Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الحلقة الثامنة: منظمة "إلى الأمام": حول الخط الإستراتيجي، الإيديولوجي، السياسي والتنظيمي - محاولة تركيبية

Pin it!

يقدم موقع 30 غشت الحلقة الثامنة من مقالة منظمة "إلى الأمام": حول الخط الإستراتيجي، الإيديولوجي، السياسي والتنظيمي ـــ محاولة تركيبية"، بقلم عسو أمزيانوهي تضم المحاور التالية:

ب ــ مواقف "القيادة الجديدةمن خلال "مهامها العاجلة".

ب ــ ــ المواقف الانتهازية اليمينية والتصفوية في خط "القيادة الجديدة".

ج ــ "القيادة الجديدة": "التجذر وسط الطبقة العاملة والعمل وسط الفلاحين".

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   الحلقة الثامنة   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ب ــ مواقف "القيادة الجديدة" من خلال "مهامها العاجلة":

لقد وضعنا مصطلح مواقف وليس تقييم، لأن ما سيأتي هنا، رغم ادعاء هذه "القيادة الجديدة" بمسألة "التقييم الجزئي" لتجربة المنظمة، وحينا آخر ادعائها بضرورة "التقييم النقدي للتجربة"، فهو لا يختلف عن نفس النهج الهجومي والتخريبي الذي انتهجه على الخصوص، الخط الانتهازي اليميني في تعاطيه مع تجربة المنظمة وخطها، ولم يختلف في مواقفه معه، بفارق يكاد يكون الوحيد مع هذا الخط، هو مسألة الذيلية للقوى السياسية البرجوازية الصغيرة في إطار "الجبهة العريضة"، وبهذا الصدد انتقلت هنا هذه "القيادة الجديدة" في هذه الحالة، إلى سد هذه الثغرة باقتناص موقف الخط العمالوي التصفوي، مع تغليفه بلغة إيديولوجية وسياسية تنهل من الخط الإيديولوجي و السياسي للحملم بشكل عام .

ب ــ 1 ــ المواقف الانتهازية اليمينية والتصفوية في خط "القيادة الجديدة"

سيرا على نهج الخطين الانتهازي اليميني والتصفوي، اعتبرت القيادة الجديدة أن "أحد الأسباب المباشرة الرئيسية لهذا الفشل يكمن في أساليب العمل البرجوازي الصغير التي مارسناها في عملنا وسط الطبقة العاملة والجماهير المنتجة بصفة عامة، وبالإضافة لذلك، وبالارتباط بالخط السياسي الخاطئ للمنظمة في العمل الجماهيري والتنظيمي (التركيز على الشبيبة المدرسية كطليعة تكتيكية) ...". وفي تعرضها لمفهوم "المحترفين الثوريين"، لم تختلف نظرة "القيادة الجديدة" عن نظرة سابقيها الذين نعتوا المنظمة ب "الشبكية والإرهابية"، حيث نجد هنا أن "المنظمة "اختارت ممارسة طابع الشبكية والانعزال عن الجماهير".

أما بالنسبة للحركة الطلابية التي تقول فيها هذه "القيادة" أن هناك أرضية تعود لفبراير 1979، قامت بتقييم أولي لتجربة المنظمة وسط الحركة الطلابية، فنجد أن موقف هذه القيادة في حق المؤتمر 15 لم يختلف هو الآخر عن موقف الخط الإنتهازي اليميني، حيث اعتبرت أنه "تضمن عدة منزلقات (التعامل مع الأحزاب، التعامل مع قضية الصحراء الغربية، طرح مسألة العنف الثوري، طرح مسألة السلطة، طرح بناء الحزب البروليتاري...) يمكن تركيزها إجمالا في الخلط بين العمل السياسي الثوري الذي هو اختصاص التنظيمات الثورية السياسية والعمل النقابي في إطار اوطم كمنظمة جماهيرية ديمقراطية تقدمية مستقلة، وقد أدى هذا الخلط من جهة إلى ضرب مبدأ الجماهيرية والديمقراطية داخل اوطم، ومن جهة أخرى إلى عزلها عن باقي القوى الديمقراطية في البلاد، مما سهل قمعه (المنع في يناير 73، اعتقال جل أعضاء قيادته والعديد من مناضليه) عندما أصبح الظرف موات بالنسبة للحكم.". الواضح هنا أنهم يحملون الحملم المسؤولية في كل الضربات التي تعرضت لها الحركة الطلابية في تلك الفترة، وأنه لولا مواقفها السياسية، لما جاءت تلك الهجمة الشرسة للنظام.

وتضيف "القيادة الجديدة"، أن "التقييم الوارد في الأرضية المذكورة كان ناقصا، حيث أنه لم يتعرض لمسألة استيلاء الحملم بواسطة الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين على الجهاز. ليس الهدف هنا هو القيام بتقييم شامل لهذه المسألة، وإنما لفت الانتباه إلى هذا الاستيلاء الذي تم بأساليب ديمقراطية (خلافا لما يروجه خصوم الحملم) كان خطأ فادحا بالنسبة للحملم التي أصبحت لها مسؤوليات إزاء الحركة الطلابية حرفتها عن مهمتها (يعني الحملم) الأساسية وهي التجذر وسط الجماهير العمالية والفلاحية بالأساس...". وتعلل "القيادة الجديدة" ما اعتبرته "خطأ الاستيلاء على الجهاز"، أي قيادة أوطم، إلى "التوجه الذي سارت عليه الحملم عند نشأتها حيث كانت الحملم ترى أن الحكم في أزمة لن يخرج منها، وأن الإصلاحية قد أفلست نهائيا، وأن الثورة على الأبواب، وأنه يجب بالتالي الدفع بنضالات الشبيبة المدرسية (الطلبة والتلاميذ) إلى مداها الأقصى من أجل التأثير على القطاعات الجماهيرية الأخرى لتصعيد نضالها، فتفجر التناقضات في صفوف الحكم إن لم تعصف به نهائيا". لتخلص إلى أن "هذا الفهم لدور الشبيبة المدرسية الغريب عن الماركسية اللينينية والبرجوازي في الصراع الطبقي قد أدى في الحقيقة إلى تحريف الحملم عن مهمتها الأساسية: العمل على انصهار الماركسية اللينينية بالحركة العمالية من أجل بناء حزب البروليتاريا المغربي...".

ما يسري على الحركة الطلابية في مواقف "القيادة الجديدة"، يسري كذلك على الحركة التلاميذية ودور الحملم فيها، وهكذا تم اعتبار إنشاء النقابة الوطنية للتلاميذ "كنقابة سرية، منزلقا خطيرا ذو خلفية برجوازية في العمق، ورفض الوداديات هو سقوط في "الانتهازية اليسارية".". كما أنه في"ظروف غياب حزب البروليتاريا، يعتبر إنشاء نقابة سرية للتلاميذ مجرد حلم برجوازي صغير".

إن ما تم تقديمه هنا من مواقف صادرة عن "القيادة الجديدة" في حق تجربة المنظمة، والذي لا يختلف عما أصدره الخط الانتهازي اليميني خلال هجومه على خط المنظمة وتاريخها، تم اعتباره "تقييما أوليا وسريعا" تأمل من خلاله هذه "القيادة الجديدة" أن يكون "منطلقا للنقاش من أجل القيام بتقييم معمق للتجربة"

خلاصة "التقييم الأولي للقيادة الجديدة حول فشل التجربة"

ــــ أساليب العمل البرجوازي الصغير وسط الطبقة العاملة

ــــ تنظيم شبكي

ــــ الخلط بين العمل السياسي الثوري والعمل النقابي

ــــ استيلاء الحملم على الجهاز النقابي الطلابي كان خطأ، وحرف الحملم عن مهمتها الأساسية

ــــ هذا الخطأ مصدره هو الخط السياسي الذي اعتمد الشبيبة المدرسية كطليعة تكتيكية

ــــ بناء النقابة الوطنية للتلاميذ في السرية حلم برجوازي صغير وانتهازية يسارية

النتيجة التي توصلت إليها "القيادة الجديدة" هنا، هي أن:

"الخط السياسي للمنظمة في العمل الجماهيري والتنظيمي خاطئ."

يتجسد فشل التجربة إذن، بناء على هذا "التقييم الأولي" "للقيادة الجديدة"، في الخط السياسي الخاطئ الذي اعتمدته المنظمة منذ انطلاقتها، حيث تم اعتبار فئة الشبيبة المثقفة (المدرسية) ممرا للتجذر وسط الطبقة العاملة، وهو بالنسبة لهذه "القيادة الجديدة"، لا يختلف في جوهره عن ما قدمه الخط الانتهازي اليميني، حين دعا إلى تشكيل جبهة عريضة ذيلية لحزب الاتحاد الاشتراكي (أو ما اصطلح عليه ب "جبهة القوى الديمقراطية والثورية") لفك العزلة عن المنظمة وتمكينها من التجذر وسط الطبقة العاملة، ففي كلتا هاتين الحالتين بالنسبة "للقيادة الجديدة"، تم الاستناد إلى البرجوازية الصغيرة للمرور إلى الطبقة العاملة، ولم تستطع المنظمة خلال كل مسيرتها النضالية، التخلص من تشكيلتها البرجوازية الصغيرة التي طبعتها منذ التأسيس.

إن هذه الصورة التي تقدمها هنا "القيادة الجديدة" في مواقفها اتجاه المنظمة وخطها، تشكل صورة لحد أدنى من مواقف وتصور الخط الانتهازي اليميني، إن نزعنا عن هذا الأخير طرح "الجبهة العريضة"، وهو بالمناسبة الطرح الذي انتقدته تلك "القيادة".

بشكل عام، حددت "القيادة الجديدة" جوابها على ما أسمته ب"فشل وأزمة المنظمة" في عنصرين اعتبرتهما " الخلاصة الثمينة الأولى التي يأتي بها التقييم الأولي لتجربة منظمتنا":

1 ــ "أنه لا يوجد طريق آخر للتجذر وسط الجماهير خارج الالتحام بها في المواقع التي تتواجد فيها، أي في مواقع الإنتاج بالخصوص- فطريق الماركسيين-اللينينيين الرئيسي للتجذر في الطبقة العاملة، هو عملهم المباشر في معامل كعمال أو مستخدمين- هناك طرق أخرى مثل العمل معهم في مقر النقابات، أو في الأحياء الشعبية، لكن الطريق الرئيسي يظل هو الطريق الأول".1

2 ــ "التخلص من رحم الشبيبة المثقفة لتصبح القاعدة الاجتماعية للمنظمة مشكلة من العمال والفلاحين بالأساس".

هكذا اعتبرت "القيادة الجديدة" خلاصاتها هنا، "توجها جديدا ومرحلة تأسيسية للمنظمة"، تخدم بالأساس مهمة التجذر وسط الطبقة العاملة، حيث دعت للعمل على نقل أجود عناصرها من طلبة وتلاميذ ومثقفين للعمل المباشر كعمال وكمستخدمين في المعامل والمناجم والضيعات الفلاحية، وهو ما وظفت له مفهوم "الانتحار الطبقي". واعتبرت هنا أن هذا الأسلوب هو الرئيسي للتجذر وسط الطبقة العاملة.

حقيقة وللإشارة فقط، من دون الذهاب بهذه المقالة التركيبية نحو التحليل والنقد، ففكرة الذهاب المباشر إلى الطبقة العاملة، كانت هي الفكرة المركزية التي قدمها الخط العمالوي التصفوي في هجومه على المنظمة وخطها، حيث اعتبره خطا برجوازيا صغيرا، وأن كل الحملم عبارة عن منظمات برجوازية صغيرة منذ نشأتها، مع فارق، أن هذا الخط دعا إلى حل كل المنظمات الماركسية ــ اللينينية و"الانتحار الطبقي الفردي"، في حين دعا خط "القيادة الجديدة"، الذي اقتنص فكرة الهجوم هذه، إلى بناء الحد الأدنى التنظيمي كي ينزع عنها طابع الفوضوية، لكنها بقيت في إطار العفوية والعمالوية والتجريبية، بسبب غياب الخط السياسي والاستراتيجي والتنظيمي، الذي على أساسه ستتم عملية تنظيم "التجذر وسط الطبقة العاملة" ارتباطا بالفئات الطبقية الاجتماعية المشكلة للجبهة الثورية الشعبية (انظر بهذا الخصوص استراتيجية "القواعد الحمراء" للمنظمة في فترة 72 / 74 وبناء، مثلا، اللجان الثورية للعمال والفلاحين والشباب والجنود).

ج ــ "القيادة الجديدة": "التجذر وسط الطبقة العاملة والعمل وسط الفلاحين"

لقد حددت "القيادة الجديدة" هدفها من عملية "الانتقال المباشر نحو الطبقة العاملة في مواقع العمل والإنتاج" في "المساهمة في بناء الحزب البروليتاري"، حيث اعتبرت هذا الأخير "هو الطليعة المناضلة الواعية... والمنظمة للطبقة العاملة"، وبهذا الصدد اعتمدت "القيادة الجديدة" مفهوم "المنظمة البروليتارية" التي، "من دون التحامها بالطلائع المتقدمة للطبقة العاملة سواء من حيث النضال أو من حيث الوعي السياسي، لا يمكن الحديث عن "حزب بروليتاري"، كما أنه "لا يمكن الحديث عن "منظمة بروليتارية" من دون الهيمنة السياسية والإيديولوجية لطلائع الطبقة العاملة داخل المنظمة، وفي التركيب الاجتماعي لقيادتها بالخصوص"2.

ولتحديد هذه "الطليعة البروليتارية"، اعتمدت "القيادة الجديدة"، حسب طرحها، "المفهوم اللينيني للطليعة البروليتارية"، حيث تقول أنها تتكون: "في الشروط الموضوعية التي تفسر كون عمال المناجم والمؤسسات الصناعية الكبرى تشكل الركيزة النضالية للطبقة العاملة المغربية... وأن مكاسب نضال هذه القلعات البروليتارية ترفع مستوى المعرفة الحسية لعمال هذه المؤسسات وتشكل قاعدة مادية لبروز الوعي البروليتاري"، كما أن "انصهار المثقفين الثوريين المتبنين لمواقف البروليتاريا والذين تصلبوا في إطار نضال منظماتهم م . ل مع هؤلاء العمال الطليعيين هو الذي يشكل أرضية بناء الحزب البروليتاري".

ألسنا هنا أمام صورة من "حزب عمالوي" منفصل أولا، على مستوى التنظيم السياسي، عن جماهير الطبقة العاملة نفسها، ومنفصل ثانيا عن الجماهير غير العمالية، وهذا في بلد ومنطقة تسيطر فيها كتلة طبقية اجتماعية مشكلة من طبقة كمبرادورية وطبقة الملاك الكبار، وأغلبية فئاتها الاجتماعية مشكلة من الفلاحين والمزارعين بمختلف أشكالهم ؟3

كما أن "قيادة هذا الحزب العمالوي" هي بالأساس "للفئات العمالية بالمؤسسات الصناعية الكبرى" ول "المثقفين الثوريين الملتحمين في هذه القلعات البروليتارية بطليعة الطبقة العاملة"، كون هؤلاء "المثقفين" لم يعودوا كذلك، أي "مثقفين"، بعد أن عملت "المنظمة"، حين كانوا "مثقفين ثوريين"، على إرسالهم سابقا إلى هذه القلعات لأجل الاغتسال من خطيئة ( أو للتطهر من نجاسة) البرجوازية الصغيرة وثقافتها اللبرالية، ألسنا هنا أمام حد أدنى من الصورة التي نسجها الخط العمالوي التصفوي، حين هجومه على خط المنظمة وتاريخها النضالي .

في مقابل كل هذا الذي قدمته "القيادة الجديدة" هنا، نضع صورة موجزة لتصور المنظمة سابقا، والذي فيه اعتبرت بناء المنظمة الماركسية ــ اللينينية تكون هي نواة حزب البروليتاريا، وأن هذا الاخير هو قائد التحالف العمالي ــ الفلاحي، ومسيرة بناء هذا الحزب والتحالف هي مسيرة واحدة، حيث يشكل هذا التحالف الثوري، الركيزة الأساسية للجبهة الثورية الشعبية (الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية المشكلة من كل الطبقات الوطنية)، وحيث تشكل اللجان الثورية التي فيها تتنظم كل الطبقات الوطنية، قاعدة هذه الجبهة ووسيلة حكمها.

ولتوضيح تصورها لمهمتها الأساسية في "التجذر وسط الطبقة العاملة"، الذي قالت فيه هذه "القيادة الجديدة" ب "ضرورة إعطاء الأولوية في العمل الجماهيري والتنظيمي للعمل وسط الطبقة العاملة... وضرورة إخضاع التوجه السياسي العام للمنظمة لخدمة هذا الهدف..."4، اكتشفت القيادة "ضآلة إمكانياتنا الذاتية (قلة المناضلين المستعدين للعمل وسط الطبقة العاملة)" أمام "ضرورة الالتحام بالطلائع العمالية ..." وأمام "ضرورة التمركز في القطاعات الصناعية الاستراتيجية بالنسبة للاقتصاد الوطني"، وفوق هذا، "ضرورة خلق الشروط اللازمة للعمل وسط الفلاحين"5. في ظل هذه الشروط إذن، ارتأت "القيادة الجديدة": "تركيز قوانا المخصصة للطبقة العاملة بالأساس على القلعات البروليتارية في الدار البيضاء والمحمدية، على قطاع السكك الحديدية، على قطاع المناجم (خريبكة، جرادة) على العمال الزراعيين في المناطق المتميزة باحتداد الصراع الطبقي (سوس ماسة، الغرب، بني ملال، الملوية السفلى ...)".

إن الشيء الجديد هنا حتى هذه اللحظة في تصور "القيادة الجديدة"، هو فكرة "خلق الشروط اللازمة للعمل وسط الفلاحين"، وبهذا الصدد تقول هذه "القيادة" أنه:

"إذا كانت الطبقة العاملة هي الطبقة الوحيدة القادرة على القيادة المظفرة لكافة الطبقات والفئات الوطنية والشعبية، من أجل تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، على طريق الثورة الاشتراكية، فإن الفلاحين وخاصة الفلاحين الفقراء يشكلون القوة الرئيسية للثورة و. د . ش ".

إن ما يمكن تسجيله هنا، هو أنه لأول مرة، بعد كل الذي طرحته "القيادة الجديدة" حول "مسلسل إعادة البناء" الجزئية و"التقييم الجزئي" لتجربة المنظمة، والتجذر وسط الطبقة العاملة، مع التركيز على بعض القطاعات الأساسية، نجد حديثا عن الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وعن الدور القيادي للطبقة العاملة فيها، وعن الدور الرئيسي للفلاحين الفقراء في هذه الثورة، وتضيف "القيادة الجديدة" أن : "أي استراتيجية للثورة المغربية تغفل الفلاحين أو تهمش، أو لا تولي الأهمية القصوى لدور الفلاحين في الث. و. د. ش، لا تؤدي إلى انتصارها وإلى فتح الطريق للبناء الاشتراكي، فلا ثورة بدون تحالف شعبي في إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية، ولا تحالف شعبي بدون التحالف العمالي الفلاحي الذي يشكل العمود الفقري، ولا تحالف عمالي فلاحي بدون تجذر حزب الطبقة العاملة وسط الفلاحين وتأطيره لكفاح الفلاحين من أجل الثودش بصفة عامة، والثورة الزراعية بصفة خاصة، وإذا كان الفلاحون يشكلون حليفا موضوعيا ومخلصا للطبقة العاملة في الكفاح من أجل الثورة، فإن الفلاحين الفقراء يشكلون حليفا استراتيجيا للطبقة العاملة في كفاحها من أجل البناء الاشتراكي".

مرة أخرى، ولأول مرة، يأتي الحديث عن "استراتيجية الثورة المغربية"، مع أنه لم تحدد هذه "القيادة" أية استراتيجية وأي خط سياسي وتنظيمي لمسلسلها في "إعادة البناء". كل ما هناك، ليس إلا استعادة لطرح سابق للمنظمة (انظر المرحلة الاولى لهذه المقالة التركيبية)، ومع ذلك نسجل ما يلي وفق ما خطته هذه "القيادة"6:

- الثورة المغربية هي ثورة وطنية ديمقراطية شعبية على طريق الثورة الاشتراكية

- للطبقة العاملة دور قيادي في الث.الو.الد.الش، على طريق الثورة الاشتراكية (لا حديث هنا عن حزب البروليتاريا كقائد سياسي وإيديولوجي وتنظيمي، بل الطبقة العاملة بشكل عام).

الفلاحون (بشكل عام) هم حليف موضوعي ومخلص للطبقة العاملة.

الفلاحون الفقراء هم القوة الرئيسية في الثورة الو.الد.الشعبية (لا حديث هنا عن تنظيم الفلاحين، بل يجري الحديث عن الفلاحين الفقراء هكذا، أي جماهير فلاحية فقيرة غير منظمة).

الفلاحون الفقراء هم حليف استراتيجي للطبقة العاملة (أي ليس فقط حليفا خلال مرحلة الث.الو.الد.الش.، بل حليفا حتى البناء الاشتراكي) .

كما أن:

الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية لن تكون بدون تحالف شعبي في إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية.

لا تحالف شعبي بدون التحالف العمالي الفلاحي (العمود الفقري للتحالف الشعبي، أي للجبهة الو.الد.الش.).

لا تحالف عمالي فلاحي بدون تجذر حزب الطبقة العاملة وسط الفلاحين (وتأطيره لكفاح الفلاحين من أجل الثورة...).

بخلاف ما قدمته المنظمة سابقا حول بناء حزب البروليتاريا وبناء التحالف العمالي الفلاحي، حيث اعتبرت بهذا الصدد أن مسيرة بنائهما هي واحدة، نجد هنا أن "القيادة الجديدة" رهنت بناء التحالف العمالي الفلاحي، بتجذر حزب الطبقة العاملة وسط الفلاحين، وهو ما يسمح بالقول أن بناء الحزب هو سابق على بناء التحالف، وهذا الأخير هو مشروط بتجذر الحزب وسط الفلاحين، كما أن هذا "التحالف الشعبي" الذي تقدمه "القيادة الجديدة" هنا، نجد فيه شكلا تنظيميا واحدا هو حزب الطبقة العاملة، في حين يظهر، وكأن باقي أطراف هذا "التحالف الشعبي" هي "جماهير غفيرة" غير منظمة، يتقدمهم الفلاحون الفقراء وراء هذا الحزب، وهذا عكس ما قدمته المنظمة سابقا حول الجبهة الثورية الشعبية والتنظيمات واللجان الثورية التي تشكلها (أنظر المرحلة الأولى من هذه المقالة التركيبية). كما أنه لا حديث هنا، عن إمكانية وجود أطراف طبقية أخرى مشكلة لهذا "التحالف الشعبي" من غير الطبقة العاملة والفلاحين، ونقصد هنا الفئات الطبقية الوطنية الأخرى!

في تأكيد منها لدور الفلاحين، تقول هذه "القيادة" : "إذا كنا في عملنا القطاعي نركز في هذه الفترة على الطبقة العاملة، فإننا لا نغفل الضرورة القصوى للعمل وسط الفلاحين"، وأن طريق "القيادة" إلى ذلك، هو أولا، "التجذر وسط العمال الزراعيين" (عمال الضيعات الكبرى المتواجدة في المناطق المتميزة باحتداد الصراع الطبقي)، مما "سيفتح الطريق إلى العمل المباشر في صفوف جماهير الفلاحين"، وثانيا، إطلاق "في أقرب الآجال عمل مباشر وسط الفلاحين لخلق تجارب يقع عليها الارتكاز لاحقا" حيث ستعمل "القيادة" على "نقل قواها الرئيسية وسط الفلاحين"7.

وعن هذا "التجذر وسط العمال الزراعيين"، تحدده "القيادة" في "إنشاء نقابات العمال الزراعيين... من أجل الدفاع عن حقوق العمال المادية والمعنوية"، وذلك عن طريق "خلق أنوية نقابية سرية أو شبه سرية"، يكون هدفها هو "النضال النقابي العلني والمكشوف وفي إطار المركزيتين النقابيتين ك.د.ش. و إ.م.ش. "8

وبخصوص العمل الجماهيري وسط الفلاحين، أي ما اصطلحت عليه "القيادة الجديدة" بخلق تجارب يقع عليها الارتكاز لاحقا، فتقول هذه "القيادة" أنه "يجب تركيزه على الدفاع عن المصالح المباشرة للفلاحين".

ولتعزيز منظورها المنفصل هنا عن أية استراتيجية، ثورية كانت أم إصلاحية حتى، وجهت "القيادة الجديدة"، من جديد، سمومها نحو منظور المنظمة سابقا لمسألة الفلاحين، حيث تقول : “وتجدر الإشارة هنا إلى التقييم الخاطئ الذي ساد لمدة طويلة داخل المنظمة التي لم تكن تتصور سوى شكل واحد لنضال الفلاحين أي الكفاح المسلح من أجل الأرض ("كفاح الفلاح لا يكون إلا بالسلاح") وإذا كان مشكل الأرض هو المشكل الجوهري بالنسبة للفلاحين الفقراء منهم بالخصوص، وأن هذا المشكل لن يحل فعلا إلا عن طريق العنف الثوري للفلاحين وحرب التحرير الشعبية، فإن هذا لا ينفي وجود مشاكل مباشرة يعاني منها الفلاحون وتستوجب النضال من أجل حلها : فالفلاحون يعانون من تسلط الأجهزة الاقتصادية للدولة...إضافة إلى ما يعانيه الفلاحون من قهر على يد السلطات المحلية، .... وإذا كان من السابق لأوانه في الفترة الراهنة تشكيل الاتحادات الفلاحية تؤطر النضال الشمولي للفلاحين، بما فيه النضال الثوري من أجل الأرض، فإنه من الممكن القيام بعمل جماهيري محدود في عمليات ملموسة تهدف إلى انتزاع مكاسب محددة..."

ما نستخلصه هنا، هو أن "القيادة الجديدة"، بخصوص العمل وسط الفلاحين، سواء عن طريق "التجذر وسط العمال الزراعيين في الضيعات الكبرى"، أو عن طريق "عمل مباشر وسطها"، حددت الأفق النضالي لهذا العمل، والذي لن يتجاوز هدف انتزاع مكاسب محددة، ومن جهة أخرى، فإن أي حديث عن اتحادات الفلاحين (وهذه أول مرة يسمع فيها الحديث عن شكل تنظيمي للفلاحين)، وعن النضال من اجل انتزاع الأرض فهو مؤجل، وسابق لأوانه، وهو هنا بالإضافة إلى أنه سابق لأوانه، منفصل كليا، ولا رابط له بما حددته هذه "القيادة" من نضال لأجل انتزاع تلك المكاسب.

أما بخصوص الشبيبة المدرسية التي كالت لها هذه القيادة، سيرا على نهج الخط الانتهازي اليميني، كل الكوارث التي تعرضت لها الحملم، ومعتبرة ذلك تقييما أوليا وسريعا حول تجربتها، وآملة أن يكون منطلقا للنقاش، فتقول فيها هذه القيادة، حين أرادت أن تطرح منظورها للعمل وسط الحركة التلاميذية، "إننا نجهل الوضعية الحالية داخل الثانويات كما نجهل مختلف تجارب الوداديات منذ 72"9، فإن كان الجهل بالتجربة هو واقع، فعلى أي أساس تم التقييم الأولي والسريع لتجربة المنظمة في الحركة التلاميذية؟ علما أن منظمة "إلى الأمام" لما بعد 72، عرفت نقدا وتعميقا لخطها السياسي والتنظيمي والاستراتيجي (انظر المرحلة الأولى).

الملاحظ إذن، أنه بعد مسلسل الانفجار السياسي والتنظيمي للمنظمة، وانفراد "القيادة الجديدة" بما تبقى من التنظيم، أن هناك تحول نوعي من خط سياسي وتنظيمي واستراتيجي محدد، الذي على أساسه حددت المنظمة سابقا مهامها المركزية، والانتقال إلى بناء تصور (وليس بعد خطا) يستند هذه المرة، وعكس ما قامت به المنظمة سابقا، على ما أسمته هذه "القيادة" بالمهام العاجلة والتي على أرضها سيتم إطلاق "مسلسل إعادة البناء".

تبقى الإشارة هنا، أن "القيادة الجديدة" جعلت من الدعاية نقطة ارتكازها في عملية التجذر وسط الطبقة العاملة "يهدف إلى مساعدتها على بلورة وعي شيوعي"، على حساب التحريض، وتجنب هذا الأخير " سواء بواسطة الخطب أو المناشير، وذلك لتلافي اعتقال المناضلين وحتى لا تسهل حملة جهاز القمع في ضربهم "، وهو ما يعني تبني الحد الأدنى من العمل السياسي وبسط الطريق إلى الانزواء في البناء الداخلي.

خلاصة 1 : تشكل تصور القيادة الجديدة لمسألة "التقييم وإعادة البناء":

يظهر مما سبق، أن تصور "القيادة الجديدة" جاء في تشكله، خليطا لثلاث توجهات، ففي الوقت الذي طرح فيه الخط الثوري مسألة "التقييم الشامل"، نجد "القيادة الجديدة" تتبنى حد أدنى من التقييم: "التقييم الجزئي"، وفي الوقت الذي شن فيه الخط الانتهازي اليميني هجومه ضد خط المنظمة، نجد "القيادة الجديدة" تتبنى حد أدنى من أفكار هذا الخط ، أي ما عدا حلقة "الجبهة العريضة" وراء الاتحاد الاشتراكي، وملئها بحلقة الذهاب إلى الطبقة العاملة، وفي الوقت الذي طرح فيه الخط العمالوي التصفوي حل جميع المنظمات الماركسية اللينينية والذهاب فرادى إلى الطبقة العاملة، نجد "القيادة الجديدة" تتبنى الحد الأدنى من الفكرة، ما عدا الحل والذهاب الفردي، الذي ملأته بحلقة الحد الأدنى من التنظيم10.

خلاصة 2: المحاور العامة لتصور "القيادة الجديدة":

مسلسل بناء التنظيم:

بناء حد أدنى تنظيمي مع التقييم الجزئي في كل مرة تطرح عملية بناء جزئية.

الحلقة الأولى من مسلسل بناء التنظيم هي هنا: القيادة التي نصبت نفسها بالإضافة إلى الفروع (ضرورة توحيدها).

النشاط في الساحة النضالية:

أولوية التجذر وسط الطبقة العاملة (القطاعات الأساسية) عن طريق الانتقال (الإرسال) المباشر للمناضلين (المستعدين) إلى القلعات البروليتارية.

مسلسل بناء الخط السياسي

التقييم السياسي الجزئي في كل مرة تطرح عملية بناء سياسي جزئي.

الحلقة الأولى من هذا المسلسل، هي التقييم الأولي لهذه "القيادة" والذي خلص إلى أن خط المنظمة السياسي هو خاطئ، إلى الطبيعة الشبكية للتنظيم، وانحصاره وسط البرجوازية الصغيرة (الشبيبة المدرسية تحديدا).

الهدف

هو بناء حزب البروليتاريا وبناء منظمة بروليتارية، من دون تحديد العلاقة بينهما، ولا الكيفية التي ستتم بها عملية البنائين، اللهم، إرسال المناضلين للقلعات البروليتارية من جهة، ومن جهة ثانية، دمج الطلائع البروليتارية داخل، وفي قيادة المنظمة، كل هذا في غياب خط سياسي وتنظيمي واستراتيجيي.

تجذر حزب الطبقة العاملة (بعد بنائه) وسط الفلاحين

من أجل المرور إلى التحالف العمالي الفلاحي (وكأن هذا التحالف سينبني من ذاته) تم اعتبار الفلاحين بكل فئاتهم الاجتماعية هم حليف موضوعي مخلص للطبقة العاملة.

الفلاحون الفقراء هم حليف استراتيجي للطبقة العاملة.

التجذر وسط العمال الزراعيين :

بناء أنوية نقابية سرية أو شبه سرية بأفق العمل النقابي العلني والمكشوف، في إطار نقابتي ك.د.ش. و إ.م.ش، من أجل الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال الزراعيين، (خط نضال إصلاحي (جزئي) من دون أي ربط جدلي بخط ثوري، لغياب هذا الأخير إن سياسيا أو تنظيميا أو استراتيجيا).

العمل وسط جماهير الفلاحين:

عمل محدود في عمليات ملموسة من أجل انتزاع مكاسب محددة، والحديث عن القضية الجوهرية للفلاحين وعن اتحاداتها هو سابق لأوانه، (نضال جزئي ــ إصلاحي، نظرا لغياب أي طرح استراتيجي بخصوص العمل في صفوف الفلاحين وربطه بالعمل وسط الطبقة العاملة).

التحالف الشعبي:

في إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية، عمودها الفقري هو التحالف العمالي الفلاحي (لا توجد أشكال تنظيمية فلاحية في هذا التحالف، ما عدا وجود حزب "عمالي" وجماهير فلاحية، كما أن الحزب يبدو كأنه حزب للعمال وفقط).

الفلاحون الفقراء حليف استراتيجي (البناء الاشتراكي) وهم القوة الرئيسية في الثورة الو.الد.الش.

الثورة الوطنية الدمقراطية الشعبية بقيادة الطبقة العاملة على طريق الثورة الاشتراكية.

 

الهوامش:

1 ــ وجب أن لا يفوتنا هنا التذكير بما قالته هذه "القيادة الجديدة" سابقا حول "التجذر وسط الطبقة العاملة" وضرورة ربطه ب"التقييم النقدي لهذه التجربة… من أجل استخراج دروس ثمينة...” و"...لتجنب السقوط في نفس الفشل...”، وليس كما قامت به هي نفسها التي قالت بذلك، بناء على "تقييم أولي وسريع… يكون منطلقا للنقاش من أجل القيام بتقييم معمق للتجربة"، والذي على أساسه (التقييم الأولي والسريع)انطلق قطار "المسلسل" من دون بناء سكته ولا معرفة اتجاهه.

2 ــ الملاحظ هنا، هو تماهي "المنظمة البروليتارية" مع "حزب البروليتاريا"، ونلخص هذه الفكرة كالتالي:

ــ التحام المنظمة بطلائع الطبقة العاملة يمكن من الحديث عن حزب البروليتاريا.

ــ هيمنة الطلائع داخل المنظمة وفي قيادتها يمكن من الحديث عن منظمة بروليتارية، وكأننا نقف، ضدا على الديالكتيك المادي وقوانينه العلمية، في مكانين وفي نفس الوقت، أي اننا نستحم مرتين في نفس ماء النهر.

3 ــ من جهة أخرى، فطرح "القيادة الجديدة" هنا، يمنح انطباعا قويا، بأن أصحاب هذه النظرة، يرون "الطبقة العاملة المغربية" من زاوية النظر التي ترى هذه الطبقة كطبقة المصانع الكبرى في بلدان الانظمة الرأسمالية، وعلى الخصوص حين لم يهيمن بعد في هذه البلدان الرأسمال المالي، وليست طبقة عاملة في بلد يهيمن فيه رأسمال كمبرادوري تبعي ومندمج بالرأسمال الإمبريالي.

4 ــ لا نعلم ما هو هذا التوجه السياسي العام للمنظمة، إن كانت هذه القيادة نفسها تقول من جهة بخطإ الخط السياسي الذي اعتمدته المنظمة، ومن جهة ثانية، بأولية إعادة البناء التنظيمي على البناء السياسي؟ فمن أين ستأتي هذه القيادة بالتوجه السياسي العام؟؟ وهل يعني هذا العودة إلى الوراء، إلى فترة التأسيس؟ يعني تبني مواقف سياسية عامة تحكم فيها خط "العفوية"، والقفز على كل التجربة السياسية والتنظيمية لما بعد نقد ذاك الخط "العفوي".

5 ــ بالمنطق البسيط، ولتجنب هذا الاصطدام بين ما خطته من مشروع وبين واقع حاضرها الملموس، كان على هذه "القيادة" القيام بتقييم التجربة والوقوف على حاضر المنظمة، بل ولا انطلق مشروعها من واقعها الملموس ذاك، بناء على تقييم شامل لتجربتها، لإعادة بناء المنظمة وتطوير مشروعها.

6 ــ من المرجح هنا أن تكون هذه الفقرات حول الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ودور الطبقة العاملة والفلاحين فيها، هي من لمسات السرفاتي الذي التحق ب"الثنائي القيادي” القديم/الجديد الذي هيمنت أفكاره في إطلاق هذ ا المسلسل.

7 ــ الفقرة كاملة: "إذا كنا في عملنا القطاعي نركز في هذه الفترة على الطبقة العاملة فإننا لا نغفل الضرورة القصوى للعمل وسط الفلاحين، ولهذا أولينا فيما ورد أعلاه، وفي إطار تركيز مجهوداتنا على الطبقة العاملة أهمية كبيرة للقطاعات التي تفتح إمكانيات مباشرة للعمل مع جماهير الفلاحين: العمال الزراعيون، المناجم، العمال المهاجرون. إن عملنا الأساسي في البادية يجب أن ينصب في الفترة الراهنة على التجذر وسط العمال الزراعيين الذين يعملون في الضيعات الكبرى في المناطق المتميزة باحتداد الصراع الطبقي (مناطق الصدام) وأساسا في مناطق سوس ماسة – الغرب- تادلة- الملوية السفلى، وأن هذا التجذر سيفتح لنا الطريق للعمل المباشر في صفوف جماهير الفلاحين. لكن علينا وفي أقرب الآجال بعمل مباشر وسط الفلاحين وذلك لخلق تجارب نموذجية يقع الارتكاز عليها فيما بعد عندما يتم نقل قوانا الرئيسية وسط الفلاحين."

8 ــ للمزيد من توضيح هذه الفكرة، وهو ما نستغرب له فعلا هنا، هو أن هذه "القيادة" طرحت فكرة المرور للعمل وسط جماهير الفلاحين عن طريق "التجذر وسط العمال الزراعيين"، وأوقفت طريقها عند "النضال العلني والمكشوف وفي إطار النقابتين" من "أجل الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال الزراعيين"، فأين هي جماهير الفلاحين؟ ثانيا، إن المرور إلى "النضال العلني والمكشوف في إطار النقابتين" عليه ان ينطلق من إنشاء أنوية نقابية سرية أو شبه سرية؟، وهذ كله في أواخر سنة 1979، في حين نفس هذه القيادة، وفي نفس الوثيقة، اعتبرت إنشاء النقابة الوطنية للتلاميذ في السرية، في سنوات أكثر جمرا وفاشية مما هي عليه سنة 1979، ونقصد سنوات 1972 / 1973 / 1974، اعتبرتها "انتهازية يسارية" و"حلما برجوازيا صغيرا"، مع أن هذا الأمر، ومن الزاوية التي منها تنظر "القيادة الجديدة"، هو يتعلق ب "العمل النقابي" وفي إطار نقابتين قانونيتين، أما النقابة الوطنية للتلاميذ فكانت إلى جانب النقابة الطلابية تعيش الحظر والاختطافات والاعتقالات... ففي ظل الحظر والهجوم الفاشي للنظام يعتبر إنشاء أنوية سرية "حلما برجوازيا صغيرا" و "انتهازية يسارية"، أما في ظل العمل النقابي القانوني، يعتبر إنشاء انوية سرية أو شبه سرية أمرا مجازا ومرغوبا فيه، وللمهزلة هنا، بهدف الانتقال بعد ذلك إلى النضال النقابي العلني والمكشوف. هل هناك لخبطة أكثر من هذه؟ وهل يمكن القول، بتعبير "القيادة الجديدة"، أنه في ظروف غياب حزب البروليتاريا، نضيف هنا، وفي ظروف وجود نقابتين قانونيتين، ألا يعتبر إنشاء أنوية نقابية سرية بهدف العمل النقابي العلني والمكشوف، مجرد هلوسة برجوازي صغير؟

9 ــ نعتقد أن جهلهم هنا، لا يسري فقط على التجربة التلاميذية، بل وعلى تجربة المنظمة ككل، وذلك منذ 72، أي تاريخ وجود "الثنائي القيادي" في السجن، بعيدا عن المنظمة وتجربتها الكفاحية قبل الاجتثاث الكلي لتنظيمها المركزي.

10 ــ نعتقد أن وثيقة "المهام العاجلة" ل "القيادة الجديدة"، والتي صدرت أواخر سنة 1979، كانت في العمق مناورة سياسية، على نهج المناورة السياسية التي سبقتها في تجميع ما لا يجمع بعد بيان التجميد بهدف جر قواعد التيارات الثلاث، الخط الثوري، الخط الانتهازي اليميني والخط العمالوي التصفوي ودفعهم إلى الاعتقاد بأرضية يجد فيها الكل طروحاته وتصوراته.

 

ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

يتبع بالحلقة التاسعة، وهي تضم المحاور التالية:

5 ــ "القيادة الجديدة": "التحليل الطبقي وطبيعة الثورة".

1 ــ الأعداء الطبقيون.

2 ــ "الطبقات الوطنية والشعبية".

3 ــ "القيادة الجديدة" و"طبيعة الثورة".

أ ــــ حول التناقض الأساسي.

ب ــ حول البرجوازية الوطنية وموقعها في الصراع / التناقضات.

ج ــ في جوهر "البرجوازية الوطنية" الذي تقدمه لنا "القيادة الجديدة".

 

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.