ينشر موقع "30 غشت" الوثيقة الوحيدة من الملف الثالث الذي نعونه ب: «نظرية العوالم الثلاث: من الماركسية ــ اللينينية إلى التحريفية الدنغسياوبية»، "من وثائق الصراع داخل المنظمة الماركسية اللينينية المغربية إلى الأمام". و هي وثيقة لم تكن تحمل أي عنوان في الأصل و لم يسبق أن تم نشرها من قبل، معتمدين فيها على النسخة الأصلية بخط يد أصحابها الذين ظلوا مجهولي الهوية حتى اليوم (لمعرفة المزيد، أنظر الهامش 1 على الوثيقة).

ما يميز جوهريا هذه الوثيقة التي صدرت أوائل ثمانينيات القرن الماضي، من دون التعاطي هنا مع يستتبع ذلك من تفاصيل للتحليل المقدم فيها و الذي فيه تم الارتكاز على نظرة محددة للتناقضات القائمة عالميا؛ قطريا و محليا، هو عدم التحديد السديد و الدقيق لهذه التناقضات و تبيان ترابطاتها و تداخلاتها و تمييز القوى الطبقية الأساسية و الرئيسية في المشروع البروليتاري الثوري، كما عدم التوضيح الفاصل و القطعي لمضامين و طبيعة "التحرر الوطني " و "الاستقلال" و "بناء الدولة المستقلة"… هكذا نجد مجموعة من الصيغ التي فيها تم تذويب هذه القوى الطبقية الأساسية و الرئيسية، نقرأ مثلا في الوثيقة: "إن التناقض الرئيسي في عالمنا المعاصر، هو بين دول و شعوب العالم من جهة و القوتين الأعظم من جهة أخرى، و تعتبر دول و شعوب العالم الثالث، و ضمنها البلدان الاشتراكية، القوة الرئيسية في النضال ضد الامبريالية الاشتراكية و الامبريالية."، فهذه الدول، ما أطلق عليه ب "العالم الثالث"، و 'شعوبها' توجد هنا و بهذه الصيغة على نفس الدرجة و النوع، و على نفس الموقع، من التناقض مع "القوتين الأعظم" ("الامبريالية الأمريكية و الامبريالية السوفياتية")، و أصبحت فيها هذه الدول من ثمانينيات القرن الماضي، و التي هي في غالبيتها استبدادية و أجهزة بيد طبقات رجعية تبعية و طيعة لأسيادها الامبرياليين، إلى جانب "شعوبها" "قوة رئيسية في النضال ضد الامبريالية الاشتراكية و الامبريالية".

أو كما جاء في هذه الصيغة التي فيها تساوت أدوار و ذابت فيها الفوارق بين ما أسمته الوثيقة ب"الأدوات الرئيسية لقيادة….الثورة" : "إن التناقض الأساسي في الوطن العربي اليوم، هو ما بين القوتين الأعظم و إسرائيل و الامبرياليات الأخرى، و تشكل حركات التحرر الوطني العربي و المنظمات الماركسية-اللينينية العربية، الأدوات الرئيسية لقيادة نضال الأمة العربية من أجل الاستقلال و التحرر و الثورة. أما التناقض الرئيسي في الوطن العربي حاليا، فهو ما بين الكيان الصهيوني و قوى الامبريالية و الهيمنة و خاصة منها الامبريالية الأمريكية من جهة، و البلدان العربية المناضلة من أجل الاستقلال و التحرر الوطنيين من جهة أخرى، و تشكل حركات التحرر الوطني و المنظمات الجماهيرية و الديموقراطية، و التنظيمات الماركسية-اللينينية العربية، الأدوات الرئيسية لهذا النضال."

إن عدم تحديد الوثيقة الدقيق و السديد هذا للتناقضات، يجد أصوله في تغييب التحديد الماركسي اللينيني للتناقضات عصر الهيمنة الامبريالية، و محاولتها ـــ الوثيقة ـــ الاتجاه كليا نحو تركيز الانتباه لصعود "امبريالي بقناع اشتراكي"، بهدف إبراز تموقع إيديولوجي "أنتي سوفياتي"، رغم حسم المنظمة الباكر مع تحريفية هذه الأخيرة، أمام الموجة التحريفية "الجديدة" التي عصفت بالمنظمة و خطها الماركسي اللينيني الثوري في هذه الفترة.

لقراءة الوثيقة، اضغط على العنوان أسفله