Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الملف الثاني "من وثائق الصراع داخل المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" ـ الخط اليسراوي العفوي الجديد: من النزعة العمالوية الاقتصادوية إلى التصفوية و الفوضوية و العدمية ـ وثيقة 12 دجنبر 1979

Pin it!

اعتمادا على النص الأصلي، بخط صاحبه، يطلق موقع "30 غشت" نشر الوثيقة الأولى من الملف الثاني "من وثائق الصراع داخل المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" "، و هو ملف "الخط اليسراوي العفوي الجديد: من النزعة العمالوية الاقتصادوية إلى التصفوية و الفوضوية و العدمية"ـ

 

الوثيقة ـ النص الأصلي، تنتمي لفترة تميزت بصعود خط يميني تخريبي إلى واجهة الصراع الداخلي (خط الإصلاح و الردة الذي تزعمه عباس المشتري و عبدالله المنصوري ـ انظر وثائق الملف الأول)، و الذي استهدف العصف بالأسس الثورية الماركسية اللينينية للمنظمة و بكل تاريخ الحركة الماركسية اللينينية المغربية (الحملم)، و الدفع بها و من داخلها، في اتجاه إلحاقها ذيليا باتحاد اشتراكية بوعبيد في ماسمي ب "جبهة القوى الديمقراطية و الثورية". في هذه الظروف الداخلية التي فيها عمل خط المنظمة الكفاحي الثوري على التصدي لليمين الجديد وسط المنظمة منذ انطلاق معركة الشهيد عبداللطيف زروال تحت شعار "المحاكمة أو إطلاق السراح" (14 نونبر 1976). برز و من جهة أخرى، خط عمالوي فوضوي، التقى عمليا مع الخط اليميني التخريبي (في "بيان التجميد" مثلا، و في توجيه الضربات للعصب الثوري للمنظمة لأجل إضعافه و المؤدي بالنتيجة، لحظتها، لتفتيت المنظمة، أو في أحسن الأحوال إلى تحويلها ما أمكن و إلى اليمين عن طريقها الثوري، و إن "بممثلين جدد" ) و بنفس المسوغات التي اعتمدها هذا الأخير ـ اليمين التخريبي ـ، و التي لم تكن في حقيقتها المادية الفعلية سوى تغليف إيديولوجي لفظوي يظهر بمظهر الثورية لتبرير حقيقته (الشئ هو صيرورته) في الانهزام و التراجع ثم الانسحاب (أنظر الهامش رقم 1  على الصفحة الأولى للوثيقة).ـ

في مضمون الخط الإيديولوجي  للوثيقة

بنفس المنطق الذي تعاطى به اليمين الجديد مع المنظمة و خطها الثوري الماركسي اللينيني (لا نعتمد هنا الطابع الكرونولوجي ـ الزمني التي تحمله تواريخ إصدار هذه الوثائق، ففي ذلك ضرب منهجي للمنظور المادي التاريخي لسيرورة الأحداث)، الذي بعد تشويهه لسيرورة تبلور الحملم، و تهجمه على الخط السياسي ـ الإيديولوجي و التنظيمي لمنظمة "إلى الأمام"، انتقل للتشكيك في الفكر الماركسي اللينيني و التبرأ كليا من هذا الأخير و من المنظمة. بنفس هذا المنطق إذن، تعاطت كذلك وثيقة الخط العمالوي الفوضوي مع الحملم، و بالتحديد مع منظمة "إلى الأمام"، مع التأكيد على فارق دعوة الأول ـ الخط اليميني ـ إلى الالتحاق بزمرة الإجماع، في حين دعا الخط الثاني ـ العمالوي الفوضوي ـ إلى حل التنظيمات الثورية و الذهاب الفردي اتجاه الطبقة العاملة بدعوى "الطبيعة البرجوازية الصغيرة" للحملم، من دون سلاح التنظيم الثوري، أقوى سلاح يخدم و بالأساس المشروع التاريخي للبرولتاريا ( " الاندماج المباشر بالنسبة لمجموع المثقفين الثوريين، المتبنين للماركسية اللينينية بالحركة العمالية" الوثيقة)ـ

هكذا، و بعد التقاء هذا الخط التصفوي العدمي مع الخط اليميني، على أرضية "الطبيعة البرجوازية الصغيرة للحملم في نشأتها و تطورها" و رد بروزها إلى "منتوج شبيبي هاوي"، نزع عنها أي رابط بينها ـ الحملم ـ و بين الطبقة العاملة و الحركة الجماهيرية على مدى كل سنوات كفاحها، حتى إيديولوجيا (الماركسية اللينينية) الذي اعتبرته هذه الوثيقة أنه لا يعدو أن يكون إلا لفظيا "و لقد انصهرت القاعدة السياسية الإيديولوجية للحملم، في ظل حركة فكرية تميزت بتبنيها للفظ الماركسية اللينينية" تقول الوثيقة ( تناس صاحب الوثيقة و هو ينتقي، في وثيقته هذه، من كتابات لينين و من التجربة البلشفية ما أراد به أن يعزز منظوره للحملم، أن أول مجموعة قادها لينين سنة 1894، كانت تتكون من 17 عضو: 5 مهندسين، 7 طلاب و طالب سابق ـ مارتوف ـ، موظفة ـ كروبسكايا ـ، طبيب و مولدة، بالإضافة إلى لينين)ـ

بعد أن بنت الوثيقة جدارا عازلا بين التشكيلة الطبقية للحملم، و على الخصوص منظمة "إلى الأمام"، منذ انطلاقتها و خلال مسيرة كفاحها، و بين الطبقة العاملة، و جدارا أخر بينها و بين الحركة النضالية للجماهير، اتجهت الوثيقة للتركيز من جهة، على مفهوم "المقدمة التكتيكية"، و من جهة ثانية على المهمة المركزية التي لأجلها تشكلت المنظمة، مهمة بناء حزب البرولتاريا و دور منظمة المحترفين الثوريين، المثقف العضوي و  وحدة الحملم فيها

لم يختلف تعاطي هذه الوثيقة مع منظور اليمين التخريبي في اعتبار سيرورة الحملم "سيرورة عزلة متصاعدة"، حيث " تنتقل تدريجيا من الارتباط العضوي بالجماهير ( تقر الوثيقة هنا بوجود ارتباط عضوي بالجماهير، في الوقت ذاته تنفي فيه عن الحملم و بشكل مطلق هذا الارتباط) في مواقعها النضالية، إلى موقع العزلة عنها في ظل السرية و الاحتراف"، فهي، الحملم، بالنسبة للوثيقة "مجرد مجموعة من المثقفين البرجوازيين الصغار الثوريين، يسعون للارتباط بالحركة العمالية و المساهمة في بناء حزب البروليتاريا" و " تسعى لبسط هيمنتها السياسية و الإيديولوجية على الطبقة العاملة، و باقي الجماهير". و الحل ــ الشكل الذي تقدمه الوثيقة لمعضلة بناء الحزب البروليتاري هو " أن الحزب البروليتاري لا ... يبنى على مراحل..، لكنه مجموعة من التنظيمات تمر من الأشكال الأكثر جماهيرية، إلى الأكثر سرية"، فينغلق هنا منظور و قول صاحبه على ما طرحه للتو: "تنتقل...إلى موقع العزلة ... في ظل السرية"ـ

لقد تغافل صاحب الوثيقة كل ما جاءت به المنظمة ابتداءا من شتنبر 1971 حيث طرح السؤال المركزي الذي وجب على الندوة الوطنية حينذاك الإجابة العملية عليه: كيف يمكن لمنظمة بورجوازية صغيرة أن تتجدر داخل الطبقة العاملة، طليعة الثورة،  من أجل بناء الأداة الثورية البرولتارية ؟ مع تأكيد الندوة الوطنية، بعد ذلك، على " تنامي حدة التناقض بين التركيبة الطبقية البورجوازية الصغيرة للتنظيم و تزايد الوعي و تجدره لدى فئة من المناضلين من أبناء الكادحين" حيث أبانت عن "صعود لمثقفين برولتاريين منحدرين من الجماهير البرولتارية و الكادحة"ـ

أو ما جاء به تقرير 20 نونبر 1972 : " ضرورة بناء منظمة ثورية مهيكلة من المحترفين الثوريين المنبثقين من نضالات الجماهير و يشكلون طليعتها" و "اعتماد الدور الطليعي للبرولتاريا في الخط و الممارسة بما يعني جعل مهمة التجدر داخل الطبقة العاملة في مقدمة كل المهام و ذلك لبناء الطليعة البرولتارية." كما أن "بناء الطليعة البرولتارية هو شرط بناء منظمة المحترفين الثوريين فالعكس يكون مغامرة أو شعار بدون مضمون"  ( و هو عكس ما ينسبه صاحب الوثيقة في حق المنظمة). بالإضافة إلى أن: "بناء منظمة "المحترفين الثوريين" يتم في سياق بناء الطليعة البرولتارية مما يجعل التجدر وسط الطبقة العاملة في مقدمة كل المهام و تحظى بالأولوية، و كل تصور خارج هذا الطرح يعتبر فارغا من أي مضمون حقيقي"ـ

فرغم أن صاحب الوثيقة أراد ل "نقاشه أن يكون واضحا منذ البداية" حول "مفهوم منظمة المحترفين الثوريين" و الذي يقول فيه أنه " أصبح منذ التجربة البلشفية عمادا من أعمدة التنظيم الحزبي بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية" فهو، بالنسبه له دائما " لا يعني بالنسبة للماركسين اللينينيين، تخليهم عن مهمة التطوير الدائمة، التي يمكن أن تمس هذا المفهوم أيضا... لكن المشكل الراهن بالنسبة لنا لا يرقى الى هذا المستوى (مستوى التطوير)، و إنما يتمحور حول موقع هذا المفهوم (بالطرح اللينيني) لدى الحركة الماركسية اللينينية، و نهجها السياسي العام من خلال التجربة " ( ما سجل بين قوسين داخل هذه الفقرة هو إضافة من عندنا لتوضيح أن صاحب المقال لا يهدف التعاطي مع التجربة البلشفية و لا "تطوير مفهومها لمنظمة المحترفين الثوريين"). إلا أنه سرعان ما عصف (من دون "تطوير" و لا تفصيل)، ليس و فقط بالطرح اللينيني ل "مفهوم منظمة المحترفين الثوريين"، لكنه عصف بكل "اللينينية" حين عبر صاحب الوثيقة بشكل صريح "و يمكننا القول اليوم ... في علاقة مع التطور الذي عرفه النظام الرأسمالي العالمي نحو الامبريالية، فإن المرحلة الحالية تشكل نهاية فترة تاريخية طويلة من حياة الحركة الشيوعية العالمية، تبقى في ظلها المبادئ الأساسية للماركسية سديدة و حية، إلا أن الماركسية اللينينية تحتاج بشكل ملح، إلى قفزة نوعية تعصف بالعديد من القوالب الجامدة، و التصورات السياسية و الإيديولوجية، التي تبلورت في المرحلة التاريخية الماضية، و التي أصبحت اليوم عائقا في وجه تطور آفاق الثورة البروليتارية" ( التسطير من عندنا، و تحيلنا هذه الفقرة، إلى فكرة "الجوهر الحي للماركسية")ـ

لقد حاولنا عدم السير بهذا التقديم اتجاه بلورة قراءة نقدية للوثيقة (انظر لمجموعة من الملاحظات التي تم تسجيلها على هوامش الوثيقة)، بقدر ما حاولنا فقط، وضع القارئ في صورة بعض أفكار الوثيقة. هذا لا يمنع من القول، أن ما يميز منظور صاحب الوثيقة هو نظرة عدمية بنفيه لأحد القوانين المركزية للديالكتيك المادي، و هو قانون التحول النوعي للمادة في حركتها.  و الذي، بالنسبة لنا، مرده النظرة الذاتوية ـ الستاتيكية و المغلقة التي تعزل حركة الطبقة العاملة و حركة تطور وعيها عن حركة تطور الخط الإيديولوجي ـ السياسي و التنظيمي لمنظمة المحترفين الثوريين، و تطور وعي "المثقف الثوري"، في سيرورة بناء حزب البرولتاريا. و بالخصوص، الدور المركزي للمنظمة الماركسية اللينينية في صقل و صهر عملية تطور الوعي الثوري هذه، مع التصفية الأيديولوجية و التربية الشيوعية لمثقفيها و برولتارييها الثوريين، و هزم كل المنوعات الإيديولوجية الأخرى وسطها و وسط البرولتاريا في سيرورة عملية البناء تلك للحزب البرولتاري الثوري

لقراءة الوثيقة، اضغط على العنوان أسفله

اليسراوية.jpg

 

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.