Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

هل يشكل سكان الصحراء الغربية شعبا؟

Pin it!

 

تقديم:

كتبت وثيقة "هل يشكل سكان الصحراء الغربية شعبا؟في خريف 1976 بالسجن المدني "غبيلةبالدار البيضاء باللغة الفرنسية، و تمت ترجمتها عن الصيغة الأصلية آنذاك ليتم توزيعها و نشرها بعد ذلك إلى جانب وثيقة "الجمهورية العربية الصحراوية، انطلاقة الثورة في الغرب العربي".

شكلت الوثيقتان محاولة لتصحيح بعض الجوانب من موقف المنظمة و الحملم من قضية الصحراء، خاصة حول مفهومي "الجماهيرو"الشعب". كذلك كانتا محاولة لتدقيق الاستراتيجية الثورية لمنظمة "إلى الأمام". و بالمناسبة، فوثيقة "الجمهورية العربية الصحراوية، انطلاقة الثورة في الغرب العربي"، و خلافا لما نشر سابقا في بعض المنشورات المغربية، فهي تحمل 13 أطروحة بدل 12 التي تم نشرها في المصدر المشار إليههذا يعني أن الوثيقة التي ننشرها هنا، تنقصها الأطروحة 13 التي تتعلق بجانبين جديدين بالنسبة للاستراتيجية الثورية لمنظمة "إلى الأمام"، و هما:

أولا:

اعتبار منطقة الجنوب الغربي المغربي (منطقة سوس و امتدادها منطقة ذات طبيعة استراتيجية خاصةفبالإضافة إلى كونها منطقة صدام، كما كانت تعتبرها الوثائق الاستراتيجية للمنظمة ("مسودة حول الاستراتيجية الثورية"، "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية" ..)، فقد أصبحت تتميز بطابع استراتيجي جديد لكونها محاذية جغرافيا للصحراء الغربية، و لكون سكانها تجمعهم بسكان الصحراء الغربية روابط تاريخية (حركة أحمد الهيبة التي وحدت سكان المنطقتين في مواجهة الاستعمار الفرنسي و الإقطاع ...).

ثانيا :

على قاعدة هذه الاعتبارات الجديدة، أصبحت منطقة سوس تتوفر على خلفية ثورية أنتجها الوضع في الصحراء الغربية (بروز الكفاح المسلح في المنطقة الصحراوية)، و انطلاقا من المستجدات أعلاه، أعطت منظمة "إلى الأماماهتماما خاصا للمنطقة استوجب تأويلا و تحويرا جديدا لاستراتيجيتها الثورية ذات الأبعاد الثلاثالأممية والعربية و غرب العربيةو كان على منظمة "إلى الأمامأن تدقق مفهومها لجدلية العمل السياسي و الكفاح المسلح ضمن سيرورة بناء الحزب الماركسي اللينيني المغربيو خلافا لوثائقها السابقة، أصبحت مهمة إطلاق الكفاح المسلح في منطقة كمنطقة سوس أمرا ممكنا حتى قبل بناء الحزب الماركسي اللينيني، و ذلك في سياق نظرة جديدة تعطي للكفاح المسلح دورا في بناء الحزب الماركسي اللينينيو على هذا الأساس جعلت الأطروحة 13 الغائبة عن الوثيقة التي ننشرها، من مهام تكوين الأطر السياسية العسكرية و إرسالها إلى منطقة الجنوب الغربي، مهاما عاجلة تقتضيها المستجدات الاستراتيجية في المنطقة.

الوثيقتان اللتان ننشرهما هنا تباعا، كلاهما ركزتا على جانب معينفالأولى أسست للمنظور التاريخي لمفهوم "الشعب الصحراوي"، مع طرح للقضية في إطار استراتيجية الثورة في الغرب العربيو الثانية اهتمت بالجوانب الاستراتيجية على الخصوص بعد ما وظفت الجوانب التاريخية خدمة للثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية المغربية المنفتحة على أفق استراتيجي غرب عربي، وحده الكفيل بإعادة بناء وحدة شعوب الكيانات الثلاث (المغرب، الصحراء الغربية و موريطانياعلى أسس وطنية ديموقراطية تقدمية .

الوثيقتان معا جزء من لائحة تضم أربع وثائق يجمع بينها وحدة الجانب التاريخي و الاستراتيجيو أخيرا نذكر بأن الوثيقتين شكلتا، إلى جانب وثائق أخرى مثل وثيقة "لنستعد"، "البرنامج الديموقراطي"، "ما هي المؤامرة ومن هم المتآمرون" (هاته الأخيرة عبارة عن محاكمة تاريخية لجرائم النظام الكمبرادوري منذ إكس ليبان)، الأرضية التي وحدت منظمة "إلى الأمام"(الخط الثوريو الاتجاه الثوري داخل منظمة "23 مارسخلال محاكمة الدار البيضاء الشهيرة في يناير 1977 .

 

هل يشكل سكان الصحراء الغربية شعبا؟

خريف 1976

المنظمة الماركسية –اللينينية المغربية "إلى الأمام"

تقديم

أولا يجب التأكيد على أن الحركة الماركسية-اللينينية المغربية، لا يمكنها أن تستمر في استعمال مصطلحين غير متساويين، لتعيين، من جهة الشعب المغربي و من جهة أخرى الجماهير الصحراوية.

إن الموقف المحدد سنة1974،" إعادة بناء الوحدة الوطنية للمغرب والصحراء الغربية على أسس ديموقراطية"، يؤدي إلى تعيين تسمية سكان الصحراء الغربية وتسمية سكان المغرب، باعتبار مثلا الجانب العددي في التمييز، و هذا خروج عن الماركسية اللينينية.

1- الأسس التاريخية

1- إن وثيقة المنظمة لشتنبر 1974، التي ترد على الأرضية الموزعة من طرف اليمين داخل 23 مارس، أكدت على أنه كانت هناك وحدة وطنية ما بين المغرب و الصحراء الغربية حتى نهاية القرن 19، و في مرحلة تاريخية مطابقة للمجتمع الإقطاعي.

إذا عمقنا هذا التحليل، نستخرج أنه كان يوجد في الصحراء الغربية مجتمع يمكن نعته بشبه إقطاعي، شبه جماعي، و يعني هذا، أن ذلك المجتمع كان مركبا من قبائل، حيث كانت الملكية المشتركة للأرض هي السائدة ( أراضي الرعي) .غير أنه ضمن هذه التشكيلة الاجتماعية كان يبرز ملاكون للمواشي، و أعيان و رؤساء الزوايا الدينية... مما كان يشكل جنينا للإقطاعية.

و هكذا كان الأمر بالنسبة لكل القبائل تقريبا في المغرب. لكن تكوين المدن و انتشار التجارة، سمحت بتشكيل برجوازية صغيرة، و برجوازية مركنتيلية ( يعني في مرحلة التجارة ما قبل الرأسمالية ).

2- لقد ترسخت الوحدة الوطنية ما بين المغرب و الصحراء الغربية، ( و كذلك جزء من موريطانيا) أساسا من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر، كقطر غربي للوطن العربي.

إن جمود و تقهقر الدولة المغربية من القرن 15 إلى القرن 19، أدى إلى إضعاف هذه الوحدة الوطنية، خاصة من أسسها الاقتصادية و الاجتماعية و إطارها السياسي، و في المقابل تقوية الحياة المستقلة للقبائل في الصحراء الغربية، و تجمعها في كنفدراليات كبيرة ( أهمها الركيبات)، و الرابط الأساسي الذي بقي في تلك الفترة هو الرابط الإديولوجي – الديني.

3- لقد بدأ التغلغل الامبريالي في الغرب العربي في الصحراء، و منذ الربع الأخير من القرن 19، و لقد ردت القبائل الصحراوية على هذا التدخل بتمتين الوحدة القبلية فيما بينها، تحت قيادة زعيم ديني و سياسي ماء العينين. منذ ذلك التاريخ ، وخلال كل المرحلة الطويلة من المقاومة المسلحة ضد التدخل الامبريالي، التي استمرت حتى 1935، أي أزيد من نصف قرن، تبلورت وحدة القبائل الصحراوية في أعلى مرحلة من مراحل التكوين الوطني.

إن هذه الوحدة استمرت فيما بعد هذه المرحلة، خاصة و أن الاستعمار الاسباني انحصر في ثكنات في العيون و الداخلة، و لم يستطع أبدا احتلال كل الصحراء الغربية.

4- إن الحركة الوطنية المغربية، بقيادة البرجوازية، لم تحاول قط تنظيم النضال المشترك مع السكان الصحراويين، و تشكلت الوحدة ما بين الحركة الوطنية في منطقة الحماية الفرنسية، و منطقة الشمال للحماية الاسبانية، حول البرجوازية التي لم تكن موجودة إلا في هاتين المنطقتين. لكن الصحراء الغربية بقيت في الواقع الفعلي مجهولة من طرف الحركة الوطنية المغربية الواقعة تحت قيادة البرجوازية.

5- بل أكثر من هذا، فإن القيادة البرجوازية تركت بصفة مطلقة الصحراء الغربية إلى الامبريالية، و ذلك بمشاركتها سنة 56-58 في الاتفاقيات والأعمال المقررة من طرف النظام الكمبرادوري، و بتواطؤ مع الامبريالية، و بالخصوص الهجوم العدواني لفبراير- مارس 58 الذي شتت الجزء الكبير من السكان الصحراويين، و أخرجهم بذلك من أراضيهم، تماما كما شتت العدوان الصهيوني الشعب الفلسطيني سنة1948.

6- لقد تشكلت الحركة الوطنية الصحراوية في مرحلة أعلى، ابتداءا من سنة 1967. و قد كانت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب هي التي قادت المظاهرات الكبرى ليونيو 1970 بالعيون، حيث سقط العشرات من الوطنيين الصحراويين.

( إن النقط من 3 إلى 6 تحدد بوضوح أكاذيب العروي، و أولئك الذين لم تعد تربطهم بالماركسية اللينينية أية شعرة، و الذين يحددون نشوء الفكرة الوطنية في الصحراء فيما بين 72-75 ).

2- الثورة في الغرب العربي

منذ هزيمة 67، و المسألة المطروحة بالنسبة للثورة العربية، هي تجاوز القيادة البرجوازية، و ضرورة القيادة البروليتارية، في هذا الإطار يجب وضع سيرورة الثورة في الغرب العربي، و ليس الاستمرار في طرح المسألة بصيغ و مفاهيم، قيادة برجوازية، إلا تعبيرا عن قطيعة تامة مع الماركسية اللينينية، و في هذا الإطار أيضا، يجب وضع المسألة الوطنية في الغرب العربي.

إن المنظور البروليتاري للمسألة الوطنية، يعني وضعها في دينامكيتها، أي انطلاقا من جذورها التاريخية و مآلها التاريخي أيضا، هذا المآل الذي يحدد ضمن الثورة البروليتارية.

على هذه الأسس يجب على الحركة الماركسية اللينينية المغربية، أن تضع مسألة الثورة في الغرب العربي كإطار للثورة الديموقراطية الشعبية المغربية، و كجزء من الثورة العربية.

لماذا هذا الإطار، و لماذا الغرب العربي بالخصوص؟

1- إ ن عدم تحديد الإطار، و الاكتفاء بطرح الأفق الشمولي للثورة العربية، أو على الأحسن للمغرب العربي، هو في الواقع، اعتبار الثورة الوطنية الشعبية المغربية غاية نهائية، انطلاقا منها، يبنى المغرب العربي أو الوطن العربي بتطوير الروابط ما بين دولة و أخرى، و ليس في نضال ثوري مشترك.

إن هذا الفهم يؤدي حتما إلى الشوفينية، إما بشكلها التوسعي اتجاه الصحراء الغربية، و إما بشكلها الانعزالي.

2- إن الروابط التاريخية الموضوعية، التي توجد ما بين المغرب و الصحراء الغربية، و المهمة المشتركة في القضاء على الهيمنة الامبريالية في كل هذه المنطقة الغربية من الوطن العربي، تفرض وحدة الثورة في الغرب العربي في سيرورة واحدة، يمكن ان تعرف مراحل خاصة في كل من البلدان الثلاث، لكنها (المراحل الخاصة ) تبقى مرتبطة ارتباطا جدليا فيما بينها.

3-إن مسألة الساعة في البلدان الثلاث، للوصول إلى القضاء على الامبريالية، هي القيادة البروليتارية، و ليس الادعاء (كما تفعل مجموعة اليمين ل23 مارس في باريس) بان الواقع الاجتماعي في الصحراء الغربية لا يسمح بذلك، إلا ضربا من سوء النية، التي تريد القفز على وجود طبقة عاملة في العيون و بوكراع، كما يجهل المفهوم اللينيني للقيادة البروليتارية، كقوة جوهرية للثورة الوطنية الديموقراطية حيث يظل الفلاحون القوة الأساسية فيها.

وأنه لفي البلدان الثلاث للغرب العربي، موحدين جدليا في نفس السيرورة الثورية الواحدة، تتوفر الشروط الأفضل لتحقيق القيادة البروليتارية، على مجموع الغرب العربي في المرحلة التاريخية الراهنة.

استنتاجا مما سبق، و بدمج الشروط التاريخية و الأفق الثوري، يصح، و يصبح من الضروري تحديد النقط الاتية:

1- وجود كيان وطني صحراوي

2- إن هذا الكيان الوطني الصحراوي مثله مثل الكيان الوطني المغربي، و الكيان الوطني الموريطاني، يشكل مجموعة واحدة مبنية تاريخيا، و موضوعة في نفس السيرورة الثورية، التي هي الثورة في الغرب العربي.

هذه هي الأسس التي يجب أن تحدد المصطلح الصحيح، و نفس المصطلح لتعيين الجماهير التي تشكل كلا من هذه الكيانات الوطنية الثلاث، إن مصطلح الجماهير لا يعكس وجود هذه الكيانات الوطنية.

و يبقى مصطلح "الشعوب"، هو الأكثر ملائمة، شريطة أن يوضع في دينامكيته، يعني دينامية الثورة في الغرب العربي كجزء لا يتجزأ من الثورة العربية المظفرة.

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.