Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.

الصراعات الطبقية بالمغرب و حركة 20فبراير:السياقات، التحديدات والأفق الثوري(1998ـ 2012)الحلقة الخامسة

Pin it!

يقدم موقع 30 غشت الحلقة الخامسة من دراسة: "الصراعات الطبقية بالمغرب و حركة 20 فبراير: السياقات، التحديدات و الأفق الثوري ــ (1998 – 2012)" بقلم الرفيق: وليد الزرقطوني، وتضم هذه الحلقة المحاور التالية:

VI- طبقة متوسطة أم بورجوازية متوسطة؟

1 - حول الطبقة المتوسطة والرهان عليها

2- الماركسية والطبقة الاجتماعية

3- البورجوازية المتوسطة (حقبة ما بعد الاستقلال الشكلي)

4-معطيات حول الطبقة المتوسطة

في أسفل صفحة هذه الحلقة، يوجد رابط الحلقة بصيغة ب.د.ف. (PDF) ــ

الحلقة الخامسة

VI- طبقة متوسطة أم بورجوازية متوسطة؟

1 - حول الطبقة المتوسطة والرهان عليها

تحظى هذه الطبقة باهتمام خاص من طرف المثقفين العضويين للبورجوازية والبورجوازية الصغيرة.

تمثل هذه "الطبقة" القاعدة الاجتماعية (إلى جانب الأرستقراطية العمالية) للقوى والاتجاهات الإصلاحية بكل منوعاتها. بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ودول أوربا الشرقية، وانطلاق الهجوم "النيوليبرالي"، أصبحت العديد من الأطروحات التي تستبطن هذه الإيديولوجية، وتقبل مسلماتها، تعمل، ومن داخل الرأسمالية (التابعة هنا)، على تمجيد دور ما تسميه " الطبقة المتوسطة" كرافعة للنمو والاستقرار والعصرنة ....

ا - الأطروحات المركزية:

يمكن اختزالها فيما يلي:

- الأطروحة الأولى الأساسية:

- تنبني على اعتبار الفئات الاجتماعية المتوسطة عاملا حاسما في إعادة تحريك الدينامية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، وذلك عن طريق "السلم الاجتماعي"

- ولأن أصحابنا يتبنون الوصفات التي يروجها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي حول "محاربة الفقر " تراهم يعبرون عن تصورهم بما يلي:

- فيما يخص تفسير الوضع في المغرب، فإن اصحاب هذه الأطروحة يرون أن: "مسار المغرب المستقل وقع فيه عطب للسلم الاجتماعي (برفع السين) ".

الأطروحة الثانية الأساسية:

حسب هذه الأطروحة، "لا يمكن تصور محاربة الفقر وفي كل الأحوال في ظل الاقتصاد الليبرالي، كإعادة توزيع سياسي سلطوي، ولا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق سيرورة متدرجة مدفوعة من الاقتصاد، وأيضا، ليس بإمكان الجميع، وفي نفس الوقت أن يصعد السلم الاجتماعي.

ب - ما وراء المفاهيم

بديهي أن أصحاب هاته الآراء تخلوا عن المفاهيم العلمية للطبقة والصراع الطبقي (الماركسية)، أو متبنين أصلا لهذه الآراء ومتحمسين لها بحكم حداثة السن والتكوين التعليمي الطبقي.

- فهل يتعلق الأمر بطبقة متوسطة أم بورجوازية متوسطة؟

- وهل يتعلق الأمر بخلل أو عطب في السلم الاجتماعي؟ أو وجود بنيات رأسمالية تابعة، تعمل ضمن حدود قوانينها العامة والخاصة؟

=< نحن أمام طبقة تعاني من أزمة تعبير سياسي وإيديولوجي، كنتاج لحالة التشتت والتذرير (من الذرة) الذي تتعرض له في سياق الهجمة الشرسة للرأسمال الكومبرادوري والامبريالي، وتدمير وإعادة صياغة فئاتها على ضوء تقسيم العمل الاجتماعي الجديد للرأسمال الامبريالي (سياق الأزمة البنيوية الحالية للرأسمالية العالمية).

لقد تعرضت هذه الطبقة في تركيبتها إلى تغييرات مستمرة، فانضافت فئات جديدة إلى جانب فئاتها الكلاسيكية، فهناك تطور غير متساو داخلها قفز بفئاتها الحديثة إلى السطح أكثر فأكثر، وتمثل هاته الفئات الأكثر طموحا والأكثر تعبيرا عن مصالحها، وهي بالمناسبة غير موحدة ومتناقضة، ستجد في شباب 20 فبراير حاملة أو ناقلة لمطالبها، خاصة الأكثر امتيازا أو حظا من التعليم الخصوصي أو العالي التكلفة (يعني الفئة الأكثر تمثيلية إعلاميا وسياسيا والتي حظيت بتأثير نتيجة لذلك).

2- الماركسية والطبقة الاجتماعية

في حقل السوسيولوجيا يدور صراع حاد بين الماركسية وعلم الاجتماع البورجوازي حول مفهوم الطبقة الاجتماعية.

عموما، يقوم علم الاجتماع البورجوازي في نقده للماركسية بقراءات انتقائية، فيعزل ما يشاء، ثم يصب عليه نقده معلنا بوقاحة أن المفاهيم الماركسية، في مجال علم الاجتماع قد تم تجاوزها وفقدت صلاحيتها.

وبالعودة إلى المفهوم الماركسي – اللينيني للطبقة الاجتماعية، نجد أن تعريفها يقوم على الاعتبارات التالية:

*الطرح الماركسي للطبقات:

الطبقة هي مجموعة من الناس تتميز ب:

- ا لموقع الذي تحتله في نظام الإنتاج الاجتماعي.

- بمكانتها في علاقات الإنتاج، التي تجمعها بالطبقات الأخرى، وتمثل علاقات الإنتاج مجموعة من الروابط الاقتصادية والاجتماعية الموافقة لحالة محددة لقوى الإنتاج القائمة.

عند ماركس، هناك تناقض عدائي بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي السائد، ذلك أن قوى الإنتاج تولد علاقة سيطرة واستعباد بين العمال ومالكي الرأسمال.

=<النتيجة تمقطب للمجتمع حول طبقتين متعاديتين:

+ البروليتاريا

+ البورجوازية

تنتج الأولى فائض القيمة، وعبر علاقات الاستغلال والسيطرة تستحوذ الثانية على فائض القيمة.

* الطرح اللينيني للطبقات:

يتميز الطرح اللينيني بدقة كبيرة أكثر، و دون الخوض في تفاصيل هذا الطرح بأبعاده الفلسفية (مفهومي الجوهر و الظاهرة، اللذان يسمحان بإيجاد جوهر لطبقة اجتماعية، دون إغفال أجزائها، بما يعني وجود الطبقة بفئات اجتماعية مختلفة) و السياسية (مفهوم الظرفية السياسية عند لينين، حيث من خلاله، تتم مقاربة الطبقات الاجتماعية ضمن عناصر أخرى تتضمن الطبقات الاجتماعية المتصارعة ببرامجها و تعابيرها السياسية، و انعكاسات ذلك على البنيات الفوقية، بما فيها الدولة، باعتبار الاستيلاء على السلطة هدفا لكل سياسة، ذلك الهدف الذي يختبئ وراء الخطابات الطبقية) والاستراتيجية (مفهوم الثورة و مفهوم الظرف الثوري ...)، و نسوق هنا فقرة رائعة للينين يحدد فيها معنى الطبقات:

" نسمي الطبقات الاجتماعية مجموعة كبيرة من الناس تتميز ب:

-المكانة التي تحتلها في نظام الإنتاج الاجتماعي محدد تاريخيا.

- بدورها في التنظيم الاجتماعي للعمل وبالتالي بأهمية نصيبها من الشروط الاجتماعية التي تتوفر عليها والطريقة التي تحصل عليها.

- بعلاقاتها (في أغلب الأحيان محددة ومكرسة بالقوانين) تجاه وسائل الإنتاج.

- الطبقات هي مجموعة من الناس بإمكان طرف منها أن يمتلك عمل الطرف الآخر، وذلك نتيجة المكانة المختلفة التي تحتلها داخل بنية محددة للاقتصاد الاجتماعي." مقالة: "المبادرة الكبرى "، لينين.

الطبقة الاجتماعية:

مقابل هذا الطرح الماركسي، يقوم الطرح الليبرالي على الاعتبارات التالية:

- هي كل مجموعة تعرف نفس الوضع، الذي يتميز بنفس الحظوظ في الحصول على المواد والخدمات.

- بإمكان أعضائها تحقيق التطور داخل التركيبة الطبقية للمجتمع.

ونظرا لاتساع نمط العيش "للطبقة المتوسطة" وتعميمه = moyennisation sociale، تصبح الطبقة المتوسطة "الطبقة المركزية"، مما يعني انمحاء الطبقات الاجتماعية المتناحرة بشكل واضح، لتصبح عبارة عن مجموعات (فئات) غير منسجمة، تدور حول طبقة متوسطة، تشكل مركز ثقل أساسي، ومن هنا، يفسر أصحاب هذا الطرح سبب تراجع النزعة الصدامية داخل سوق العمل، وتراجع الأحزاب العمالية والنقابات، ومن هنا كذلك، يقومون بالتمييز بين:

- الطبقات والتراتبيات الاجتماعية.

- الصراع الطبقي وصراع المواقع.

- صراع الطبقات الاجتماعية وصراع الحركات الاجتماعية الجديدة (التي تناضل من أجل مراقبة التوجهات الاجتماعية والثقافية للمجتمع).

بعد تشويه الماركسية، وتحويلها إلى اتجاه اقتصادوي مبتذل (الاقتصاد كل شيء وكمحدد وحيد)، وبعد القفز عن الأسباب الحقيقية لسقوط الأحزاب العمالية، وتراجع النقابات والخلط في تناول السياسات الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية الاحتكارية، والفئات المهيمنة للبورجوازية الامبريالية، خاصة في الفترة الممتدة إلى ما بعد الحرب الإمبريالية الثانية (تحالفات سياسية لصالح الحفاظ على مصالح الرأسمالية مع هاته الطبقة المتوسطة، ومع الارستقراطية العمالية لمواجهة المد الشيوعي العالمي).

بعد انتهاء هذه المرحلة، وانطلاق الطور الامبريالي الجديد وجه الرأسمال الامبريالي المعولم صفعة مدمرة للطبقة المتوسطة، باختياراته الاستراتيجية الجديدة، التي تسير على حساب مصالح هاته الطبقة التي تمت التضحية بها، وهنا تأكيد صارخ للأطروحة الماركسية حول الطبقات الاجتماعية، وحول تمقطبها بين طبقتين أساسيتين في المجتمع الرأسمالي، أي البروليتاريا والبورجوازية، لقد أفرغ الهرم الاجتماعي من وسطه، وتعززت قاعدته، وتسير قمته نحو التقلص أكثر فأكثر.

3- البورجوازية المتوسطة (حقبة ما بعد الاستقلال الشكلي)

تميز الوضع الجديد الناشئ، عند دخول المغرب مرحلة الاستقلال الشكلي، بعناصر جديدة أهمها:

- مغادرة الأطر الأجنبية الفرنسية والاسبانية للإدارة الاستعمارية (فراغ في الأجهزة).

- مغادرة المعمرين الفرنسيين المالكين للأراضي والتجارة والمقاولات (اقتسام التركة الاستعمارية والاستفادة من الوضع الجديد لصالح الملكية وشرائح من البورجوازية التجارية الكبيرة والإقطاع).

وتمثلت اختيارات النظام الكومبرادوري، الذي تشكل بعد الاستقلال الشكلي في:

- الانتقال في البداية، تحت ضغط مد جماهيري صاحب بداية الاستقلال الشكلي، من تعليم نخبوي انتقائي تحت الحماية إلى تعليم جماهيري.

- الاستيلاء على الأراضي والشركات والتجارة من طرف العائلات الكبرى للنظام.

- استرجاع الأراضي: من 63% إلى 73% (أراضي الاستعمار الرسمية والخاصة). فتم الاستيلاء على مليون هكتار من الأراضي الخصبة بطرق مختلفة، عن طريق تدخل وتحكم وزارة الداخلية في عملية الاستيلاء، ولم تتوقف هذه العملية إلى الآن وبصيغ مختلفة، كان آخرها، حالة سوجيتا وصوديا (قامت جريدة ليكونوميست بنشر لائحة المستفيدين، وهم كبار المشترين كأفراد وشركات مجهولة الاسم، l'économiste 29/9/2005).

وعموما، اتسمت سياسة النظام خلال هذه المرحلة، بكونها كانت مضادة لمصالح البورجوازية المتوسطة (البوادي والمدن).

- الوظيفة العمومية والتعليم:

بالنسبة للوظيفة العمومية:

استفادت البورجوازية المتوسطة من سياسة مغربة الإدارة خلال مرحلة 1956 - 1965، حيث تضاعف عدد الموظفين 10 مرات.

أما التعليم:

منذ الاستقلال الشكلي ما انفك النظام يحارب أي محاولة لإصلاح التعليم، وعند منعطف 1965، عندما خرجت الجماهير الثائرة في 23 مارس 1965، التي سحقها النظام بالحديد والنار، صب النظام جام غضبه وحقده على رجال التعليم، وقال الحسن الثاني في خطاب شهير له، متوجها إليهم، أنه:

"ليس هناك من خطر أكبر على الدولة من مثقف مزعوم، كان من الأحسن لكم أن تكونوا أميين" (29 مارس 1965).

شكل هذا الخطاب إعلان حرب ضد التعليم ورجاله ونسائه بعد انتفاضة 65، وكان لذلك انعكاس على البورجوازية المتوسطة.

وهناك عاملان أساسيان سيؤثران على البورجوازية المتوسطة:

-1- العامل الحاسم:

يتمثل في تراجع سياسة التكوين، ومن نتائجها:

توقف محاربة الأمية.

سياسة تكوينية في غير صالح الأطر المتوسطة.

-2- العامل الثاني:

أصبحت القيم والموارد تتمقطب حول قمة المجتمع والدولة، ليس فقط بسبب تأثير المصالح الاقتصادية السائدة، بل بسبب كونها نتاج نظام سوسيو سياسي يقوم على تحالف الملك مع الملاكين العقاريين الكبار في البوادي وبعض شرائح البورجوازية الكبيرة، بعدما استفاد من تحالفه مع الحركة الوطنية البورجوازية في الحقبة الاستعمارية (شكلت البورجوازية المتوسطة خلال الحقبة الاستعمارية، قاعدة اجتماعية أساسية للبورجوازية الوطنية).

السياسة الفلاحية:

بالنسبة للسياسة الفلاحية، قامت سياسة النظام الكومبرادوري في سياق بنائها لتحالفات طبقية جديدة، على دعم الملكيات العقارية الكبرى على حساب المتوسطة والصغرى، وتبني سياسة السدود الكبرى والبنيات التحتية المرافقة لها بدل السدود الصغرى والمتوسطة، التي يستفيد منها الفلاحون الأغنياء والمتوسطون والصغار.

قامت البورجوازية المتوسطة، من خلال تعبيراتها السياسية (خاصة حزب الاستقلال) ومثقفيها العضويين (الاقتصاديين، المثقفين)، بمحاولات الرد على سياسات النظام في المجال الفلاحي، لكنها ظلت هشة ومترددة ومبهمة وضعيفة.

*حول النموذج المقترح كبديل من طرف مثقفي وسياسي " الطبقة المتوسطة.

يقوم هذا النموذج على وهم قيام تحالف بين الكومبرادور والطبقة المتوسطة. وضمنه تقدم البورجوازية المتوسطة نفسها، كقائم بدور صمام أمان، ضد الصراع الطبقي الذي تحركه المصالح الأساسية للجماهير، أي ضد المخاطر الآتية من تحت، بحكم دورها، وباعتبارها تستعمل السلم الاجتماعي، وبذلك تعطي المثال على الطريق الذي يجب استعماله واتباعه، أي طريق الاعتدال والإصلاح، إنها الطبقة التي تمثله بامتياز.

لذاك نجد المثقفين العضويين لهاته الطبقة يتحسرون على الفرص المهدورة خلال الفترة ما بعد 1956، ويطالبون باستخلاص الدروس لصالح هاته الطبقة المتوسطة، وذلك بإصلاح السلم الاجتماعي.

لا يستقيم هذا النموذج دون الاعتراف بالملكية، باعتبارها فاعلا أساسيا في تدبير الحقل السياسي، وذلك تعبيرا عن انبهار معجبيه وحوارييه من أبناء الطبقة المتوسطة (مثقفين وسياسيين) بهذا الدور الكاريزمي.

وأخيرا، هاته الطبقة "المصطفاة" من أجل تحقيق التنمية والديموقراطية، في إطار "الاندماج بالعولمة"، الذي نادى به مثقفوها وسياسيوها، هاته الطبقة التي تخترقها وتعتمل داخلها العديد من التناقضات، هل تملك حقا مشروعا مجتمعيا؟

هناك فئتان أساسيتان تحركها:

-1- فئة ليبرالية على الطريقة المغربية.

-2- فئة متأسلمة بكل التلاوين : إسلام دعوي (السلفية)،  إسلام سياسي  (العدالة و التنمية) و إسلام صوفي (الزاوية البودشيشية).

ما يجمع هاتان الفئتان أنهما:

- كلاهما ضد المظاهر الأكثر فظاعة لما تسميه بالفساد (الرشوة، النهب واقتصاد الريع ...) وذلك:

- من أجل إصلاح سياسي غير جذري.

- من أجل ملكية دستورية (أو برلمانية).

- من أجل الاندماج في العولمة (إقرار بالشفافية والحكامة الجيدة، المنافسة الشريفة ...)

- ضد الاشتراكية: انقلاب مثقفيها 180 درجة، وهنا تتقاطع مواقف الفئتين:

+ الأولى باسم الليبرالية والتعددية ...والديموقراطية الشكلية.

+ الثانية باسم الإسلام: " الإسلام هو الحل =< تخليق المعاملات، استعمال معايير الشفافية والحكامة الجيدة، المنافسة الشريفة.

لا شك أن هاته الفئات تقوم بأدوار، يخطط لها من طرف النظام السياسي، وأحيانا عبر إملاءات من دوائر وأجهزة خليجية، تستمد منها توجيهاتها (يشكل السلفيون حاضنة أساسية للإرهاب العابر للقارات، والذي تخترقه استخبارات الامبريالية والصهيونية والخليجية).

ومن أدوارها كذلك : نشر نمط للعيش و للاستهلاك والسلوكات، عبر نشر الفردانية وسط المجتمع، و روح المنافسة الليبرالية الاقتصادية، اللتان فرضتهما العولمة،  ومواجهة ضعف القيم التقليدية وتراجعها (احترام القدماء والتراتبية والتظاهر بنوع من التدين على المقاس، بجلباب يوم الجمعة وبشعارات تطلى بها زجاجات السيارات من قبيل "هذا من فضل ربي" و " لا تنسوا ذكر الله"، هذه الشعارات تفضحها يوميا الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال سرد وقائع وفضائح اخلاقية واجتماعية تعبر عن انحطاط هذه الفئات التي تقدس السلطة والمال والانغماس في الجنس).

أمام تصلب العلاقات الاجتماعية، يتكون لدى عناصر هذه الطبقة إحساس غامض بفقدان نقط الارتكاز، فقدان السلامة والندم على القيم المفقودة، وضع يفتح الباب على مصراعيه لدعاة العودة إلى الديني في العمل السياسي.

*حول الخطاب الإيديولوجي والسياسي لهذه الطبقة: النظرة المزدوجة.

النموذج النظري:

يقوم هذا النموذج على:

- سياسة السلم الاجتماعي بالاعتماد على دور الطبقة المتوسطة.

- إيجاد ودعم طبقة على المقاس، متشكلة من ما يسمونه بالطبقات المتوسطة.

- اعتماد خطاب مزدوج أحدهما يتوجه إلى:

1-الطبقات السائدة (نحن ضامنو الاستقرار، نحن صمام أمان ضد الجماهير الكادحة، (ينظر لها كفزاعة) وسنقوم بتدجينها (عامل خطر).

2-الجماهير الكادحة: بقاو ف بلاصتكم و تسناو و ديرو بحالنا، وياكم و الثورة، و لا تنسوا أن الفقر و المرض و البطالة و التشرد ... كلها ابتلاء من عند الله، أو اياكم والثورة فإنها فتنة، أو بطريقة ليبرالية "الثورة هي سوريا" أي مذابح ومجازر ولجوء الخ...

4-معطيات حول الطبقة المتوسطة

ا – فئات منتمية للطبقة:

تتشكل الطبقة البورجوازية المتوسطة من فئات اجتماعية مختلفة: تجار، صناع تقليديون، مقاولون صغار، فلاحون أغنياء، مهن حرة متوسطة (محامون، أطباء ...) أجراء متعلمون (مستخدمون، موظفون، مهندسون، أساتذة ...).

ب– بعض مظاهر معاناة الطبقة

فيما يتعلق بمستوى العيش، فمستوى دخلها القار يصل إلى 42 % من الأجور المتوسطة والعليا، وتعاني من ضعف الاستهلاك والطلب الداخلي وانعكاس ذلك على النمو الاقتصادي.

فيما يتعلق بسياسة تجميد الأجور، التي يسنها النظام تنعكس عليها سلبا، فتجميد الأجور وتحرير أسعار المواد الأساسية، يجعل كمثال، أستاذ السلم 10 =<   5000 درهم غير مؤهل للانتماء لها، وأغلبية العاملين في القطاع العام والخاص لا يتعدى دخلهم 3000 درهم.

وإذا قسمنا الدخل المتوسط، فسنجد أن احتياجات الاستهلاك تمثل 59%، وحاجيات التجهيز المنزلي و وسائل النقل تمثل 15,9 %.

هذا يعني أن ضمان استمرارية نمط العيش يفترض اللجوء إلى القروض والارتهان بها، الشيء الذي يجعل مستقبلها في كف عفريت.

أما فيما يتعلق بالتعليم وسوق الشغل، فإن ذوي الشواهد العليا من أبناء هذه الطبقة، هم دون إمكانية الشغل، لأن الشغل لم يعد يعتمد على إمكانية الفرد، بل على وسطه الاجتماعي والخلفية الأسرية والعلاقات والحظوة (prestige) ...

صندوق المقاصة: فقط 11,1% من ضعيفي الدخل يستفيدون من الصندوق، و33% من الميسورين، والباقي موزع على باقي فئات الطبقة المتوسطة، وسياسة النظام في هذا المجال، تتضرر منها هذه الطبقة بشكل كبير.

السكن:

يعرف ثمن العقار المخصص للسكن، تزايدا كبيرا، نتيجة المضاربات، التي تقوم بها مافيا العقار، مما يجعل كلفة بناء السكن عالية، فالأرض وحدها تبتلع 50 % من الكلفة الإجمالية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الإسمنت وأدوات البناء (الرمل – الحديد).

وبالنسبة للمضاربات، فهناك على سبيل المثال 600 ألف شقة مقفلة قيمتها: 300 مليار درهم، وهناك استثمار الأموال القذرة في العقار (تبييض الأموال)، مما يساهم في ارتفاع الأسعار.

وبالنسبة للقروض العقارية، فحسب التقرير السنوي لبنك المغرب 2006، فإن 73 مليار درهم تذهب لقروض السكن، وتنعكس السياسات الضريبية للنظام على البورجوازية المتوسطة، مما يؤجج وضعها الاندحاري، وكلما تم الصعود في قلب هذه الطبقة تزداد مديونيتها، فهي تعيش بالقروض تلو القروض، مما يزيد في اندحارها.

3- التوزيع الجغرافي للطبقة

تتمركز عناصر هذه الطبقة بالأساس في الدار البيضاء الكبرى، الشاوية – اورديغة، فاس – بولمان، وتتلوها في الترتيب كل من الرباط- -سلا –زمور – زعير، طنجة – تطوان، مراكش – تانسيفت – الحوز، فهناك إذن تمركز كبير وسط المدن الكبرى وحولها.

بصدد السياسات الحضرية:

كان سكان المغرب سنة 1970 يتوزعون على المدن والبوادي كالتالي:

المدن سنة 1970: 30 % = سكان حضريون.

البوادي: 1970: 70% = سكان قرويون.

توقعات 2030:

المدن: 70 % = سكان حضريون.

البوادي: 30 % = سكان قرويون.

*السيرورة الحضرية:

لفهم هذه السيرورة يجب اعتبار السياسة الحضرية كتعبير عن العلاقات الاجتماعية الطبقية، وباعتبارها كذلك، تساهم في:

1-إعادة إنتاج البيئة الاستعمارية في سياق استعمار داخلي.

2-تطوير أشكال النمو الحضري المسمى "السكن العشوائي".

وتشكل الأشكال الحضرية "السرية" ربع الساكنة الحضرية مثال الدار البيضاء: 4 % =<   سكن سري، 9 % مدن صفيح =< الملاحظ أن هذا التطور كان موازيا لخلق العديد من مؤسسات المراقبة للسكن، ابتداء من سنوات الثمانينات، حيث تسارعت وتيرة المدن -الهوامش غير القانونية (إشارة إلى الرشوة وغض الطرف ...).

بالنسبة لإعادة نفس البنية الاستعمارية، نأخذ نموذج الدار البيضاء، حيث أن البنية الحضرية الحالية تعيد إنتاج ما تم تثبيته في أول مخطط التهيئة الحضرية لسنة 1971، ويتميز ب:

-        مركز مدينة واحد، وعن طريق تقطيع مجالي إلى مناطق concentrique   تراكزية (موحدة المركز)، بحيث يترجم الاحتلال المجالي التراتبية الاجتماعية القائمة.

-        محاصرة مجالية للمدن الكبرى من طرف حزام تسيطر عليه المساكن الاقتصادية العشوائية أو المنظمة: سكن اجتماعي، دواوير، مدن قصدير...

في ظل الوضع الجديد أي مغرب الاستقلال الشكلي (الاستعمار الداخلي) هناك:

==< ترييف المدن دون تمدين الأرياف (إحدى علامات التخلف).

هكذا تم الانتقال من السياسة الحضرية الاستعمارية القديمة إلى السياسة الاستعمارية الجديدة، التي قامت بإعادة إنتاج الأولى على نطاق واسع، ضمن صراعات طبقية محتدة منذ ستينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا (لم نتقدم قيد أنملة).

22 ـــ 04 ـــ 2019

Ok

En poursuivant votre navigation sur ce site, vous acceptez l'utilisation de cookies. Ces derniers assurent le bon fonctionnement de nos services. En savoir plus.