Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الحلقة الثانية من دراسة "مسلسل تصفية منظمة إلى الأمام" ــ 25 نونبر 2016

Pin it!


خ1.gif

بعد نشر الحلقة الأولى من دراسة "مسلسل تصفية المنظمة الماركسية ــ اللينينية المغربية ‘ إلى الأمام’ " و التي ضمت توطئة الدراسة، الفصل الأول و الفصل الثاني، ينشر الموقع اللحظة كلا من الفصل الثالث، الرابع، الخامس و السادس من القسم الأول للجزء الأول.

 

 

 

 

 تنبيه: سيجد القارئ مجموعة من الكلمات ملونة بالأسود وسط النص، و هي كذلك للإشارة إلى أن مكان تلك الكلمات تتواجد هوامش النص التي يكفي وضع المؤشر ( curseur) فوق الكلمة كي يظهر الهامش باللون الأسود(من دون نقر).

  

مسلسل تصفية المنظمة الماركسية – اللينينية المغربية "إلى الأمام":

الأحداث، السيرورات، الأطروحات، الملابسات و النتائج

 

الجزء الأول

القسم الأول

 

الفصل الثالث :

صراعات 1979 بين الجهل بالحقائق و التأطير الإديولوجي "المجرد"

 

لعل السؤال المشروع الذي نطرحه هنا، هو أنه من أين تأتي الصعوبات بالنسبة للأجيال الجديدة من المناضلين الماركسيين ــ اللينينيين المغاربة، و حتى بالنسبة للعديد من القدامى منهم، في التقاط الخيط الموجه لتلك الأحداث و الصراعات و الذي يساعد على فهم ما جرى و إدراك كنهه؟

خضعت تجربة الحملم عموما و منظمة "إلى الأمام" خصوصا، إلى تعتيم شديد و لوي لعنق الحقائق التاريخية، لصالح التيارات الإصلاحية و التحريفية و القيادات التي مثلتها سياسيا و تنظيميا، و مرة أخرى تم الحديث عن التجربة بلغة من حرفوا المسار الثوري للحملم و لمنظمة "إلى الأمام"، نعني بذلك هنا، تلك الخطوط التي انتصرت في ثمانينات القرن الماضي داخل المنظمتين الرئيسيتين للحملم، منظمة "إلى الأمام" ومنظمة "23 مارس".

هكذا وظف الإصلاحيون الجدد و التحريفيون الجدد ( الإصلاحية و التحريفية توأمان)، كل أسلحتهم الإديولوجية و مناهجهم البرجوازية الصغيرة لتشويه التجربة، و إفراغها من مضمونها الثوري، ليؤسسوا بذلك شرعيتهم "التاريخية" و "النضالية" خدمة لمسارات سياسية جديدة، دشنوا بها العمل منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي.

لقد لعب العامل الإديولوجي هنا، دورا كبيرا في كتابات هؤلاء و أولئك، ممن انتهوا إلى هاته الاتجاهات الإصلاحية و التحريفية. فلوي عنق الحقائق أو السكوت عنها و طمسها، قد صاحبته الانتقائية و العموميات و فصل النصوص عن سياقها و النفخ في الذات، و استعمال مقص بروكسيوس اتجاه الأشخاص و الأفكار المزعجة،حتى أن القراءة المتأنية لبعض كتاباتهم تجعل القارئ غير العارف بتجربة المنظمة، يعتقد أن هناك شخصان أو ثلاثة هم من كان يحرك كل شيئ ،الباقي (هذا إذا تم الاعتراف بهم) مجرد كومبارس.

إن العديد من الكتابات (مقالات أساسا و بعض الكتب) سواء تعلق موضوعها بمحاولة مسح عموم التجربة، أو التصدي لفترة من فتراتها، قد تميزت بذاتية مفرطة، و باستخفافها بالمعطيات و بالنظرة التبسيطية للأمور، حد الابتذال و السقوط في النظرة الأحادية الجانب، كل هذا خدمة للحاجات التي يجود بها أهل "الحل و العقد" من امبريالية و نظام كمبرادوري و الموجات المعادية للشيوعية و صعود التيارات الإصلاحية، و اختلط هذا الكشكول بالنزعات المعادية للستالينية، و تأثير من أطلق عليهم ب "الفلاسفة الجدد" و كتاب "أرخبيل الكولاغ" لصاحبه سولجنتسين، إضافة إلى "الأوروشيوعية" و الميتراندية و الغورباتشوفية .

لقد تغدت بعض الكتابات، من حاجات الوقت التي كانت تفرضها أبواق الدعاية الامبريالية ضد الاشتراكية و الماركسية ــ اللينينية و الستالينية، بحثا عن مكان يحتلونه بين "أبطال" معاداة الشيوعية من كتاب و كلاب حراسة الامبريالية.

لقد لفقوا من أجل ذلك الأكاذيب، و اصطنعوا الإشاعات، ليقدموا أنفسهم إلى الامبريالية و النظام الكمبرادوري و القوى الإصلاحية باعتبارهم، ضحايا الستالينية (من أحسن النماذج في هذا المجال نجد كتاب "لالة شافية").

هناك فئة أخرى ممن تصدوا للكتابة عن التجربة،في محاولة لشرعنة وجود تيارات تحريفية و تقديمها و كأنها "استمرارية شرعية" لعموم الحملم و لمنظمة "إلى الأمام" ( نترك هنا جانبا مفهوم "الاستمرارية" الذي يحمل لبسا و غموضا حول ماهية هذه الاستمرارية).

هاته الفئة من كتاب المقالات و الخواطر بمناسبة أو بدونها، و بتلافي الكلام عن تجربتها الخاصة، ستوظف الكتابة لتوزيع المراتب و النياشين و الأوسمة لصنع أبطال فوق التاريخ، و جعلها شخوصا مرموقة مقدسة،لأن "الحقيقة الثورية " تخرج من أفواهها كما تخرج منيرفا من رأس جوبيتر.

هكذا يتم تقسيم المناضلين الذين يحظون بالرضى إلى طائفتين، الأولى (و هي قليلة جدا لأن التاريخ ينذر أن يجود بها دائما) و يلقب كل فرد منها بالدينامو أو العقل المدبر... أما الثانية فليست سوى أداة منفذة و مجرد كومبارس مصاحبة. نحن هنا أمام مفهوم هوليودي للتاريخ (تماما كما في الأفلام الهوليودية حيث هناك بطل و هناك كومبارس يؤدي أدوارا ثانوية) و طبعا، فالبطل قادر على هزم جيوش بكاملها. إن هذه الصبيانية المانوية الموزعة لجوائز الأوسكار على الطريقة الأمريكية، تلعب لعبتها بوجود جمهور مستعد نفسيا و مستلب ( نعني هنا قارئ مستلب)، ينتظر أن تقدم له انتصارات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع. تمثل أفلام رامبو الشهيرة نموذجا للانتصارات الوهمية للامبريالية الأمريكية في الفيتنام (سينمائيا) بعدما لقنها الشعب الفيتنامي البطل و قادته الثوريين من أمثال هوشي منه و جياب، أول هزيمة عسكرية في تاريخها.

إن هذا الصنف من الكتابة لا زال موجودا، و تعشش في مخيلة أصحابه و كذا حوارييهم من جمهور مستلب و من قواعد فاقدة للبوصلة، تلك النظرة الصبيانية للتاريخ.

و أخيرا، طل علينا في الفترة الأخيرة مقال تحت عنوان:" تحريفية أم انتصار الخط البروليتاري؟ – خط إعادة بناء منظمة"إلى الأمام" سنة 1979، سليم الحارثي .

فقد حاول الكاتب في هذا المقال أن يقدم لنا طبقا جديدا، يحاول من خلاله الدفاع عما أسماه الطابع البروليتاري ل"خط إعادة البناء". و هكذا، و في معرض حديثه عن ما أسماه "مسلسل إعادة البناء"، تناول صاحب المقال تجربة المنظمة من الوسط (تماما كما تؤخذ العصا من الوسط )، بحيث حاول تغطية فترة 1979 ـــ 1985 دون سواها، و أغفل أو تغافل الحديث عن الفترة السابقة عن ذلك، و تمتد هذه الأخيرة إلى تسع سنوات (1970 ــــ 1979)، و في نفس الاتجاه، توقف مسلسله "لإعادة البناء" عند سنة 1985. أما أين انتهى هذا المسلسل، و نحن أمام مرحلة بكاملها امتدت تسع سنوات (1985 ــــ 1994)، فهل كان حل منظمة "إلى الأمام" سنة 1994 هو الآخر انتصارا للخط البروليتاري؟ أم أن الخط البروليتاري انتهى عند 1985؟.

لا نجد أجوبة عند كاتب المقال، و في انتظار تحليل مقالته نقديا، تلك المقالة التي أتحفنا بها صاحبها و دعانا من خلالها إلى قراءة مجموعة من الفقرات المأخودة من مجموعة من النصوص المعزولة عن سياقها ،لإثبات بروليتارية خط إعادة البناء،و كأنه يقول، أوركا لقد وجدتها ، فتأملوا معي، لقد كنا خطا بروليتاريا و ليس تحريفيا كما ادعى بعض الجهلة، و مرددو الجمل الجوفاء غير العارفين بتاريخ المنظمة!.

يمكن الجزم منذ الآن، و قبل الدخول في النقاش التفصيلي للمقالة، بأن صاحبها قد سقط في نظرة مثالية للتاريخ دون أن يعي ذلك، كما قام بممارسة غش و تزوير للتاريخ لخدمة أطروحته البروليتارية جدا.

لقد غاب عن صاحبنا ثلاثة أمور أساسية و هي :

1 ـــــ جهل كبير بالحقائق التاريخية، و اعتماده نظرة أحادية لتاريخ الصراع داخل المنظمة.

2 ـــــ جهل، و عدم إلمام بما يعنيه خط سياسي، و من تمة عدم التفريق بين التوجهات العامة و الخط الفعلي.

3 ـــــ تجاهله للمنهجية الماركسية في الكتابة التاريخية، و التي قام بالتأسيس لها كل من كارل ماركس و فردريك انجلز . حسب هاته المنهجية يعرف الحاضر في مستقبله، بمعنى آخر كما يقول كارل ماركس "التركيب العضوي للإنسان هو مفتاح التركيب العضوي للقرد " (مقدمة كتاب "الرأسمال").

لقد درس كارل ماركس نمط الإنتاج الرأسمالي انطلاقا من أعلى درجات تطوره آنذاك ( بريطانيا هي النموذج لهذا التطور) و لم يبدأ من القرون الأولى لنشأة الرأسمالية ... (انظر كتاب "الرأسمال" لكارل ماركس).

و عند صاحب المقالة أعلاه، فقد توقف التطور عند سنة 1985، و كان عليه أن يبدأ من حيث انتهى تطور المسلسل (مسلسل إعادة البناء) سنة 1994. فهل يا ترى تفتقت تلك المراجعات التي عرفتها المنظمة بعد 85 من فراغ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟.هذا ما سنراه في فصول لاحقة.

 

الفصل الرابع :

إشكالية الخط السياسي وصعوبة التحديدات الزمكانية للصراعات داخل منظمة "إلى الأمام".

 

تنتصب أمام الأجيال الجديدة من المناضلين و حتى بعض القدامى منهم، صعوبات جمة للإمساك بالخيط الموجه لتلك الأحداث التي انفجرت خلال نهاية عقد السبعينات من القرن الماضي داخل الحملم و منظمة "إلى الأمام"، و تميزت بانطلاق صراعات قوية و حادة داخل منظمة "إلى الأمام" و الحملم.

هناك مجموعة من الأسباب و العوامل الموضوعية و الذاتية، ساهمت في تشويش الرؤية و تضبيبها بالنسبة لتجربة "إلى الأمام" لدى العديد من المناضلين ،و يمكن اختزالها فيما يلي:

1 ـــــ عند كل محاولة لفهم التجربة أو تناولها تنتصب إشكالية الخط السياسي التي تطرح سؤالا منهجيا حول ماهية هذا الأخير، بمعنى آخر ما هو خط سياسي؟

لن نتناول هنا الطرح الماركسي ــ اللينيني للخط السياسي، فالطرح النظري هو خارج اهتمامنا هنا.

لكن، و على العكس، فعندما يتعلق الأمر بتجربة سياسية كتجربة منظمة "إلى الأمام" و كل التجارب الشبيهة بها، فالمطلوب التدقيق فيما نعنيه بالخط السياسي.

2 ــ إن الكثيرين ممن يكتبون عن التجارب السياسية الثورية، كثيرا ما يلجؤون للنصوص المجردة المفصولة عن سياقها، للحكم على تجربة برمتها، كما لو أن النصوص كانت تحركها يد خفية لايمكن رؤيتها.

فمن الطبيعي أن تنتج مثل هذه المحاولات، تصورا مثاليا لوقائع تاريخية ملموسة، فتساهم في التشويش و التزييف، حتى بدون إرادة أحيانا. و يصبح الأمر خطير جدا ـــــ لأننا لسنا أمام أبحاث أكاديميةـــــ بالنسبة للمناضلين الثوريين ولأن تلك الرؤية لا تسمح لهم باستخلاص الدروس و العبر من التجارب السابقة، و هو ما يرهن المستقبل بأوهام تم تبنيها نتيجة تلك النظرة الخاطئة.

حين يتعلق الأمر بتقييم خط سياسي ثوري، لا بد من التمييز بين خط فعلي، و التوجهات المبدئية العامة التي تصدرها الهيئات القيادية لمنظمة ثورية أو حزب ثوري،حتى و لو كان ممركزا. فبما يرتبط الخط السياسي الفعلي؟

إن الخط السياسي الفعلي مرتبط جدا بالعناصر التالية:

1 ـــــ القوى الاجتماعية، و نعني بذلك ،الطبقات الاجتماعية، أو الفئات الاجتماعية،التي تبث الحياة في الخط السياسي،و من هنا لا يوافق الخط الفعلي إلا جزئيا، تلك التوجهات المبدئية العامة التي يعلن عن تبنيها من طرف المنظمة الثورية أو الحزب الثوري.

2 ــ يتأثر الخط كثيرا بالطموحات و المصالح الخاصة لتلك القوى الاجتماعية التي يرتبط بها، ذلك أن هاته القوى الاجتماعية، لها تصوراتها فيما يخص "المصالح الجماعية" و ذات ارتباط وثيق بموقعها في نظام العلاقات الاجتماعية. على قاعدة هذا الطرح، يمكن القول بنشوء فارق أو تناقض، بين الخط السياسي المبدئي، و الخط السياسي الفعلي المرتبط بالقوى الاجتماعية، التي تعطيه مضمونه الواقعي، و الذي يجسد مصالحها و طموحاتها و تصوراتها.

هكذا نرى إذن، أن الخط السياسي هو حصيلة انخراط و تدخل إديولوجي و سياسي للمنظمة الثورية أو الحزب الثوري، في سيرورة موضوعية يؤثر فيها و في مسارها،لكن دائما في ظل الحدود التي تفرضها علاقات القوى بين الطبقات.

إن فهم هذا التناقض داخل الخط السياسي، بارتباط مع القوى الاجتماعية الفعلية، يعتبر ذا قيمة كبرى، لفهم التحولات التي تعتري الخطوط السياسية للتنظيمات الثورية أو الأحزاب الثورية، و نقصد منها هنا ، الماركسية ــ اللينينية.

 

الفصل الخامس :

نوعية العلاقة بين المنظمة الثورية الماركسية ــ اللينينية و قاعدتها الاجتماعية.

 

هناك علاقة جدلية بين المنظمة السياسية الثورية و قاعدتها الاجتماعية الفعلية أو الممكنة.

لقد قدم لينين نظرية متكاملة في هذا المجال، و تظل أطروحات كتابه "ما العمل؟" ذات راهنية كبرى. و ما يهمنا هنا، ليس عرض الأطروحات اللينينية، بقدر ما يهمنا تسجيل بعض الملاحظات المنهجية حول هاته الإشكالية، فغالبا ما يتم السقوط في النزعة الميكانيكية، حين يتم تحديد العلاقة بين الأصل الطبقي و الموقف الطبقي، عند الحكم على تجربة منظمة ثورية ماركسية ــ لينينية.

يقول كارل ماركس :"لا يعتبر حزب،حزبا بورجوازيا صغيرا، لكونه يتشكل من برجوازيين صغار، بل منظمة غير قادرة على الارتقاء فوق المثل، التصورات، الأفكار الجاهزة للبرجوازية الصغيرة الموجودة أو الملتزمة".

إن السقوط في "التبسيطية" و النزعة الميكانيكية، أدى ببعض التيارات التصفوية إلى السقوط في العفوية و العودة بالتجربة عشرات السنين إلى الوراء، دون الاعتداد بدروس و خبرات الحركة الشيوعية العالمية. فالحكم على التجربة التاريخية للحملم و منظمة"إلى الأمام" لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار عدة عناصر مركبة و متداخلة، ضمن السيرورة الثورية التي انخرطت فيها، و لذلك لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار توفر المنظمة الماركسية ــ اللينينية على مجموعة من الأهداف و الوسائل، كالتوفر على إديولوجيا ثورية (الماركسية ــ اللينينية)، استراتيجية ثورية، استعداد و عمل من أجل تعبئة و تنظيم و تمثيل مصالح البروليتاريا و الكادحين، برنامج ثوري و تنظيم أو نظام تنظيمي يعمل وفق هذه الأهداف.

إن تجربة الحملم و منظمة"إلى الأمام" ظلت تحمل لواء مشروع ثوري يتوفر بهذا القدر أو ذاك على مجموعة من العناصر التي تطرقنا إليها أعلاه، لكن مع تدقيق ضروري.

فقد حافظت منظمة "إلى الأمام" على هذا المنحى إلى حدود 1980 (تأسست منظمة "إلى الأمام" في 30 غشت 1970) بينما عرفت منظمة "23 مارس" تطورا مختلفا، أدى إلى تخلي قيادتها سنة 1975 عن هذا الاتجاه، لصالح توجه يميني إصلاحي و تحريفي سترفضه العديد من أطرها و مناضليها بداخل السجن و خارجه، خاصة خلال سنة 1976 حيث برز تيار ثوري، و قد مثل هذا الاتجاه الثوري منذ ذلك الوقت و إلى حدود أكتوبر1979 الشهيد جبيهة رحال.

و عرفت منظمة "إلى الأمام" بدورها تحولا في خطها السياسي و الإيديولوجي و الاستراتيجي ابتداءا من سنة َ1980، أدى إلى السقوط في التحريفية و التخلي عن المسار الثوري.

 

الفصل السادس :

مسار الصراعات المنعرج و الوجه المقنع للتحريفية

 

إن الصراعات السياسية و الإديولوجية التي عاشت أطوارها منظمة "إلى الأمام"، لم تأخذ مسارا مستقيما (خطيا) ، تصارعت خلاله مختلف التيارات وجها لوجه و بدون تعقيدات ، بل غالبا ما كان وجود اتجاه يخفي اتجاها آخر، و من هنا صعوبة تحديد الخط الثوري الذي كان موجودا بالفعل، بحكم، كذلك،حركة الانتقالات التي كانت تتم من هذا الاتجاه إلى آخر، و ما يعني ذلك من تقلبات في المواقف حسب فترات الصراع. و قد ساهم هذا في تعقيد الفهم لدى العديد من المناضلين، سواء فيما يتعلق بتحديد المواقف أو أمكنة و أزمنة الصراعات و التيارات، و هو أمر يستغله التحريفيون بدهاء كبير، فالتحريفية لا تقدم وجهها بشكل مكشوف، و تتوفر في جبها على أكثر من قناع، و أخطرها قناع "الثورية" و"اليسارية" الذي تستطيع أن تتخفى به لمحاربة الاتجاهات الثورية .

لقد خيضت الصراعات بين مختلف الخطوط من داخل فضاءات مغلقة، شكل فيها السجن ميدانها الرئيسي،أي أنها دارت خارج العلاقة مع الجماهير، و إن وصلت بعض المواقف إلى مجموعة من المناضلين. إن هذا الغياب للحركة الجماهيرية، كان له الأثر الكبير على مجرى الصراع و نتائجه، و أدى إلى انتصار التحريفية داخل حلقات معزولة و محدودة من المناضلين، لكن مع ذلك انتقلت بعض الأفكار الثورية إلى الجامعة، و بدأت تتشكل المعالم الأولى لمواجهة الخط التحريفي.

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.