Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

في إعادة تركيب واقعة الاستشهاد

Pin it!

11 دجنبر 1977: استشهاد الرفيقة المناضلة سعيدة لمنبهي

 استشهدت الرفيقة سعيدة لمنبهي، بعد 34 يوما من انطلاق معركة الإضراب اللامحدود عن الطعام، بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء وسط إهمال طبي إجرامي للنظام، حيث كانت تتواجد بالسجن المدني بالبيضاء إلى جانب فاطمة عكاشة (مهندسة بالمكتب الوطني للكهرباء) و ربيعة لفتوح (طالبة)، وكلهن كنا محكومات بخمس سنوات إضافة لسنتين.

في إعادة تركيب واقعة الاستشهاد:

كانت آخر زيارة لعائلة الشهيدة بالسجن يوم الجمعة 4 نونبر (أي قبل انطلاق معركة 8 نونبر).

يوم الجمعة 11 و يوم الجمعة 18 نونبر (10 أيام بعد انطلاق الإضراب عن الطعام)، لم تستطع العائلة زيارتها بالسجن.

يوم الأحد 20 نونبر (بعد 12 يوما من الإضراب عن الطعام)، يتم إعطاء سعيدة "الفاليوم" وأدوية أخرى؟؟ لم يتم تسجيلها في الملف الطبي.

يوم الجمعة 25 نونبر (17 يوما من الإضراب عن الطعام)، حضرت أم سعيدة لزيارتها بالمستشفى، واستطاعت فقط رؤيتها من خلف نافذة الغرفة.

يوم الأحد 27 نونبر (19 يوما من الإضراب عن الطعام)، ووفق رواية شفهية للطبيب المشرف على الجناح 35، حيث قال بأن صحة سعيدة هي على ما يرام.

يوم السبت 3 دجنبر (25 يوما من الإضراب عن الطعام)، وبعد الاعتصام أمام المستشفى طيلة النهار، استطاعت عائلة الشهيدة زيارتها والتحدث إليها لبعض الوقت.

يوم الأربعاء 7 دجنبر (29 يوما من الإضراب عن الطعام)، حملت سعيدة إلى مركز الإنعاش وهي في حالة غيبوبة، وما إن استفاقت حتى أصدر الجلادون أمرهم الإجرامي بإعادتها إلى الجناح 35 بمستشفى ابن رشد.

يوم الخميس 8 دجنبر (30 يوما من الإضراب عن الطعام)، وفي الساعة السادسة صباحا، ستسقط من جديد في غيبوبة.

خلال هذه المدة التي كانت فيها سعيدة بين الحياة والموت (من 8 دجنبر إلى 11 دجنبر)، كان هناك العشرات من زبانية النظام مدججين بالرشاشات يحرسون الممر الذي توجد سعيدة في إحدى غرفه بالمستشفى، حيث فرضوا على أن يبقى ستار نافدة زجاج الغرفة مفتوحا كي يراقبوا عن قرب غرفة الشهيدة أثناء "علاجها"، وبقيت ورقة السجل الموجودة على قدم السرير الطبي فارغة، لا علم لأحد بما قد يكون قدم لسعيدة وهي على فراش الغيبوبة بين الحياة والموت، من غير الطاقم الطبي وزبانية الموت المعسكرة حول غرفتها. هذا مع العلم أنه عند أول دخول لها لمستشفى ابن رشد، قام الأطباء بكشف تخطيطي كهربائي للقلب (électrocardiogramme )، وباختبارات الدم (hémo-culture)، وصورة بالأشعة للرئة، حيث كانت نتائجها كلها سلبية، وهو ما يعني أن سعيدة كانت وهي تدخل مستشفى ابن رشد لا تعاني من أي مرض قد يتفاقم أو يزداد سوءا بفعل أو تحت تأثير الإضراب عن الطعام (للإشارة هنا، وفي جواب على سؤال طرحته جريدة "لوموند" (نهاية يناير 1979) على الحكومة، قالت هذه الأخيرة أن "الوفاة" كانت بسبب "عيب خلقي في القلب".).

يوم الأحد 11 دجنبر تزف سعيدة، أول شهيدة ماركسية ــ لينينية مغربية، شهيدة النضال البروليتاري الثوري ضد النظام الكمبرادوري الدموي.

يوم 12 دجنبر 1977: سعيدة لمنبهي تدخل مدينة مراكش دخول الأبطال الشهداء.

في هذا اليوم تدخل سعيدة مدينة مراكش، بعد سنوات من الغياب، دخول الشهداء، مناضلة ثورية ماركسية ـــ لينينية و رمزا لنضال المرأة المغربية.

كان الأب في انتظارها عند باب بيت الأسرة يداري حزنه وألمه على فقدان صغيرته الجميلة، كان البيت غاصا بعائلات المعتقلين السياسيين الذين جاؤوا من كل الجهات. حضر محامو حقوق الإنسان والعديد من المناضلين وأبناء الشعب. كانت سعيدة وهي في كفنها الحريري الأبيض وسط منزلها الأبوي جميلة حتى في موتها.

انطلق الموكب الجنائزي نحو مقبرة الشهداء بباب دكالة، كان الحضور لافتا وحاشدا، كانت الجنازة مهيبة تليق بمناضلة عظيمة عظمة الثورة، استشهدت في قلب المعارك من أجل قضايا شعبها. وفي طريقها إلى مثواها الأخير، أطلقت حناجر المودعين والمودعات: "سعيدة الشهيدة، في التاريخ خالدة" وتلقفتها الحشود فكانت لحظة وداع مؤثرة لرمز النضال النسائي الثوري المغربي. 

استشهد الثوار ... عاشت الثورة

 

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.