Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

من أجل وحدة شعوب الغرب العربي ضد الامبريالية من أجل وحدة مغرب الشعوب

Pin it!

من أجل وحدة شعوب الغرب العربي ضد الامبريالية

من أجل وحدة مغرب الشعوب

1978

المنظمة الماركسية ــ اللينينية المغربية "إلى الأمام"

 

إن المخطط الامبريالي و الرجعي يؤسس لحق المغرب في محاولة تحويل الغرب العربي إلى قاعدة اعتداءات دائمة ضد شعوب المنطقة و إفريقيا، من أجل تهييئ حرب ضد الجزائر.

ترى الامبريالية الفرنسية و نظام الحسن الكمبرادوري مخططهما التعسفي في الإلحاق، الذي تم التأسيس له عن طريق اتفاقيات مدريد، قد باء بالفشل الكامل نتيجة النضال التحرري للشعب الصحراوي. و هكذا بدأ الاستعمار الجديد يعود لسياسة المدافع.

و تعزف البورجوازية الكمبرادورية و الأحزاب البورجوازية نفس اللازمة حول مشروع الاستغلال المشترك لخيرات الصحراء مع الجزائر/ كمخرج لمأزقها، مستمرة بذلك في تجاهل الحقيقة الأساسية للنضال الوطني للصحراويين، فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية طور، معززا في ذلك بدراسة للاقتصادي فتح الله ولعلو، مفهومه لمغرب الدول، من أجل "تجاوز" مشكل الصحراء .

تشير المرحلة التاريخية الراهنة لنضال شعوب المنطقة، بالأدلة، إلى مأزق تحالف البورجوازية الكمبرادورية و يمين البورجوازية الوطنية، و التي من أجل تلبية مصالحهما الطبقية و شهيتهما، يتم اللجوء إلى التعبئة الشوفينية و الإجرامية بتأليب شعبنا ضد الشعب الجزائري. فباسم ما يدعونه بعقلانية تدبير الثروات، يغرقون في حرب إلحاقية. و باسم الوحدة العربية يقسمون شعوب المنطقة، و يدوسون على حق تقرير المصير لواحد من هذه الشعوب، و باسم وحدة المغارب يزرعون الحرب.

لقد أدخل النضال الحالي للتحرر الوطني للشعب الصحراوي بعدا جديدا لشعوب المنطقة، و لتطلعاتها للوحدة، و للأفق التاريخي لمغارب الدول- في الحقيقة، هذا الأمر يثبت أنه مستحيل، بالنظر إلى التطور السياسي في سنوات الستينات للوضعية داخل كل دولة في المغارب، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، و الحال أن الإلحاق التعسفي للصحراء، قد خلق شروطا جديدة لتجذر النضال في هذه المنطقة من الغرب العربي - من خلال التجذير(تجذير فعلي)، لمجموع النضالات التي تتطور بالمنطقة. إن نضالات شعوب هذه المنطقة، باعتبارها منذ الآن، مرتبطة أشد الارتباط بعضها ببعض ضد نفس العدو : الرجعية المحلية المغربية، التي تطبق مخطط الامبريالية في المغارب. هكذا الآن، ولحقبة طويلة أخرى، فإن الوحدة الجدلية لنضالات شعوب الغرب العربي، تكمن في إنشاء جبهة النضال، تعزيزها و لحمها ضد البورجوازيات التي تريد إنشاء مغرب الدول على حساب مغرب الشعوب. إن الثورة في الغرب العربي، هي المرحلة التي تؤدي إلى وحدة شعوب المغرب العربي.

1) حركة التحرر و وحدة المغرب الكبير

إن الأمل العميق في الوحدة المغاربية يستمد جذوره بعيدا في التاريخ. و قد قام أساسه على التضامن المغاربي في النضال المشترك ضد المحتل الاستعماري في القرن الثامن عشر و التاسع عشر، لكن لم يتم تطوير آفاق الوحدة المغاربية، إلا في القرن العشرين في النضال ضد المحتل الاستعماري. و من المغرب إلى المشرق، على امتداد ربع قرن، فإن العلاقات التاريخية والجيوسياسية من التضامن العربي كانت تنبثق- بشكل بطيء- ضد العدو المشترك.

في القاهرة، أخد التضامن شكلا منظما من خلال لقاء قادة البلدان الثلاث، و في النضال المشترك رسمت نفس الإرادة في بناء مشترك للمغارب. كان القادة يعبرون عن التطلعات العميقة لشعوب المغارب العربية، تلك التطلعات التي ستعبر عن نفسا بطريقة صارخة خلال الإضرابات التونسية، تضامنا مع الشعبين المغربي و الجزائري التي كانت ترزح تحت الضربات المباشرة للاعتداءات العسكرية سنة 1937، و كذلك خلال الانتفاضة الشعبية في دجنبر 1952 في الدار البيضاء، ردا على اغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد، و في سنة 1962 خلال المظاهرات التي عرفتها مدينتي الرباط و الدار البيضاء ضد الحرب الاستعمارية في الجزائر، و أيضا في مواجهة الانقسامات التي كان يزرعها المحتلون. و قد تأكدت الإرادة الوحدوية في النضال ضد المستعمر، كما تشهد على ذلك الندوة التاريخية حول الوحدة في طنجة- أبريل 1958- بين قادة الأحزاب الثلاثة : حزب الاستقلال، جبهة التحرير الوطني و حزب الدستور الجديد، و تمثل هذه الندوة في نفس الوقت، تكريسا لإرادة الوحدة، ما دامت قد طرحت مشاريع فدرالية البلدان الثلاث، و كان فشل هذه المحاولة مرتبط بظهور خلافات في التوجه الاقتصادي و السياسي و الإيديولوجي التي ظلت كامنة حتى ذلك اليوم. فوراء كلمة الخطاب الوحدوي لبورجوازية صاعدة، كانت تمتد حقائق التناقضات و تعارض المصالح الطبقية. لقد كانت حرب الجزائر هي من بلور التضامن و الخلافات العميقة في نفس الوقت. و حينما كان الكفاح المسلح للشعب الجزائري يتصاعد، منح الاستعمار الفرنسي استقلالات 1956 للمغرب و تونس، حتى يتفرغ أكثر لحرب الجزائر.

لقد تبنت الامبريالية الفرنسية المخطط الذي يتطلب من جهة، تفادي بناء ثلاث جبهات عسكرية متشابهة تدمج في واحدة، بالموافقة على "الاستقلالات" التونسية و المغربية، من أجل عزل جبهة التحرير الوطني، و من جهة أخرى، خنق أي إمكانية لتطور نضال مسلح في المغرب و تونس بلغ المدن و البوادي، و بدأ يهدد بالوصول إلى اعادة النظر في القيادة البورجوازية للحركة الوطنية المغربية و التونسية.

إن الاستعمار الجديد الفرنسي، لا يمكن أن يتطور إلا مع هذه البورجوازية في إدارة الأعمال. هذا ما كان يمثله المعنى العميق لاتفاقات إيكس ليبان، بإقامة استقلال شكلي في المغرب، حيث أن استراتيجية كهذه سهلها الموقف الانتهازي للبورجوازية إزاء الملكية. إن القوى الاستعمارية و الرجعية كانت مرتعبة من احتمال دور مستدام لجيش التحرير الوطني المغربي و الجزائري، الدور الذي بدأ يعمل في الصحراء.

هكذا، فتكتيك ردود الفعل المحلية لمحمد الخامس و بورقيبة، يقوم من جهة على تصفية أولئك الذين كانوا يدافعون عن استمرار تحرك الجيش ضد الاستعمار الاسباني و الفرنسي جسديا و سياسيا، و من جهة أخرى إلى الضغط على قيادة جبهة التحرير الوطني من أجل تغيير مواقفهم الراديكالية و توقيف الكفاح المسلح، و اقتراح على فرنسا وحدة شمال إفريقيا تحت قيادتها1

2) خيبة أمل مغرب الشعوب

كان بالإمكان دراسة المشروع الأخير (الوحدة المغاربية) في الندوة المغاربية لسنة 1957 بتونس، الندوة التي لم تتم أبدا، أيضا بالنسبة لمحمد الخامس و بورقيبة، فالحملة الكبيرة حول المغارب، كانت وسيلة ضغط لإنهاء حرب الجزائر، في إطار المصالح الاستراتيجية للاستعمار الجديد الفرنسي في هذه المنطقة، لأن استمرار هذه الحرب يسمح بظهور وضعية ثورية يكون بإمكانها كنس الرجعيات المحلية.

بالنسبة للقادة الجزائريين، فالارتباط بفكرة مغارب موحد، كانت من جهة، تأمين مساندة استراتيجية للقواعد الخلفية الضرورية لاستمرار الكفاح المسلح، و من جهة أخرى، إمكانية ايجاد صدى أكبر للاتجاهات التقدمية لنضالهم.

عموما، كانت هناك أيضا استراتيجيتان متعارضتان متضمنتان في التعريف المعلن لنفس الهدف: المغارب (المغرب الكبير). هذا الموقف لن يكف عن التطور مع عبارات التعاون، لكن يتغذى مرارا بالاختلافات السياسية و الإيديولوجية العميقة، التي كان قد تم التعبير عنها في جميع المجالات: من السياسة الخارجية إلى مفهوم التطور الاقتصادي.

إن وصول الجزائر إلى الاستقلال، كان سيفجر الخلافات و التناقضات بين بلدان المغارب الثلاثة.

لقد كان الهدف من حرب الرمال بين المغرب و الجزائر، و ما سمي بالمؤامرة ضد بورقيبة، هو إضعاف و تشويه سمعة الجزائر الوليدة ذات التوجهات التقدمية.

إن الحرب ضد الجزائر في سنة 1963، تم تقريرها من طرف نظام الحسن الرجعي، الذي فاجأه مجيء الاستقلال الجزائري الذي كان يظن أنه سيأتي متأخرا.

فبمجرد ما أن غادرت القوات الاستعمارية الفرنسية التراب الجزائري، حتى عمل الحسن على تأجيج شوفينية جيشه ضد الجزائر.

إن مساندة الجزائر و ليبيا للمعارضة اليسارية للأنظمة الرجعية المغربية و التونسية أثار الخوف - على مدى فترة قصيرة - من انبثاق مغرب الشعوب.

لقد كان أملا خائبا، نظرا لعدم تكافؤ تطور نضالات الشعوب في المغرب و تونس، لقد كان يظهر أن الطريق مفتوحة أمام محاولة بناء مغرب الدول، محاولة تقبل بشكل ظاهري، خلافات و اختلافات الأنظمة السياسية، لتجريب مقاربة اقتصادية و قطاعية للتعاون بين الدول.

3) فشل مغرب الدول

منذ 1964، حصل نوع من ازدهار مؤسسات دائمة و أخرى مؤقتة، سواء في الميدان الاجتماعي او الثقافي و الاقتصادي، بدءا باللجنة الدائمة المغاربية للرياضات إلى مركز الدراسات الصناعية للمغارب. لقد كانت السيطرة الامبريالية على المبادلات التجارية و تعزيز مصالح الرأسمال الأجنبي داخل الاقتصادات المغربية و التونسية، الأسباب التي جعلت، تلك المؤسسات التي تم خلقها، فارغة بدون مضمون، فكلما ظهر إلى الوجود مشروع للتنسيق و الاندماج ظل بدون تأثير، نظرا لاصطدامه بالمصالح المهيمنة القائمة.

هكذا، فمحاولات تنسيق تسويق زيت الزيتون و الحوامض و الحلفاء، قد فشلت بسبب هيمنة السوق الأوربية المشتركة، نفس الشيء بالنسبة لإرادة حماية الصناعات الناشئة، فحضور الرأسمال الامبريالي في المغرب و تونس وضع في مأزق محاولات توحيد السياسات الجمركية و مشاريع التخصص القطاعية. فالإعلان المشترك للندوة المغاربية سنة 1970 كان كاشفا للخلافات العميقة حول الاختيارات الاقتصادية و السياسية للبلدان الثلاثة،. بينما كانت تونس و المغرب يخشيان الحركية الجزائرية برفع الحواجز عن صناعاتها، رفضت الجزائر فتح حدودها أمام دول، حيث الاستثمارات الخاصة و العمومية، كانت أجنبية بالأساس، خاصة الأمريكية و الفرنسية.

4) الوضع الراهن

منذ ذلك، كرس نضال الصحراويين تعارض النظامين الجزائري و المغربي، و تطور الحرب في الصحراء يهدد باندلاع بحرب حدود جديدة.

في مواجهة الإلحاح الجزائري حول احترام حق تقرير المصير للصحراويين، كان حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و حزب الاستقلال، يتحدثان باسم السلطات المغربية، عارضين الاستغلال المشترك لثروات الصحراء، على حد سواء، في الكارة و جبيلات بالنسبة للحديد، و بوكراع بالنسبة للفوسفاط، متجاهلين، ضدا عن البداهة ، أن الصحراء شأن الصحراويين.

ترفض الجزائر اليوم، ارتضاء هذه اللعبة، و في تونس فإن أزمة الخلافة متقدمة، أما في المغرب فإن النظام يتوغل في حرب وقع في حبائلها، معمقة ازمته البنيوية و منظوراته السياسية، و لن تغير في الأمر شيئا بطبيعة الحال، المشاركة الحالية في الحكومة لواحد اسمه بوعبيد و آخر اسمه بوستة.

إن ظروف تأسيس جبهة نضال اليوم، بين القوى الثورية و المناهضة للإمبريالية، المغربية و الصحراوية و الموريتانية، جبهة منبثقة عن الاعتداءات الامبريالية – الرجعية ضد شعوب الغرب العربي، جبهة نضال من هذا القبيل، هي التي ستغير الوضعية داخل المنطقة في المستقبل.

إن إلحاق الصحراء بالمغرب و ىموريتانيا باء بالفشل، فقوات الحسن و ولد دادة رابضة في ثكناتها، و تعاني من تحرشات (استنزاف) جبهة البوليساريو، هنا تكمن النتائج المباشرة لما يمكن أن يكون حماية نيو استعمارية فرنسية مستترة، و التي ترى في الحسن خادمها و سمسارها في الأعمال و في القمع. عندما كان 300 مكون عسكري فرنسي يمهدون لاحتلال عسكري فرنسي جديد، اكتفى هذا الأخير في الوقت الحالي، بدور الحسن، كوسيط ، حيث ترابط فرقه العسكرية داخل المدن الموريتانية.

إن احتلال موريتانيا هذا، أشعل مواجهات دامية عدة مرات، بين جيش الحسن و جيش ولد دادة ، فالأولى تريد أن تستخدم الثانية كجنود منذورين للموت، في انتظار أن يقوم الجيش الفرنسي بأكثر من ذلك بالجيش المغربي. وضعية كهذه، هي نتيجة للتضامن النشط للشعب الموريتاني مع نضال الشعب الصحراوي، إن التقاء موضوعيا لمصالح نضال الشعبين الموريتاني و الصحراوي، قد أصبح فاعلا اليوم، و ذلك من أجل تحقيق أهداف التحرر الوطني ضد الامبريالية و وكلائها المحليين، الحسن و ولد دادة.

في بلادنا تعد الوضعية مختلفة في لكونها ليست مسرحا مباشرا للكفاح المسلح من جهة، و من جهة أخرى، بسبب تحالف البورجوازية الكمبرادورية و الأحزاب البورجوازية على ظهر مصالح شعبنا، الذي تم اخضاعه، منذ عدة سنين، لضرب مطرقة الديماغوجية الشوفينية، في نفس الوقت الذي كان يتم فيه قمع القوى الثورية في بلادنا، و بصفة خاصة الحركة الماركسية – اللينينية. على الرغم من هذا التحالف، و رغم مؤامرة الصمت على نضال التحرر الوطني للشعب الصحراوي ، و حول الحقائق الخفية لحرب الإلحاق التي تجري في الصحراء، و رغم إعلانات حرب الحسن و أتباعه، مثل بوستة و بوعبيد، فالطبقات الشعبية، و على رأسها الطبقة العاملة، قد رفضت و ترفض دفع الثمن لهذه التضحية، من أجل سياسة إلحاقية، و التي لا تعترف بها و ترفضها باعتبارها ضد مصالحها، فمظاهر الوعي الشعبي تضاعفت، بعد المرارة العميقة من خيبة الأمل غداة انطلاق المسيرة الخضراء.

لقد كان الرفض قويا في البداية، من طرف الطبقات الكادحة للقرض الوطني، فالفلاحون أبدوا مقاومة شرسة للاقتطاعات الإجبارية التي قام بها الجيش و الدرك، و دخلت الطبقة العاملة في كبريات الشركات في الإضراب للوقوف ضد الاقتطاعات المباشرة من الأجور، و جاء بعد ذلك التجنيد الإجباري في الجيش للإرسال إلى الصحراء، الشيء الذي أدى بشباب الدواوير إلى الهروب نحو المدن، و حصل انزعاج عميق في صفوف الجيش، حيث تم إعدام 150 من ضباط الصف و الجنود، لرفضهم الطاعة و الامتثال و التواطؤ مع جبهة البوليزاريو، الشيء الذي يفسر التمردات داخل ثكنات طنطان و طرفاية خلال الستة أشهر الأخيرة.

و أخيرا، فإن العامل الأشد ثقلا من حيث الانعكاسات على الحياة اليومية للطبقات الشعبية، هو الزيادة غير المحتملة لكلفة المعيشة، حيث ربط الشعب المغربي في مجمله، بين ارتفاع كلفة المعيشة و استمرار الحرب في الصحراء، و يوما بعد يوم تنطق الألسن، جنودا و ضباط صف و موظفين، يتحدثون و يحكون عن ما عاشوه في الصحراء : "ليس الجزائريون، إنهم الصحراويون الحقيقيون الذين يقاومون من أجل أرضهم". و لأن الاستمرار في الحرب يصبح شيئا فشيئا بلا نهاية بالنسبة لنظام الحسن، فإنه مستعد للهروب إلى الأمام في مهاجمة الجزائر، لذلك فمن هنا تكمن مجموع العوامل التي تساهم في الزيادة من خطورة الوضعية الموضوعية للنظام، بالرغم من الإنقاذ الذي تمنحه الأحزاب البورجوازية بكل حماسة.

إن الحرب ضد الجزائر توجد في جدول أعمال الامبريالية و الكمبرادورات و البورجوازيات الشوفينية التي تم شراؤها ، من هنا، كما تظن، تكمن الوسيلة الوحيدة في صد و وقف جبهة كفاح مسلح تدوم مدة طويلة في منطقة الغرب العربي. فالصحراء و موريتانيا قد بدأتا تخرجان عن السيطرة. و المغرب و المواطنون و الثوريون المغاربة، يجب عليهم تحمل مسؤولياتهم في إفشال الهدف الأخير للحلف المقدس الرجعي و الشوفيني في بلادنا، الذي يخفي من وراء الشعارات الخادعة من قبيل "التحرر الوطني" و "الوحدة الترابية"، إرادة الاحتفاظ بالسيطرة الامبريالية على المنطقة، كما هو الشأن بالنسبة لتحالف القصر و البورجوازية الذي أقام الاستعمار الجديد ببلادنا سنة 1956.

إن ظهور و تطور جبهة النضال الموحد، تلك التي فشلت منذ 20 سنة خلت، يجب أن تنجح اليوم، و إن من واجب كل ديموقراطي مبدئي، و على كل ثوري، أن يعمل على إفشال المؤامرة الامبريالية الرجعية في المنطقة. و كل ثوري عليه أن يعمل في توافق مع خصوصيات نضال شعبه، من أجل ربط أحسن للنضال من أجل تحقيق التلاقي مع نضال المكونين الآخرين في الغرب العربي. بالفعل، فكل واحدة من المكونات التي تشكل الغرب العربي، المغرب و الصحراء و موريتانيا، تملك مميزاتها الخاصة و خصوصيات نضالها، إن مستوى صراع الطبقات مختلف بشكل ملموس من مكون لآخر من هذه المكونات، و أشكال الصراع أيضا متناقضة بشكل جذري و مستوى صراع الطبقات كذلك هو أعلى في بلادنا. إن هذا التباين، لا يشكل عائقا في وجه نضال مشترك و فعال ضد نفس العدو، و بالفعل، فإن قوة صراع الطبقات في بلادنا تعمق أزمة نظام الحسن و مأزقه في الصحراء. من جهة أخرى، فإن حزم و كفاحية الصحراويين تبرز إفلاس الدولة الموريتانية. إن العائق الرئيسي أمام النضال المشترك، أخذا بعين الاعتبار خصوصيات كل واحد من الشعوب يتمثل في الشوفينية، العدو و العائق أمام الشعوب.

إن محاربة شوفينية "الوحدة الترابية" في حد ذاته بداية لطرح شروط نضال مشترك لشعوب المنطقة ضد الامبريالية و الرجعية.

سنتان بعد مسيرة نونبر 1975 الصفراء، عندما أبانت جبهة البوليزاريو عن تمثيليتها و حزمها، فطرح القضية من حيث أنها تتعلق بالوحدة الترابية، معناه إعطاء الدليل على الشوفينية، معناه وضع العراقيل بشكل إرادي أمام النضال المشترك للشعوب، إنه في الواقع الاصطفاف إلى جانب الامبريالية و الرجعية.

 

فلكل معسكره !

1 ـ Le Tourneau «Tendance Unitaire du Maghreb jusqu’au 1962 »

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.