزية حاسمة في إنجاز مجموع المهام الأخرى، وقد أشرنا في البداية إلى الخطوط العريضة لإنجاز هذه المهمة العظيمة، والحلقة المركزية في إنجازها هي توحيد الخط الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي للحركة الماركسية اللينينية المغربية، بواسطة الصراع الإيديولوجي الإيجابي، على أن يكون هادفا للوحدة، وأن يكون ديمقراطيا ومنظما خاضعا لبرنامج متماسك الحلقات ومنسق الخطى، وأن يرتبط بالممارسة المشتركة الموحدة، ويتبادل التجارب والمؤازرة النضالية ضد العدو المشترك، وأن يتجنب كل مساوئ الحلقية والابتزاز ... إلخ ..."

"إن إثارة القضايا بشكل مجرد فقط، دون ربطها بالواقع الملموس في بلادنا، وبالتجربة المعاشة لكل طرف، لا يسمح بتطور إيجابي للنقاش، إذ يظل النقاش في سماء المفاهيم المجردة، دون أن يستند إلى التجربة المحددة التي تثبت صحة هذا الرأي أو ذاك، ويكمن هنا أسلوب فعال في حسم التناقضات القائمة بين المواقف بالاستناد إلى التجربة المعاشة."

"إن النهج السديد في تحديد الخط الماركسي اللينيني للثورة والإجابة على قضاياها النظرية والعملية يكمن بالدرجة الأولى في التحليل الطبقي السديد، وتلك هي المهمة الأولى الملقاة على عاتق الثوريين، على قاعدة التحليل الملموس للواقع الملموس القائم على دمج الحقيقة العامة للماركسية اللينينية بواقع بلادنا، لهذا فإن أية موضوعة في الخط الذي نقترحه ينبغي أن نستلهم التحليل الطبقي العلمي لبلادنا في طرحنا، هنا تكمن مسألة جوهرية في الإجابة على القضايا المطروحة، من اجل صياغة الخط الماركسي اللينيني للثورة المغربية وتقديم النقاش بصورة مضطردة نحو أهدافه العظيمة."

"نسطر بعض المبادئ التنظيمية لحزب البروليتاريا الثوري والتي ينبغي أن تقوم عليها المنظمة الماركسية اللينينية الموحدة:

ـ التطهير المستمر للمنظمة من كافة العناصر المنحرفة والمتفسخة والمرتدة وتجديد دمائها باستمرار.

ـ التطبيق المتواصل لخطها وانتقاده وإنمائه

ـ تسديد التثقيف النظري والصراع الإيديولوجي الهادف

ـ تعزيز الطابع البروليتاري للمنظمة وبلترة الأطر.

ويتطلب تطبيق هذه المبادئ الشروط التالية :

ـ الانضباط البروليتاري الصارم والموحد على كافة المستويات.

ـ القيادة الجماعية : عبر ضرب كافة أشكال تسلط الفرد والمبادرات الفردية اللامسؤولة، إن هذا المبدأ يجسد مفهوم البروليتاريا العام على صعيد الممارسة التنظيمية.

ـ النقد والنقد الذاتي داخل المنظمة وأمام الجماهير.

ـ المركزية الديمقراطية : القائمة على جدلية الطليعة والجماهير، وتوفير منظمة حديدية وموحدة الإرادة والفكر والممارسة، وتفتح مجال الانتقاد والابتكار، ومتدفقة الحيوية، على أساس وحدة الانضباط على جميع المستويات، وينبغي ممارسة المركزية الديمقراطية مع الجماهير وذلك من خلال جدلية المنظمة والتنظيمات الثورية الشبه الجماهيرية والمنظمات الجماهيرية."

عبد اللطيف زروال و الصمود

"إن الموت لا يخيف المناضل، بل هو واجب نستعد لتأديته كل ما كان ذلك ضروريا، ويستطيع الماركسيون-اللينينيون مقاومة التعذيب، لأنهم يدركون أن تعذيبهم جزء بسيط، وبسيط جدا، من العذابات اليومية التي تعيشها الجماهير، جزء بسيط من آلاف التضحيات التي تقدمها الشعوب في كفاحاتها، في فلسطين، في الفيتنام والكامبودج واللاووس، في ظفار، في أنغولا، في الموزمبيق، في أمريكا اللاتينية، في كل مكان، يستطيعون ذلك لأنهم يحملون معهم الإيمان بانتصار قضية البروليتاريا، لأنهم يحملون معهم وفي عضويتهم الإيمان بالجماهير وقدرتها على هزم الأعداء."

عبد اللطيف زروال الأديب الشاعر

إذا استثنينا قصيدته الشهيرة "عن الحب و الموت" فستظل إنتاجاته الأخرى مفقودة إلى أجل غير مسمى، ذلك أن المخابرات المغربية كانت قد اقتحمت إحدى المنازل السرية للمنظمة بحي إفريقيا بالدار البيضاء، حيث كان يستقر هناك أرشيف المنظمة الذي تم تهريبه من مكان آخر بعد اعتقالات بداية نونبر 1974. و كان ضمن الأرشيف مخطوطات الرفيق و كتاباته الشخصية و كل إنتاجاته، ولم تنج من

قصائده سوى قصيدته المشار إليها أسفله، كما لو أن قدرا خبيثا شاء أن تظل مجهولة كقبره تماما.

عبد اللطيف زروال: القصيدة والنبوءة ـ 1972 ـ

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.