Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

ما يجب أن يعرفه كل ثوري عن القمع" ــ فيكتور سيرج ــ الفصل الأول ــ الحلقة الثالثة ــ"

Pin it!

استمرارا في نشره لترجمة الفصل الأول من كتاب "ما يجب أن يعرفه كل ثوري عن القمع"، لكاتبه "فيكتور سيرج"، يقدم موقع 30 غشت الحلقة الثالثة من هذا الفصل، وهي تتضمن الجزء التاسع، العاشر، الحادي عشر والاثنا عشر.

الحلقة الثالثة

الفصل الأول: الجزء التاسع، العاشر، الحادي عشر والاثنا عشر.

IX ــــــ عقلية الاستفزازي، الاستفزاز والحزب الشيوعي

هنا يطرح أمامنا المشكل البسيكولوجي للمستفز، بسيكولوجية مرضية بالتأكيد، ولكن هذا لا ينبغي أن يفاجئنا أكثر من اللازم، لقد رأينا في تعليمات الأوخرانا نوع الشخصيات التي "تخدمها" (تهيئها) الشرطة وبأية وسائل، فسيروفا التي تعتبر ضعيفة الشخصية تعيش في ضيق، تناضل بشجاعة، وفجأة، بعد نزعها من وسطها وجدت نفسها ضائعة، تنتظرها الأشغال الشاقة، وربما حبل المشنقة، لذا عليها قول كلمة، كلمة فقط، حول هذا الذي فعل لها بالضبط بعض الشر ... إنها تتعثر، وتكفي لحظة جبن، وهناك الكثير من الجبن في أعماق الكائن البشري. إن الفظيع في الأمر من الآن فصاعدا، أنها لا يمكنها أن تتمالك نفسها، ومن الآن فصاعدا نشدها إلينا، فإذا رفضت أن تستمر، فسيتم إلقاء أول وشاية في وجهها على مرأى ومسمع من المحكمة. بعد فترة زمنية معينة، أصبحت معتادة على المزايا المادية لهذا الموقف البغيض لأنها تشعر بالأمان التام في نشاطها السري ...

لا يوجد فقط هؤلاء العملاء الاستفزازيون بسبب الجبن، فهناك أخطر من ذلك بكثير، الهواة المغامرون (دليتانتي)، الذين لا يؤمنون بأي شيء، يستهزؤون بالمثل الأعلى الذي خدموه في السابق، يعشقون المخاطر ولديهم حب المؤامرة والتآمر، في لعبة معقدة حيث يخدعون الجميع. يمكن أن يكون لهؤلاء الأشخاص موهبة، ويلعبون دورا غير قابل للتشفير تقريبا. هكذا كان يظهر جيدا مالينوفسكي، فالأدبيات الروسية لتلك المرحلة، التي تلت هزيمة 1905، تقدم لنا عدة حالات بسيكولوجية لمنعطف مشابه. إن الثوري الذي يعمل في وضعية اللاشرعية – وخاصة الإرهابي – يكتسب شخصية صلبة وإرادة وحبا رهيبا للمخاطر.

إذا كان بهذا، يحصل له بعد ذلك تطور ذهني شائع إلى حد أن يفقد، تحت تأثير التجارب الشخصية الصغيرة – إخفاقات أو خيبات أمل، أو انحرافات فكرية - أو هزيمة مؤقتة لحركة مثاليته، كيف سيصبح بعد ذلك؟

 إذا كان قويا حقا فسينجو من الوهن العصبي، ومن الانتحار. لكن بعض المرات سيكون مهيئا لكي يصبح مغامرا بدون إيمان، حيث، بالنسبة له، كل الوسائل جيدة للوصول إلى أهدافه الشخصية، وستكون مهنة الاستفزازي، الوسيلة التي سيحاولون بالتأكيد اقتراحها عليه.

إن جميع الحركات الجماهيرية التي تضم الآلاف والآلاف من الناس، تضم هذه الحثالات، فلا عجب في ذلك. إن هذه الطفيليات ليس لها تأثير يذكر على قوة البروليتاريا وصحتها الأخلاقية. نحن نعتقد أنه كلما أصبحت الحركة الثورية بروليتارية، بمعنى، و بشكل واضح، شيوعية و بقوة، سيصبح العملاء الاستفزازيون وسطها أقل خطورة. إنه لمن المفترض أن يستمر العملاء المستفزون طالما استمر الصراع بين الطبقات، لكنهم يبقون عناصر فردية، يتواجدون حيث تكون هناك عادة العمل والفكر الجماعي، والانضباط الدقيق، والعمل المدروس للجماهير، الذي تلهمه نظرية علمية حول الوضع الاجتماعي حائلا دون تحقيقهم لإنجازات كبرى.

ليس هناك ما يناقض بالفعل المغامرة صغيرها و كبيرها، سوى العمل المنهجي الجاد و العميق و المنظم لحزب ماركسي ثوري كبير، حتى و إن كان غير قانوني، فعدم "الشرعية" الشيوعية، ليست هي عدم "الشرعية" عند الكاربوناريين (الكاربونارية تيار سياسي تواجد في كل من إيطاليا و فرنسا، انبثق من جمعية سرية شكلها آل كاربوناري). إن التهيييء الشيوعي للانتفاضة ليس هو كما عند البلانكيين، فقد كان الكاربوناريون والبلانكيون حفنة من المتآمرين يقودهم مثاليون أذكياء وأقوياء.

إن حزبا شيوعيا، وإن كان ضعيفا عدديا، يمثل دائما، من خلال أيديولوجيته، الطبقة البروليتارية، إنه يجسد الوعي الطبقي لمئات الآلاف أو ملايين الناس. إن دوره عظيم جدا ما دام أنه دور دماغ مفكر وجهاز عصبي، لكنه غير مفصول عن الحاجات والتطلعات، وعن نشاط البروليتاريا كلها، بحيث أن النوايا الفردية عندما لا تتوافق مع حاجات الحزب – بمعنى مع البروليتاريا - تفقد فيها الكثير من أهميتها.

بهذا المعنى، فإن الحزب الشيوعي، من بين جميع المنظمات الثورية، التي عرفها التاريخ حتى الآن، هو الأقل عرضة لضربات الاستفزاز.

X ــــــ الاستفزاز سلاح ذو حدين

تحتوي الملفات الخاصة على عروض خدمة موجهة للشرطة، لقد مررت بالصدفة على مجلد من المراسلات مع دول أجنبية، حيث يمكننا أن نرى على التوالي "شخص دانماركي حاصل على تعليم عالي" و "طالب من كورسيكا من عائلة راقية" "يبحث عن عمل في الشرطة السرية لصاحب الجلالة قيصر روسيا ...". إن المساعدة المالية الممنوحة لسيروفا تشهد على اهتمام (عناية) الشرطة بموظفيها حتى وإن كانوا خارج الإطار، فالإدارة لا تضع في اللائحة السوداء إلا العملاء الذين ضبطوا في حالة تلبس بالكذب والنصب والاحتيال، واصفة إياهم بالمبتزين، ويفقدون كل حق بالاعتراف من طرف الدولة.

من ناحية أخرى، فالآخرون يمكنهم الحصول على كل شي، الإبقاء أو الإعفاء من الخدمة العسكرية، عفو خافض للحكم، عفو شامل، امتيازات مختلفة بعد الإدانات الرسمية، المعاشات المؤقتة، أو معاشات تقاعدية، كل شيء، وحتى التدابير التي تعتمد على القيصر نفسه. لقد رأينا كيف أن القيصر يمنح للاستفزازيين القدامى أسماء شخصية جديدة، إن اسم العائلة أو اسم الأب له قيمة دينية وفقا للطقوس الأرثودوكسية، وبالتالي فإن الرئيس الروحي للكنيسة الروسية ينتهك قوانين الدين نفسها ... لكن ذلك يتم فعله من أجل مخبر جيد.

لقد انتهى الأمر بالاستفزاز إلى أن يصبح مؤسسة حقيقية، ويمكن أن يتراوح العدد الإجمالي للأشخاص اللذين شاركوا في الحركة الثورية، وقدموا الخدمات للشرطة على مدى 20 عاما، بين 35 ألف و 40 ألف، و تشير التقديرات أن نصف هذا العدد تقريبا قد تم كشفه، ومع ذلك استمر بضعة آلاف من المخبرين في العيش مع الإفلات من العقاب في روسيا نفسها، ولم يكن تحديد هويتهم ممكنا بعد، وقد كان من بين هذا الحشد، رجال ذوو قيمة، هؤلاء هم نفسهم الذين لعبوا دورا ملموسا في الحركة الثورية.

حتى سنة 1909، كان يوجد على رأس الحزب الاشتراكي الثوري، المهندس إيفنو آزيف، الذي كان منذ 1890 يوقع باسمه بكل بساطة تقاريره إلى الشرطة. كان آزيف أحد الذين نظموا إعدام الدوق الكبير سيرجو، وكذلك الوزير بليهف وحشد آخر. كان هو الذي يقود، قبل أن يرسلهم إلى الموت، أبطال مثل كالييف و إيغورسزونوف.

في اللجنة المركزية البلشفية، كان على رأس مجموعة الحزب في الدوما، كما رأينا ذلك سابقا، العميل السري مالنوفسكي.

إن الاستفزاز الذي بلغ هذا الحجم الكبير، أصبح في حد ذاته خطرا على النظام، الذي يستخدمه، خاصة بالنسبة لرجالات هذا النظام، إننا نعرف مثلا، أن أحد أعلى موظفي وزارة الداخلية، البوليسي راتشكوفسكي كان على علم، بل و وافق على مشاريع تصفية بلهيف و سيرج الدوق الكبير.

كان ستولبين، الذي كان على علم جيدا بهذه الأشياء، في خرجاته، يذهب برفقة رئيس الشرطة غيراسيموف حيث كان وجوده ضمانا ضد الهجمات المرتكبة بتحريض من الاستفزازيين. علاوة على ذلك، فقد قتل ستولبين من طرف الأناركي بوغروف الذي كان ينتمي إلى الشرطة.

ورغم كل شيء ما زال الاستفزاز مزدهرا حتى في الوقت الذي اندلعت فيه الثورة. لقد تلقى العملاء الاستفزازيون مدفوعاتهم الشهرية النهائية في الأيام الأخيرة من فبراير 1917، أي قبل أسبوع من انهيار الاستبداد.

حاول عدد من الثوار المخلصين استعمال الاستفزاز. فبيتروف، وهو اشتراكي ثوري، الذي ترك ذكريات مأساة شديدة، قد دخل الأوخرانا من أجل محاربتها بشكل أفضل من الداخل. بعد سجنه، وتعرضه لرفض أول من طرف مدير الشرطة، قام بادعاء الجنون ليتم إرساله إلى منفى حيث الهروب ممكن، وقد نجح في كل ذلك وهرب، ثم عاد حرا ليعرض خدماته، ولكن سرعان ما اقتنع أن له خصم مخيف، وخان رغما عنه، وقد انتحر بتروف، بعد أن قام بإعدام الكولونيل كاربوف (1909).

نجح الماكسيماليست (الماكسيمالية، تيار فوضوي ظهر في روسيا بين 1883 و1892 ضمن مجموعة أوزفوبوزديني ترودا، وسيعود هذا التيار للبروز سنة 1906 عن طريق جماعة من الشعبويين انبثقوا من الحزب الاشتراكي الثوري الفلاحي)، سلومون ريس (مورتيمر)، منظم جماعة إرهابية جريئة للغاية (1906- 1907) في وقت ما، في التلاعب بالأمن، الذي أصبح عميله السري، وتشكل حالة سلومون رايس استثناء ملحوظا، يكاد لا يصدق، والذي لا يمكن تفسيره إلا بالتقاليد الخاصة وبارتباك "الأوخرانا" بعد ثورة 1905.

انطلاقا من القاعدة العامة، فمن المستحيل التلاعب بالشرطة، ومن المستحيل على ثوري اختراق أسرارها، والعميل السري الأكثر ثقة، لا يتعامل أبدا مع أكثر من ضابط أو اثنين من ضباط الشرطة، لا يستطيع الحصول على أي شيء منهم، لكن تلك التي تخدم أقل كلماته وحتى أكاذيبه، يتم الكشف عنها بسرعة.

من ناحية أخرى، أدى تطور الاستفزاز في كثير من الأحيان إلى جعل الأوخرانا تقوم بتخطيط المؤامرات البالغة التعقيد، التي قد لا تكون لها فيها الكلمة الأخيرة دائما. هكذا، كان من الضروري، بالنسبة لأهدافها في 1907، أن تعمل على فرار ذلك رايس نفسه، فمدير الشرطة لا يتردد في أن يذهب حتى النهاية في هذا الهدف، أي حتى الجريمة، فقد نظم اثنان من رجال الدرك تحت الأوامر، هروب هذا الثوري، وقد كشف التحقيق القضائي الذي تم إجراؤه بشكل سيء دورهما. بعد تقديمهما أمام مجلس الحرب وتجاهلهما رسميا من قبل رؤسائهم، حكم عليهما بالأشغال الشاقة.

XI ـــ الجواسيس الروس في الخارج: حالة م. ريموند ريكولي

لقد امتدت تفرعات الأوخرانا بطبيعة الحال إلى الخارج، فملفاتها تحتوي على معلومات عن عدد الأشخاص، الذين يقطنون خارج حدود الإمبراطورية، والذين لم يعودوا أبدا إلى روسيا.

فعلى الرغم أنني أتيت إلى روسيا لأول مرة سنة 1919، فقد وجدت سلسلة كاملة من البطاقات باسمي هناك، فقد تابعت الشرطة الروسية بأكبر قدر من الاهتمام شؤون الثوار التي حدثت في الخارج. لقد وجدت في بتروغراد ملفا ضخما حول قضية الأناركيين الروس ترويانوفسكي و كريتشك، اللذين تم القبض عليهما خلال حرب باريس، وقد تم تضمين ذلك الملف محاضر الاستجوابات في قصر العدل بباريس، وسواء كانوا روسا أو أجانب، فالأناركيون، علاوة على ذلك، كانوا بصفة خاصة مراقبين في كل مكان من خلال رعاية الأوخرانا، التي حافظت على مراسلات منتظمة مع أجهزة الأمن في لندن وروما وبرلين الخ...

في جميع العواصم الكبرى، كان هناك رئيس بوليس روسي يقيم بشكل دائم، فخلال الحرب شغل السيد كراسينيتكوف، وهو مستشار السفارة رسميا هذا المنصب الحساس في باريس، وفي الوقت الذي اندلعت فيه الثورة الروسية، كان حوالي 15 من عملاء الاستفزاز في باريس في مختلف مجموعات الهجرة الروسية.

عندما اضطر آخر سفير لآخر قيصر إلى إحالة التفويض إلى خلف له عينته الحكومة المؤقتة، تعهدت لجنة مؤلفة من شخصيات مشهورة من جالية المهاجرين في باريس بدراسة أوراق السيد كراسيلنيكوف. لقد تعرفت بسهولة على العملاء السريين، وكانت لديها من المفاجآت الأخرى، تلك التي تتعلق بأحد أعضاء الصحافة الفرنسية، وهو صحفي ذو ميول "وطنية" من النوع الشائع آنذاك، في شارع دي غرينيل، يتقاضى مرتبا بصفته مخبرا وجاسوسا، إنه السيد ريموندريكولي المحرر في جريدة لوفيغارو، حيث كان مسؤولا عن خانة السياسة الخارجية.

في تعاونه الغامض مع السيد كراسيلنيكوف، قام السيد ريموند ريكولي، الذي كان خاضعا للنظام المفروض على المخبرين، باستبدال اسمه باللقب غير الجذاب راتمير.

وكمهنة كلب، اسم مناسب، كان راتمير يبلغ الأوخرانا عن زملائه في الصحافة الفرنسية، وكان يطبق في الفيغارو وخارجها سياسة الأوخرانا، كما كان يقبض 500 فرنك شهريا لقاء عمله ذاك. هذه الحقائق معروفة جدا، سيتم العثور عليها في جميع الأنحاء، أعتقد أنها طبعت في وقت مبكر من عام 1918، في باريس، في تقرير ضخم من قبل السيد أغافونوف، عضو لجنة التحقيق من المهاجرين الباريسيين حول الاستفزاز الروسي في فرنسا. من المؤكد أن أعضاء هذه اللجنة – بعضهم ما زال يعيش في باريس - لم ينسوا بالتأكيد راتمير–ريكولي. زد على ذلك، فإن روني مارشان قد نشر في لومانيتي سنة1922، الأدلة المستخرجة من محفوظات الأوخرانا في بتروغراد، النشاط البوليسي للسيد ريكولي، وتشبت هذا الأخير بالإنكار، ولا أحد صدقه، ومع ذلك لم يلفظه زملاؤه، وهذا أمر مفهوم، فقضية إفساد الصحافة من قبل الحكومات الأجنبية وإرشاؤها، هي قضية عادية تماما وجاري بها العمل.

XII ـــــــ الغرف السوداء و البوليس الدولي

كانت تحت إمرة كراسلنيكوف مصلحة كاملة من المحققين والمخبرين، وأجور غامضة موظفة في المهام المنحطة، مثل مراقبة مراسلات الثوريين (الغرفة السوداء الخاصة، الخ ...).

في 1913 -1914، (ولا أظن أنها خضعت إلى تغيرات مهمة حتى الثورة)، كانت الوكالة السرية للأوخرانا في فرنسا فعليا تحت قيادة السيد بيتاردموران الذي يصل راتبه إلى 1000 فرنك في الشهر.

لقد سجلت حول كشف الأجور لهؤلاء العملاء، أسماء وأماكن سكنى، ولا أعتقد أن نشرها سيكون غير نافع، ونقدمها هنا:

العملاء السريون في الخارج الموضوعين تحت قيادة بيتارد – موران (باريس):

Invernitzi (Calvi, Corse), Henri Durin (Gênes), Sambaine (Paris), A. ou R. Sauvard (Cannes), Vogt (Menton), Berthold (Paris), Fontaine (Cap-Martin), Henri Neuhaus (Cap-Martin), Vincent Vizzardelli (Grenoble), Barthes (San Remo), Ch. Delangle (San Remo), Georges Coussonet (CapMartin), O. Rougeaux (Menton), E. Levêque (Cap-Martin), Fontana (Cap-Martin), Arthur Frumento (Alassis), Soustrov ou Sourkhanov et David (Paris), Dusossois (Cap-Martin), R. Gottlieb (Nice), Godard (Nice), Roselli (Zurich), Mme G. Richard (Paris), Jean Abersold (Londres), J. Bint (Cannes), Karl Voltz (Berlin), Mlle Drouchot, Mme Tiercelin, Mme Fagon, [François] Jollivet, Rivet.

كان ثلاثة أشخاص قد أعطيت لهم منح من طرف الوكالة السرية لباريس: الأرملة فارس، الأرملة ريغو، و ن.ن تشاتشنيكوف.

إن التواجد المؤقت لعدد من العملاء في كاب – مارتان أو في أماكن أخرى هو أقل أهمية، ويفسر ذلك بالحاجة لمقتفي الأثر، ولم يكن لدى كل هؤلاء العملاء مشكل فيما يتعلق بالتنقلات.

لقد تمكنوا من تنظيم "غرفة سوداء خاصة رائعة" في جميع أنحاء أوروبا، ولدينا في بتروغراد حزمة كاملة من حزم الرسائل المتبادلة بين باريس ونيس وروما وجنيف وبرلين ولندن الخ ... لقد تم حفظ جميع المراسلات بين سافينكوف وتشرنون عندما كانا يعيشان في فرنسا، في أرشيفات الشرطة في بتروغراد، كما تم اعتراض المراسلات بين هآس ودان، كما هو الحال لعدد من المراسلات الأخرى، كيف ذلك؟

الحارس أو ساعي بريد المرسل إليه، أو أخيرا، مستخدم بريد، تمت بدون شك مكافأتهم بكل سخاء، يحتفظون لبعض الوقت – الوقت الكافي لاستنساخها – بالرسائل الموجهة إلى الأشخاص تحت الرقابة – وقد كانت المستنسخات في كثير من الأحيان من عمل أناس لا يعرفون اللغة المستعملة من طرف أصحاب الرسائل. علاوة على ذلك، فأخطاء بسيطة مرتكبة تكشفها، فهي تحمل - وهي مستنسخة أيضا - طابع الإرسال والعنوان، وقد كانت تنقل إلى بيتروغراد بأقصى سرعة.

كان البوليس الروسي بالخارج يتعاون بطبيعة الحال مع البوليس المحلي، بينما كان العملاء الاستفزازيون، الذين يجهلهم الجميع، يلعبون دورهم كثوريين، ومن حولهم يعمل جواسيس كراسيلنيكوف، الذين يتم تجاهلهم رسميا، لكن في الواقع تتم مساعدتهم وتشجيعهم.

تظهر حقائق نموذجية صغيرة، طبيعة المساعدة التي قدمتها لهم السلطات الفرنسية، فقد وافق العميل فرانسسكو ليوني، الذي كان منخرطا في علاقات مع بورتزيف على تسليم بعض أسرار السيد بيتاردمونين له مقابل تمويل. لقد جرحه زميله فونتانا، الذي سرق صورته، بضربة عكاز في مقهى قرب محطة قطار ليون (باريس، 28 يونيو 1913) وبعد اعتقال المعتدي وجدوه يحمل بطاقتي عميل الأمن الفرنسي ومسدس، وتم نقله إلى المخفر تحت تهمة رباعية، تتمثل في "اغتصاب الوظائف، حمل الأسلحة المحظورة، ضرب وجرح، وتهديدات بالموت"، وقد أطلق سراحه 24 ساعة بعد ذلك بتدخل من السيد كراسيلنيكوف - بعد أن تم رفض وضعه الرسمي كعميل أمن روسي- أما بالنسبة لليوني المتهور، فقد استطاعت السفارة الروسية الحصول على طرده من فرنسا. وقد روت رسالة من كراسيلنيكوف كل هذه الأحداث لمدير الأمن، وأبلغته بالخطوات المتخذة لطرد بورتسيف من إيطاليا.

وفي رسالة أخرى، أبلغ نفس كراسيلينكوف الأوخرانا، أن تدخلات الاشتراكيين بشأن تصرفات الشرطة الروسية المعنية "لم تعد تشكل مصدر خوف وفقا للسلطات الفرنسية، فالاشتراكيون الفرنسيون لهم مشاغل أخرى في الوقت الحالي".

ترجمة أحمد الشرقاوي

الحلقة الثالثة بصيغة PDF ـ اضغط على صورة الغلاف أسفله

 

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.