Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الوثيقة الثانية من ملف "الخط اليسراوي العفوي الجديد: من النزعة العمالوية الاقتصادوية إلى التصفوية و الفوضوية و العدمية" ـ "حول أزمة اليسار الجديد" ـ 1981

Pin it!

ينشر موقع "30 غشت" الوثيقة الثانية من الملف الثاني "من وثائق الصراع داخل المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" "، و هو ملف: "الخط اليسراوي العفوي الجديد: من النزعة العمالوية الاقتصادوية إلى التصفوية و الفوضوية و العدمية"، الذي منه نشرنا الوثيقة الأولى التي فيها دعا صاحبها، بصريح القول، إلى حل تنظيمات الحركة الماركسية اللينينية المغربية و التوجه الفردي، العاري من أي ارتباط تنظيمي سياسي و إيديولوجي، نحو الطبقة العاملة.

الوثيقة التي ننشرها اللحظة، صدرت على صفحات مجلة "الجسور" المغربية لسنة 1981 (أنظر الهامش رقم 1 لمعرفة المزيد عن صاحب المقالة و مساره داخل منظمة "إلى الأمام".).

لم تخرج هذه الوثيقة عن سياق الهجوم الذي تعرضت له المنظمة و خطها الكفاحي الثوري للضربات، من داخلها، في تاريخها و أسسها الإيديولوجية و السياسية و التنظيمية.

 

إلا أن ما ميز هذه الوثيقة، هو عدم جدية و جرأة (الجرأة النضالية الثورية) صاحبها في "تقديم نقد أو تقييم" للحركة الماركسية اللينينية المغربية، و على الخصوص لمنظمة "إلى الأمام" التي ناضل في صفوفها. بل ما طبع فعلا مقالته، هو محاولته تقزيم و تبخيس كل تاريخ الحركة الماركسية اللينينية المغربية الفكري و السياسي الثوري. و كأن ما أسماه هو ب "الفشل" (يكاد يكون هذا المصطلح هو نقطة الارتكاز في مقالته، و هو تعبير فعلي عن حالة الضياع و تفتت "فكر" صاحبها)، كان عظيما و مهولا جدا أمام ما طرحه هو بنفسه و بطريقته اليتيمة التي حولت لفظيا المهمة المركزية للمنظمة في بناء الحزب الثوري الماركسي اللينيني تحت إرهاب أعتى الدكتاتوريات في المنطقة، إلى مهمة، و بتسطيح لغوي بسيط لصاحبه، "بناء حزب ماركسي".

بنفس منطق هجوم سابقيه في الخط اليميني و صاحبه في الخط اليسراوي العفوي، و هو الذي تدحرج بين دفتي الخطان، منطق توجيه الضربات بداية للمنظمة و من خلالها الهجوم مباشرة على الفكر الماركسي اللينيني، إلا أنه تميز، مرة ثانية، عن سابقيه و هو منهم، بتجريده للحركة من "اللينينية" من دون حتى "سابق إشعار"، و هو الذي كان يوما ما في قيادتها كمنظمة ماركسية لينينية. و كأن "اللينينية"، التي عمل الخطان معا على الرمي بها هكذا دون أي جهد يذكر، كانت و بتعبير صاحبه في اليسراوية إضافة "لفظية" (أنظر الوثيقة الأولى من هذا الملف الثاني)، ليـأتي حديثه عن "الحركة الماركسيةفقط، معبدا بها الطريق مباشرة لضرب الجذور الفكرية و السياسية لمجموع الحركة الشيوعية الثورية و تجاربها التاريخية.

هكذا جاءت جل أفكاره خلاصات نهائية من دون أي إثبات تاريخي أو تحليل، بل حاملة كل السموم الإيديولوجية اللبرالية المنبع، مقنعة بلغة و مفاهيم "يسارية".

يقول صاحب النص في حديثة عن ما أسماه "فشل" الحركة في "بناء حزب ماركسي": "هل الأمر يتعلق "بفهم و استيعاب و تطوير" الماركسية كفكر أم بالتطبيق؟ لكن طرح السؤال بهذه الطريقة، يتضمن، أن الماركسية هي الطرف المثال الخالي من أية مشاكل، و أنها أيضا كمصطلح تعني شيئا دقيقا" (انتهت فقرة صاحب النص و التسطير من عندنا). هذا الحديث يتماشى و الحديث الذي سبقه: "فشلت (الحركة) في تحقيق الأهداف التي كان من المسلم به نظريا أن تكون منجزة..بناء حزب ماركسي.."(التسطير من عندنا).

إن هذا "المنطق" الذي يجوهر النظرية، بمنحها جوهرا نظريا ثابتا و خالصا، و يقيمها في علاقة خارجانية مع الممارسة، هو عين المنظور المثالي (ما أسماه بالتطبيق، هو  مصطلح اختير هنا بعناية ليضع الكاتب طرفه الأول من معادلته غير المادية الجدلية، و هو طرف النظرية في مستوى أعلى ـ منزه ــ، هي في علاقة خارجانية مع طرفه الثاني، الأدنى ـ التطبيق ـ.). في حين أن علاقة النظرية بالممارسة، هي علاقة وحدة تناقضية، قد يحتل فيها أي طرف منها، الذي هو نفسه وحدة تناقضية (من كونية التناقض، فلا نظرية خالصة في ذاتها، و لا ممارسة هي الأخرى خالصة في ذاتها)، و في ظروف ملموسة و جد محددة، الطرف الرئيسي لذاك التناقض.

بطريقته تلك إذن، تم مرة أخرى عزل النظرية، بعد عملية جوهرتها و نزع نقيضها الذي هو فيها، عن كل سيرورتها المادية التاريخية لتتسطح فيسهل ضربها. فالمهزلة هنا، هي أن حديث الكاتب يجري و كأن المنظمة لم تعي أبدا العلاقة الديالكتيكية بين النظرية و الممارسة و هو القائل في حقها ب "الطابع المكثف لعملها النظري". و المهزلة الكبرى، هي أن كاتب المقالة و "بعد أزيد من عشرة سنوات" (كما يحلو له ترديدها في نصه)، ينزلق ببساطة شديدة إلى ضفة الفكر المثالي و لم يتقدم في فهمه و استيعابه لهذه العلاقة المادية الديالكتيكية، هي تعبير واضح عن عدم استيعابه لما هو "التناقض في كل شيء"، فضيحة كاتبنا هنا هي حين حاول الحديث عن ما أسماه ب "الفهم الصيني الثنائي للديالكتيك: في كل شيء يوجد ضدان متصارعان، ضدان اثنان، بالمعنى الحسابي.." هذا الكلام و بهذه الصيغة الثابتة و المسطحة، ليس لماو تسي تونغ، بل لأحد من كان في قيادة المنظمة. و الفرق واضح بين من يضع النقيضين كل بجوهره و في علاقة خارجانية، تماثلية، مع الأخر، وفاءا منه دائما لتعاطيه الأولي مع "الماركسية كفكر أم تطبيق"، و بين مقولة "الواحد ينقسم إلى اثنين" التي تتضمن، حتى في صياغتها المترجمة هنا (يعبر عنها فعل ـ حركة ـ "ينقسم")، السيرورة المادية التناقضية (هي تعبير عن الطبيعة الديناميكية الملموسة للديالكتيك المادي. ـ انظر لأجل معرفة المزيد بهذا الصدد، بعض ما جاء في محاضرات المدرسة العسكرية و السياسية ـ "ينان" ل غشت 1937 ـ الأعمال الكاملة الجزء الأول).

لم يخل حديث صاحب النص من تناقضات، من دون أن نثير هنا عملية التزييف المقصودة و القفز على بعض الحقائق التاريخية للمنظمة كون صاحب النص كان في صفوفها منذ انطلاقتها الأولى كما عمل في قيادتها (أنظر العديد من الملاحظات التي تم تسجيلها على هوامش الوثيقة، و للتعمق أكثر في تعرية عمليات التزييف المقصودة التي تعرض و يتعرض لها تاريخ المنظمة، يستحسن الاضطلاع على وثائقها كما هي هنا على موقع "30 غشت"، دون زيادة أو نقصان).

فالقول مثلا بأن الطبقة العاملة و الفلاحين، الجماهير الشعبية بشكل عام، تعرف " انتشار الأمية في صفوفهم بشكل خطير"، و في موضع أخر: " انتشار الأمية المهول في صفوفهم"، لا يستقيم مع قول أخر لصاحب النص: " نفور الغالبية العظمى للشعب المغربي من الفلسفة الماركسية و كل فلسفة مادية"، فالفكرة الأخيرة، بالطريقة و الصيغة التين بهما وضعتا، تشترط عكس ما تقول به فكرته في الجملتين الأولتين. هذه "الأمية" التي يضعها صاحب النص في وجه المنظمة، لا نجد لها أي أثر حين يتحدث الكاتب عن النظام من دون أن تكون له الجرأة النضالية على تسميته كنظام حتى لا نقول ذكره لطبيعة هذا النظام، يقول:"فالشعار الرئيسي الذي جند كل الشعب المغربي، إعلان الاستقلال و رجوع الملك محمد الخامس، قد تحقق.".

لا نجد صراحة أي موقف من النظام، و لا شيئا من طبيعته، اللهم وصف يتيم كهذا: " الظرف السياسي العام، الذي كان يتميز...بقساوة". و حتى حين تعلق الأمر بالقمع و الاعتقالات التي تعرضت لها المنظمة و الحركة الجماهيرية، لم نجد أي شيء يذكر في حق أعتى الديكتاتوريات في المنطقة. و كأن المنظمة، إلى جانب ما نصبه صاحب النص شعارا لمقدمته "فشلها في بناء حزب ماركسي"، تتحمل مسؤولية كل ما آلت إليه أوضاعها، سواء الداخلية أو حركتها و علاقاتها بمحيطها النضالي. كما لا نجد أي موقف صريح من ما أسماه ب "استقلال 1956"، الذي في صيغته التي بها طرحها صاحب النص، يبدو و كأنه ـ هذا الاستقلال ـ في حقيقته الفعلية شيء أخر غير طبيعته الشكلية، يقول:" كانت الحركة الماركسية، تعتبر استقلال 1956، مجرد استقلال شكلي" (التسطير من عندنا).

كما أن القول ب:"هياكل سياسية مغلقة" للمنظمة، لا يتوافق و قول "أن "إلى الأمام" كانت صاحبة التنظيم الأكثر تماسكا، و وضوحا من حيث الهياكل". أو قول أنها "كانت غير واضحة بالنسبة للشعب، و ذلك من حيث التنظيم، و هذا سر انتشار تسميتها بالجبهة" (التسطير من عندنا)، و قول:" عملها منحصرا في الشبيبة المدرسية"، و هي التي و بقول صاحب النص:"أحدثت، و تركت تأثيرات فكرية و سياسية في المجتمع".

ننتقل إلى ما وضعه ب "طرح السؤال الأساسي: كيف يجب التعامل مع مسألة الدين في النضال السياسي؟.."، أو قوله هذا: "لكن كون المغرب بلدا إسلاميا، و بلدا فقيرا من حيث التقاليد الديمقراطية، فإن ذلك كان يسهل اتهام أي مناضل ماركسي بالزندقة و الشعوذة..". ألم يعلم صاحب النص، و هو القائل ب "الطابع المكثف لعملها النظري"، أن الفلاسفة "اللبراليون" و هم كثر، و كذلك أوائل "الاشتراكية الطوباوية" (روبيرت أوين مثلا) عملوا، زمن الصعود التاريخي للبرجوازية، على المواجهة السرية و العلنية للفكر الديني رغم هيمنة هذا الأخير في عقول الملايين من العمال و الفلاحين و العديد من الشعوب، و رغم السلطة التي امتلكتها آنذاك مؤسسة الكنيسة في تحالفها مع الإقطاع. عمل هؤلاء الفلاسفة، في الفكر و السياسة، على تحطيم و تدمير كل تلك الأساطير الدينية. لن نحاول هنا تصور أو تخيل كيف كان من الممكن أن يكون عليه هذا الحال لو اتبعت البرجوازية و فلاسفتها، في مرحلتها تلك، التي هي غير مرحلة سبعينيات القرن العشرين، منطق فكر صاحب هذا النص ـ الكارثة. من دون الحديث هنا عن حالة الوضع (دينيا) في روسيا و الصين من الملايين البشرية، قبل و خلال (و بعد) تجاربها الثورية. إن تبرير عزل الفلسفة الماركسية، المادية الديالكتيكية، عن العمل السياسي الثوري بعامل الدين أو غيره، هو عين العفوية و الفوضوية. هي محاولة لا منطق تاريخي لها أو يدعمها، و لا هي من الماركسية في شيء (الفلاسفة عملوا فقط على تفسير العالم و بشكل مختلف، ما يهم هو تحويله). لا نريد تحويل هذا التقديم إلى مقالة أو دراسة في هذا الشأن، بل سنذهب حيث أراد صاحب النص أن يحط عقمه الفكري و السياسي. يقول في حق الماركسية التي طبعها و من دون مقدمات ب "الأزمة"، في عملية تهييئية لضربها بعد أن عبد طريقه لذلك، كسابقيه، بضرب المنظمة في تاريخها و فكرها، يقول أنها:" الأيديولوجية المطلقة المغلقة". لسنا نحن من سيرد على هذا العقم، بل نرده إلى موقف مؤسسي الشيوعية الثورية من الفكر الفلسفي الهيجلي، و وضعه الديالكتيك في تناقض مع محتوى بنيانه الفلسفي حول "الفكرة المطلقة" التي تنغلق على ذاتها "بعد" اغترابها، و التي تحقق كمالها في فلسفة هيجل، فمن هنا تم إعلان "الحقيقة المطلقة" هي كل المحتوى الدوغمائي للبناء الفلسفي الهيجلي الذي يتعارض مع الديالكتيك. (أنظر "فويرباخ و نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية" ـ فصل "من هيجل إلى فويرباح" ـ انجلز).

موقف صاحب النص من الماركسية ك "إيديولوجية مطلقة مغلقة"، هو مقدمة لوضع كل التجارب "الاشتراكية" على نفس مستوى الأنظمة البرجوازية الفاشية "فالدول الاشتراكية أعنف في مواجهة شعوبها من الدول الرأسمالية" يقول صاحب النص. منطق التفكير هذا الذي يجوهر كل شيء، و تتساوى لديه المتناقضات، ينتهي فعلا إلى ما قاله أب الفلسفة المثالية هيجل:" كل ما هو واقعي هو عقلاني، و كل ما هو عقلاني هو واقعي" (أنظر على نفس المرجع المذكور أعلاه، للرد الحاسم الذي صاغه انجلز في تعريته لمثالية و مقاصد هيجل.).

لقد تموقع كاتب النص، و عن حق، من بداية وثيقته في صف "الاتجاهات التي تبتعد عن تلك المبادئ"، و قصده هي "المبادئ الأساسية الأولى التي انطلقت منها" المنظمة و الحركة الماركسية اللينينية المغربية عموما. كما اعترافه بمن " من زال متمسكا" بتلك المبادئ الأساسية. و كأنه من بداية تقديمه هذا، يضع حدا بينه و بين تلك المبادئ الثورية الماركسية اللينينية، و يقدم "طلب التوبة" عنها و عن الحركة و كل رصيدها الثوري.

 

لقراءة الوثيقة، اضغط على العنوان أسفله
اليسراوية ـ الفاكهاني.png

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.