Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الجزء الثالث:" تطور مواقف المنظمة من قضية الصحراء من خلال بعض أدبياتها التحريضية والدعائية ــ فترة 1974 ـــ 1975" ــ الوثيقة الثانية:" حكم الحسن ــ عبدالله ــ الدليمي حكم العطش و الجوع و الطرد و السيمي" ـ

Pin it!

ص1.gifفي نهاية يوليوز العام 1974 أصدرت المنظمة الماركسية-اللينينية المغربية "إلى الأمام" منشورا تحت عنوان"حكم الحسن-عبدالله-الدليمي، حكم العطش والجوع و الطرد والسيمي" في ظل أجواء مشحونة كانت تعيشها مدينة طنجة، جراء انعدام الماء و معاناة جماهير طنجة من ذلك، و خاصة في الأحياء الشعبية من المدينة، حيث سقط 5 مواطنين موتى نتيجة العطش (1 في بني مكادة،2 في مرشان،1 في كسبرطا، 1 في المصلى).و في نفس الوقت كانت الطبقة العاملة في طنجة تتعرض لحملات الطرد، كما وقع في معمل"تيسمار" حيث تعرض 48 عامل للطرد (انظر المقال- التحقيق الصادربجريدة إلى الأمام العدد19 - يناير 1974 تحت عنوان"عمال تيسمار في مواجهة الباطرون و الإتحاد الرجعي"). كما عرفت ثانويات طنجة طرد 440 تلميذ، و كانت نسبة النجاح في الشهادة متدنية لحد أن الأغلبية من التلاميذ أصبحت مهددة بالطرد والعطالة.

 

إن السياق الخاص لمدينة طنجة لم يكن معزولا عما يجري على مستوى البلاد برمتها، من تصاعد للقمع وصل حد إطلاق الرصاص على عمال جرادة، و تزايد الإعتقالات و المحاكمات الصورية التي كانت تحاك لمناضلي النقابة الوطنية للتلاميذ و الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و للنقابيين... و بالمقابل كانت الجماهير تتحرك لمواجهة سياسات التفقير و الطرد و التهميش و خنق العمل النقابي و القمع و النهب، مما كان يزيد في تعميق أزمة النظام و يدفعه في محاولة الهروب من أزمته، إلى المزاوجة بين القمع الذي عرف تصاعدا مستمرا خاصة منذ المحاولتين الإنقلابيتين في يوليوز 71 و غشت 72 و المناورة السياسية عبر اللعب على سياسات"الإجماع الوطني" و غيرها لفك عزلته.

كانت مدينة طنجة صيف 1974 تحترق تحت وطأة ارتفاع الأسعار و انعدام الماء و الطرد و التهميش التي اكتوى بنارها عشرات الألوف من ساكنة الأحياء الشعبية و العمال و الكادحون، نار زادتها حرارة الموسم و الصراع الطبقي لهيبا.

لخدمة الجماهير و الدفاع عن مصالحها لم يكن مناضلوا المنظمة و مناضلاتها يعرفون شيئا اسمه "العطلة النضالية". فما أن انفجر الوضع حتى كانوا إلى جانب الجماهير منددين بالوضع القائم، و محرضين على النضال، و فاضحين مرة أخرى ديماغوجيات النظام، و داعين إلى الوقوف في وجهه و التصدي لسياساته.

و في قلب النضال، و تحت القمع المسلط على رقاب جماهير المدينة، انكتب هذا المنشور الذي حمله مناضلوا و مناضلات المنظمة إلى المعامل و الثانويات و الأحياء الشعبية (بني مكادة، المصلى، السانية......). و هب مناضلوا و مناضلات النقابة الوطنية للتلاميذ للدفاع عن المطالب العادلة للحركة التلاميذية و الحركة الجماهيرية.

و تحركت الآلة القمعية للنظام لتشن حملات قمع و تمشيط استهدفت عمالا (بمساعدة الباطرون الذي أعطى أسماء العمال للبوليس) و تلاميذ و طلبة و مواطنين في إحدى أكبر الحملات التي تعرضت لها المنظمة و النقابة الوطنية للتلاميذ بمدينة طنجة. و تعرف هذه الحملة ب "حملة غشت".

و في مراكز القمع بطنجة تعرض المناضلون لتعذيب شديد، و استعملت كل الوسائل لإعتقال المناضلين(اعتقال عائلاتهم مما سبب لإحداهن حالة اجهاض...) و ذلك قبل نقلهم إلى "درب مولاي الشريف" السئ الذكر، حيث قضوا أكثر من سنة من التعذيب النفسي و الجسدي ليقدموا إلى محاكمة الدار البيضاء في 3 يناير 1977، و لينالوا عشرات السنين من السجن في إطار محاكمة صورية طبخها النظام للحركة الماركسية اللينينية المغربية.

و بعد مرور أكثر من 40 سنة على صدوره و توزيعه، سيبقى هذا المنشور علامة منيرة في تاريخ اليسار الماركسي اللينيني بمدينة طنجة التي لن تنساها ذاكرتها الشعبية،كما سيظل عنوانا لتاريخ مشرق من النضال و التضحيات الجسام قدمها مناضلوا و مناضلات المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" في أحلك ظروف القمع و الإستبداد، إنه منشور كتب بدماء مناضلين ثوريين ليروي تاريخ العطاء النضالي لشعبنا.

لقراءة الوثيقة، اضغط على الصورة أسفله

ص.gif

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.