
تحل اليوم الذكرى الثانية و الأربعون لاستشهاد المناضلة الرفيقة الماركسية – اللينينية المغربية سعيدة لمنبهي، التي سقطت في معمعان النضال الثوري من داخل سجون النظام الكومبرادوري المغربي العميل، التي حولتها سعيدة و رفاقها إلى قلعات للنضال الثوري، حيث يستمر المناضل و المناضلة في تحمل مسؤوليتهما تجاه شعبهما، و من أجل أن تنتصر مهام الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية على طريق الاشتراكية و الشيوعية، فلا مجال هنا لتغليب المصالح الشخصية و الخاصة على حساب مصالح شعب بكامله يعاني أشد المعاناة من القمع و الاضطهاد و الاستغلال على يد إحدى أعتى الدكتاتوريات في العالم و إحدى قلاع الرجعية في المنطقة العربية.
تحل الذكرى، و كل الماركسيين – اللينينيين الثوريين، و معهم كل الثوريين و التقدميين، يقفون إجلالا و احتراما لروح الشهيدة الثورية سعيدة لمنبهي، التي جسدت بنضالها و مواقفها أسمى القيم الشيوعية الحمراء.
تحل الذكرى و تختلف الإحياءات من موقع إلى آخر، و تستوقفنا في السنوات الأخيرة بعض الإحياءات، التي تثير الكثير من الاشمئزاز لدى الماركسيين – اللينينيين الثوريين، لا لكون أصحابها لا يتبنون النظرية الثورية فذاك شأنهم، و لا لكوننا نحتكر هذا الإحياء، ذلك لأن سعيدة هي كذلك شهيدة الشعب المغربي، بل لأننا نرفض كل الإحياءات ، التي تعمل على طمس و تشويه الهوية النضالية و الفكرية للشهيدة، التي اختطتها بدمها في وصيتها الشهيرة : "سأموت ماركسية – لينينية"، و سنقف في وجه كل الإحياءات، سواء كانت احتوائية احتفالية تعمل على تقديم الشهيدة قربانا للنظام الكمبرادوري من أجل مصالح مشبوهة، أو كانت إحياءات خطابية فرجوية تلفها "الجملة الثورية" و تعمل على طمس الحقيقة الثورية التي يجسدها استشهاد سعيدة لمنبهي، رمز تحرر الشعب المغربي، و مشعل تحرر المرأة المغربية .
إن منظورنا، نحن الماركسيين – اللينينيين الثوريين، ككل عمل ثوري نضالي، يقف على قاعدة الماركسية – اللينينية الصلبة و الممارسة الثورية، فعندما نستحضر ذكرى و مغزى الاستشهاد، لا يمكننا أن نتجاهل كل محاولات الاحتواء، و تهريب روح سعيدة إلى ضفة أعدائها الطبقيين تحت غطاءات شتى، تهدف إلى اختزال نضالها إلى أدنى المستويات ليقبل بها الجلاد، فأبدا لن نقبل بذلك، و سنرفع راية العقل الثوري في مواجهة العقل البورجوازي الصغير و الشرعية الثورية في مواجهة الشرعية البورجوازية و الإصلاحية، و ندعم الحق في الثورة كحق أسمى يعلو ولا يعلى عليه، و بالنسبة للذين يخفون مواقفهم من الاستشهاد، باعتباره سلوكا لا عقلانيا انتحاريا، دون أن يجرؤوا على الصدح بذلك، نذكرهم بأن النضال من أجل الثورة حتى التضحية الأسمى قيمة ثورية شيوعية، تنتصب في وجه القيم البورجوازية المصلحية و الانتفاعية و الفردانية، و سعيدة لمنبهي الشهيدة الثورية جسدت بنضالها و استشهادها قمة و سمو أولوية القيم الشيوعية على غيرها، نقول لهؤلاء و أولئك، ممن انبطحوا أمام النظام الكمبرادوري و جثموا على ركبهم، إننا نرفض أن نجعل من منطق الانتماء العائلي مدخلا لشرعية لا يكتسبها إلا من وقف على خط النضال و سار عليه، و لنا في ذلك أمثلة لمن لا زال على العهد سائرا و لم يبدل تبديلا، أيها السادة! لكم أخلاقكم و لنا أخلاقنا.
و اليوم، و نحن نستحضر روح شهيدتنا في ذكراها الثانية و الأربعين، تحضر أمامنا الأجواء التي تحل فيها هذه الذكرى، حيث يعيش المغرب احتدادا للصراع الطبقي يؤججه تصاعد الاستغلال و النهب و القمع و الاضطهاد من طرف النظام الكمبرادوري، و تتصدى لذلك حركة الجماهير في كل مكان، التي تنامى وعيها السياسي و إبداعاتها (مظاهرات، وقفات، مسيرات، احتجاجات، و تعبيرات شعرية و غنائية و رياضية مواكبة لهذا الزخم النضالي ... إضافة إلى تطور في الأشكال التنظيمية و الشعارات في سياق انبثاق مثقفين عضويين للجماهير يحركون نضالاتها و يقودونها و يحظون بثقتها و بمصداقية عالية) في معمعان المواجهات الطبقية ضد النظام الكمبرادوري .
تحل الذكرى إذن، و الحاجة إلى فكر و قيم سعيدة لمنبهي تزداد يوما بعد يوم، في ظل غياب شبه تام للقيادة الثورية، فأي فكر هذا الذي استشهدت من أجله الشهيدة؟
لقد سقطت سعيدة شهيدة كماركسية – لينينية تدافع عن خط الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية، و منخرطة في سيرورة النضال من أجل بناء الحزب الماركسي – اللينيني للطبقة العاملة المغربية، و من أجل تحرر المرأة المغربية.
لقد كانت سعيدة مناضلة أممية ثورية، فعن أي خط أممي دافعت سعيدة؟
إن هذا الخط هو الخط العام للحركة الشيوعية العالمية، الذي يعكس بطبيعته القانون العام لتطور العالم، و الذي كان يرى أن النضالات الثورية لدى البروليتاريا و الشعوب في مختلف البلدان سوف تسير عبر مراحل مختلفة، لها خصائصها المميزة ضمن ذلك القانون العام لتطور العالم، و من هنا التزام الأحزاب الشيوعية الثورية بمبدأ ربط الحقيقة العامة للماركسية – اللينينية بالممارسة العملية الملموسة للثورة و البناء الاشتراكي في كل بلد، من هنا كانت القضية الأساسية المطروحة في زمن سعيدة لمنبهي هي قبول أو عدم قبول المبادئ الثورية التي جاءت بها الماركسية – اللينينية، أي قبول حقائقها العامة من عدمه، و كان ذلك يعني الاعتراف بالأهمية العامة لطريق ثورة أكتوبر المجيدة أو رفضه، و هي كذلك قبول حقيقة أن الشعوب التي لا زالت تعيش تحت النظام الامبريالي الرأسمالي، و التي تشكل ثلثي سكان العالم، لا زالت في حاجة إلى القيام بثورة أم لا؟ ، و كذلك قبول حقيقة أن الشعوب التي كانت تسير في طريق الاشتراكية لا تزال في حاجة إلى السير بثورتها إلى النهاية أم لا ؟
و اختصارا، فإن هذه المبادئ الأممية الثورية، اختزلتها مجموعة من الشعارات و هي:
يا عمال العالم اتحدوا، يا عمال العالم و شعوبه المضطهدة و أممه المضطهدة اتحدوا، و عارضوا الاستعمار و رجعيي مختلف البلدان، و ناضلوا في سبيل السلم العالمي و التحرر الوطني و الديموقراطية الشعبية و الاشتراكية، و سيروا بالثورة البروليتارية العالمية خطوة خطوة إلى النصر الكامل، و أقيموا عالما جديدا خاليا من الاستعمار و الرأسمالية و نظام استغلال الإنسان للإنسان.
مما جاء أعلاه، و بالاعتماد على وثائق منظمة "إلى الأمام" الماركسية – اللينينية، فالشهيدة سعيدة لمنبهي كانت في خط الثورة العالمية المناهض للتحريفية العالمية بقيادة الاتحاد السوفياتي آنذاك.
و لمن يريد أن يستوعب روح التضحية عند سعيدة و أخلاقها فلابد له أن يقف على فلسفتها و أخلاقها المستمدة من تلك الفلسفة.
إن فلسفة سعيدة لمنبهي هي المادية الجدلية، التي لم تكن أبدا نظاما لفلسفة تأملية، فالإنتاجات الكبرى الفلسفية لأبرز القادة الماركسيين – اللينينيين، جاءت كضرورات ملموسة لخوض الصراع الإيديولوجي و النظري، ماركس ضد برودون، انجلز ضد دوهرينغ، و لينين ضد التجريبيين النقديين، و ماو تسي تونغ ضد الدوغمائيين و التجر يبيين.
و في كل الأحوال، كانت الفلسفة حزبية، تستهدف القضاء على التعابير المثالية الميتافيزيقية للتيارات السياسية الرجعية داخل الطبقة العاملة و منظماتها و خارجها، و من أجل براكسيس ثوري.
إن الماركسية تكون ثورية أو لا تكون، و الماركسية الثورية هي الماركسية – اللينينية فلا خط ثالث بينها و بين نقيضها، ذلك أن المبدأين الأساسيين للفكر الماركسي، هما "الحق في الثورة"، و "خدمة الجماهير" كواجب أسمى. إن الماركسية في جوهرها حق في الثورة بما يعني أن لنا الحق في أن نثور ضد الرجعية و ضد الوضع القائم، الذي يديمها و يبررها، فالإيديولوجيا السائدة في مجتمع ما هي إيديولوجية الطبقة السائدة في هذا المجتمع، و كذلك هي وضعية الأخلاق في المجتمع، فالماركسية تجمع في نفس الوقت بين الالتزام بالثورة و وجوب العمل على ذلك، فمن واجب الشيوعيين أن يقوموا بالثورة، و حقيقة النظرية الماركسية هو ما تجعله الثورة عقلها و روحها و مرشدها من أجل القضاء على العدو الطبقي، و لذلك ارتبطت النظرية بالممارسة، في الماركسية، أي الذهاب من النظرية، العقل الثوري، إلى الثورة، و من الثورة إلى النظرية. إن ذلك شرط داخلي للنظرية نفسها، لأن الحقيقة الثورية هي سيرورة واقعية، بما يعني أن الحقيقة هي الثورة ضد الرجعيين، و لذلك جعلت الماركسية – اللينينية من مبدأ خدمة الجماهير مبدئا أخلاقيا يعلو على كل شيء، فالماركسية هي علم الثورة لأنها علم الجماهير الثائرة ضد الرجعيين، و هذا العلم يقف على قدمين هما : المادية الجدلية، التي هي جبر الثورة، و المادية التاريخية، التي هي علم التاريخ الثوري، الذي يرى أن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ، و الجماهير هي من يصنع التاريخ عبر نضالاتها الثورية، التي يقودها حزبها الثوري الماركسي – اللينيني المسترشد بالنظرية الثورية الماركسية – اللينينية، في سياق جدلية الحركة الثورية و النظرية الثورية ("لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية")، و في سياق جدلية الجماهير – الطليعة الثورية، عبر التصدي لانحرافين أساسيين :
- البلانكية و النزعة الاستبدالية، حيث الحزب هو كل شيء و فوق الجماهير.
- العفوية و الذيلية للجماهير (الحزب يساوي الجماهير)، أي تذويب الحزب في الجماهير و السقوط في ذيليتها، و هو ما سماه المعلم البروليتاري العظيم لينين ب "لعق دبر الجماهير"، و يعني كذلك ضرورة مواجهة اتجاه "الحركة كل شيء و الهدف لا شيء" السيء الذكر.
في زمن انتشار البضائع و التبضيع و التضبيع بامتياز، زمن العولمة الامبريالية الحديثة، تقدم سعيدة لنا درسا أخلاقيا ثوريا متجددا باستمرار، ففي زماننا تحاصر الأخلاق الثورية، كما يحاصر حاملوها، و انتشر في كل مكان مسوقو الأوهام، و موضة و لازمة الخلاص الفردي، و كل منوعات تضخم الأنا (أنا و بعدي الطوفان) التي تبثها الإيديولوجية البورجوازية و البورجوازية الصغيرة، من إصلاحية و تحريفية و غاندية جديدة و برنشتاينية جديدة ...
إن مثقفي الطريق الوسط هؤلاء اللذين، كما سبق ذكره، أقسموا ألا يلدغوا من الجحر مرتين و ألا يعيدوا الكرة، محولين إحباطاتهم و انهزاميتهم إلى فكر و سياسة يتبعونها، إنهم أسوأ السياسيين، لأنهم يرفعون شعارات تمويهية و تضليلية، و ينظرون إلى الجماهير ككم مهمل في أحسن الأحوال، يمتطونه لأغراضهم و مصالحهم الشخصية و السياسية، فالسياسة عندهم يصنعها "السياسيون"، هذه السياسة التي يقيسونها بمقياس منفعتهم الخاصة، و هي تعني مغازلة السيد الحاكم لتقديم ما يحتاجه من وصفات و نظريات جديدة، فاختلطت خطاباتهم و سلوكهم بالخطاب و السلوك الرسمي، كما يختلط الحابل بالنابل .
إن الخروج من الوحل، الذي سقط فيه العديد من المناضلين، لا يمكن أن يقع خارج الوعي بضرورة ممارسة النقد و النقد الذاتي، و استلهام الأخلاق الثورية الشيوعية.
إن الأخلاق الثورية عند الشهيدة سعيدة لمنبهي لا تمت بصلة لهؤلاء و أولئك من مثل هذه العينات و النماذج، اللذين أصبحوا يمجدون أخلاق الفردانية الليبرالية و "العقلانية" البورجوازية.
إن الأخلاق الثورية لسعيدة، تنطلق من الماركسية – اللينينية، التي تسعى إلى بناء قيم أخلاقية جديدة في سياق الربط بين الممارسة الثورية المبدعة، و التفكير النظري المادي الجدلي، فالمشروع الاشتراكي يقوم على مبدأ تحقيق شعار "الفرد الحر في المجتمع الحر"، و الانتقال بالمجتمع من "ملكوت الضرورة إلى ملكوت الحرية".
إن البروليتاري الواعي بالمصالح العامة لطبقته و لدورها التاريخي، و المثقف الشيوعي الثوري المندمج في السيرورة التاريخية، كلاهما يحتاج إلى قيم البطولة و الحماسة و الحيوية و ضرورة اكتساب المعرفة العلمية و النظرية، و ربط الممارسة النضالية بالنظرية التاريخية الثورية للتغيير، مما يفرض تحمل المسؤولية التاريخية بصدق و التزام مع الذات.
إن القيم الأخلاقية الثورية هي على طرفي نقيض مع أخلاق دعاة الفردانية الليبرالية، اللذين يمجدون الفرد و الحرية الفردية دون أن يدركوا أن هذه الفردانية هي في نفس الوقت تعبير عن سحق فردانية الفرد، فلا خلاص فردي بدون خلاص جماعي.
و مرة أخرى، فالقيم الشيوعية باعتبارها أرقى الأخلاق، هي كذلك على طرفي نقيض جذري مع الفكر الغيبي التواكلي، كل شيء بقدر، الغنى مقدر، الفقر مقدر، الفقر ابتلاء للمؤمن، و الأهم من كل هذا وذاك، يجب انتظار لحظة الدخول إلى الجنة للتعويض عن كل المعاناة، فلابد من الحفاظ على العقائد و الشرائع و خدمة ولي الأمر و طاعته، فمن مات و ليس في عنقه بيعة لولي أمر فقد مات ميتة جاهلية (و أطيعوا أولي الأمر منكم ...) كما تروج لذلك سياسة السلطان و فقه السلطان.
إن الأخلاق الشيوعية الثورية بمعناها الماركسي، تعتمد في منهجها الديالكتيكي على مقولة الواقع باعتباره سيرورة و إمكانا، و إذا كان لينين قد حدد السياسة باعتبارها "فن الممكن" فلا يعني ذلك النزول بها إلى مستوى واقعية سياسية فجة تبرر كل شيء، كما يفعل كل بورجوازي صغير يشتغل في ميدان السياسة.
إن الوصول إلى الممكن في الماركسية – اللينينية هو تألق للإنسان الواعي لشروط حريته، فالضرورة و الحرية مرتبطتان جدليا.
من المشروع الشيوعي الرامي إلى القضاء على المجتمع الطبقي و الاستغلال و الاستيلاب، تنتصب فكرة و غاية تحقيق الإنسان الشامل، هذا الإنسان المتعدد الطاقات و الإمكانيات و المواهب و المعارف، المتحرر من قيود الاستغلال و الملكية الخاصة و الاضطهاد و الاستيلاب، إن الوصول إلى هذا المشروع لن يتأتى إلا على أساس تجاوز ديالكتيكي عبر تحطيم الشروط العامة المكبلة للإنسان، و الارتقاء بالواقع إلى الأعلى. إن هذا التجاوز واجب اجتماعي وفردي لا ينفي السيرورة التاريخية، بل يسير في اتجاهها نحو الإنسان الشامل.
و على هذا الأساس، أفرزت الثورات العالمية نماذج جديدة من الطلائع المناضلة، تتوفر على حيوية طبيعية و متفتحة و قادرة على الربط بين الممارسة الثورية و التفكير النظري المادي و الجدلي، بما يعني ذلك من تجاوز للاستيلاب الإنساني، و وضع حد للتناقضات الداخلية للفرد و الدفاع عن قيم جديدة لا تحركها التنافسية و الربح الأقصى، و لا تقوم على خدمة القيمة التبادلية، بل على توفير القيم الاستعمالية ضمانا لحاجيات المجتمع و ازدهاره (الشيء الذي لا توفره إلا اشتراكية حقيقية) ولا تسقط في الخضوع و الخنوع و الإذلال و الانبطاح أمام السيد المستغل (بكسر الغين) بل تدعوا إلى قيم التحرر و التضامن و التآزر و المودة و الصداقة و العمل و الإبداع، قيم تدعو إلى التحرر الشامل للمرأة و الرجل على حد سواء، فلا تحرر للمجتمع بدون تحرر المرأة و العكس صحيح .
لا أحد يستطيع أن ينكر أن سعيدة لمنبهي كانت مناضلة و رفيقة في المنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام"، و جسدت في مسارها النضالي قيم المناضلة الشيوعية الثورية المقتنعة أشد الاقتناع بمبادئ الماركسية – اللينينية، من بين هذه المبادئ، مبادئ التنظيم الثوري القائم على الانضباط الثوري، و كما جاء في النظام الداخلي لمنظمة "إلى الأمام"، فتلك المبادئ تجسد و تترجم الهوية الطبقية، و خط الحزب الثوري الماركسي – اللينيني و أهدافه بشكل مكثف، و تعرف هذه المبادئ بالمبادئ الخمس و هي:
1 ــــ القيادة الجماعية
2 ــــ المركزية الديموقراطية
3 ــــ النقد و النقد الذاتي
4 ــــ المحاسبة الجماعية و الفردية
5 ــــ الانضباط الثوري
إن المبدأ الأول يعني الوقوف ضد كل أشكال تسلط الفرد مع تأكيد مسؤولية الأفراد و المسؤولية الجماعية للتنظيم و لقيادته على كل المستويات.
و يعني المبدأ الثاني (المركزية الديموقراطية) وجود مبدأ الديموقراطية في التنظيم و العمل، و في تسيير الحزب، و في علاقته بالجماهير، كما يعني وجود المركزية كلحظة جدلية في وحدة تناقضية مع الديموقراطية، و ذلك لتوفير الفعالية و الحزم و الصرامة الثورية.
و يعني المبدأ الثالث كما جاء في النظام الداخلي لمنظمة "إلى الأمام" توفر سلاح لتطور المناضل و التنظيم، و يقول النظام الداخلي في هذا الموضوع:
"إن ممارسة النقد و النقد الذاتي من جميع أعضاء المنظمة، يؤدي إلى صقل العناصر الطليعية و بلترتهم بشكل صارم، و تصفية كافة رواسب الممارسة و الإيديولوجيا البورجوازية و الإقطاعية، و أشكالها المختلفة لدى الأعضاء.
إن ممارسة النقد و النقد الذاتي فرديا و جماعيا، داخليا و أمام الجماهير، سيساهم في بناء الطليعة البروليتارية، و توسيع و تعميق روابطها بالجماهير و تطوير خطها و تنشئة شيوعيين طليعيين يجسدون الإنسان الجديد".
أما المبدأ الرابع فيعني أن المحاسبة جماعية، تشمل التنظيم برمته، قيادته و قواعده، و كذلك فردية، تشمل الأفراد من أجل التمييز بين المسؤولية الجماعية و المسؤولية الفردية تلافيا للانتهازية و الهروب من المسؤولية.
و يقوم المبدأ الخامس على ضرورة وجود الانضباط الثوري لقرارات المنظمة و هياكلها كشرط ضروري لبناء الطليعة البروليتارية و قيادة الثورة، مما يتطلب من المناضل الثوري، توفر شروط الصلابة و الحزم و الحيوية و الانضباط الثوري و الصمود.
تلكم هي أهم المبادئ التي ناضلت تحت رايتها الشهيدة المغربية الماركسية – اللينينية سعيدة لمنبهي داخل المنظمة و في حياتها الخاصة
إنها المبادئ التي تعطي أهمية للنضال و التضحية و الصمود حتى الشهادة، من أجل انتصار الثورة، مما يعني ضرورة الانضباط، في إطار المنظمة الثورية و محاربة كل أشكال خرق الانضباط و التخريب وضرب وحدة التنظيم، و على قاعدة هذه المبادئ مارست سعيدة الدعاية للأفكار الثورية و سط الجماهير و كسب الأنصار و متعاطفين جدد، و احترام مبدأ السرية و صون أسرار المنظمة و الجرأة في توفير اللوجستيك للمنظمة السرية و توفير الحماية للرفاق و ربط قضايا الثورة المغربية بالثورة العربية و الأممية.
تلكم هي الشهيدة سعيدة لمنبهي كما كانت في الحقيقة و الواقع بفكرها و فلسفتها و ممارستها و أخلاقها، و ليست كما يتصورها من يلعقون حذاء النظام و يأكلون من صحنه و يسيرون في حاشيته و يبيضون صفحة النظام الملطخة بدماء الشهداء، لهؤلاء و لأولئك من الحشوية نقول أن سعيدة عصية عن الاحتواء، سعيدة الشموخ، سعيدة النجمة الحمراء، سيظل اسمها منارة و نبراسا لكل الماركسيين – اللينينيين الثوريين.
سعيدة لمنبهي، رفيقتنا، 42 سنة من الغياب، 42 سنة من الحضور الدائم في همومنا و تطلعاتنا نحو مجتمع الديموقراطية الجديدة السائر نحو الاشتراكية و الشيوعية.
سعيدة لا تموت، سعيدة لا تقهر، سعيدة المثال الذي لا يفنى، سعيدة النموذج الذي يحتذى، فكفى ثرثرة و شقشقة لسان، فمن يكرم الشهيد يتبع خطاه.
المجد و الخلود للشهيدة البطلة الرفيقة الثورية الماركسية ــ اللينينية المغربية سعيدة لمنبهي.
المجد و الخلود لكل شهداء الحركة الماركسية ـــ اللينينية المغربية.
المجد و الخلود لكل شهداء الشعب المغربي.
المجد والخلود لكل شهداء الشعوب التواقة إلى الحرية والديموقراطية والاشتراكية.

نبذة مختصرة عن حياة سعيدة لمنبهي
بقلم الرفيق فؤاد الهيلالي

